الشّرْحُ:
قد ذكَر عليه السلام الحِكْمة ، ثم ذكر العِلّة ، وما سَمِعْنا أنه عليه السلام دعا إلى مُبارَزةٍ قَطّ ، وإنما كان يدعَى هو بعينه ، أو يدعو من يبارز ، فيَخْرُج إليه فيقتله ، دعا بنو ربيعة بن عبد شمس بني هاشم إلى البراز يوم بَدْر ، فخرج عليه السلام فقتل الوليد ، واشترك هو وحمزة عليه السلام في قَتْل عُتْبة ، ودعا طَلْحة بن أبي طَلْحة إلى البراز يوم أحد ، فخرج إليه فقتله ، ودعا مَرْحبٌ إلى البراز يوم خَيْبَر فخرج إليه فقتله .
فأما الخَرْجة التي خرَجَها يوم الخَنْدق إلى عمرو بن عبد وُدّ فإنّها أجلّ من أن يقال جليلة ، وأعظم من أن يقال عظيمة ، وما هي إلاّ كما قال شيخنا أبو الهذيل وقد سأله سائلٌ : أيّما أعظم منزلة عند اللّه ، عليٌّ أم أبو بكر ؟ فقال : يابن أخي ، واللّه لمبارزة عليٍّ عَمْراً يوم الخندق تَعْدِل أعمالها المهاجرين والأنصار وطاعتهم كلها وتُرْبِي عليها فضلاً عن أبي بكروحدَه .
( ثم إنّ ابن أبي الحديد نقل قصة الخندق ومبارزة الإمام علي عليه السلام لابن ودّ عن مغازيالواقدي وسيرة ابن إسحاق ، مفصّلة ) .
231
الأصْلُ:
۰.خِيَارُ خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ : الزَّهْوُ وَالْجُبْنُ وَالْبُخْلُ ؛ فَإِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا ، وَإِذَا كَانَتْ بِخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا وَمَالَ بَعْلِهَا ، وَإِذَا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَتْ مِنْ كُلِّ شِيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا .
الشّرْحُ:
أخَذ هذا المعنَى الطُّغرائيُّ شاعرُ العَجَم فقال :
الجودُ والإقْدامُ في فِْتيانِهمْوالبُخلُ في الفَتَيَات والإشفاقُ
والطّعنُ في الأحداقِ دأبُ رُماتِهمْوالراميات سِهامَها الأحداقُ
وتقول : زُهيَ الرجلُ علينا فهو مَزْهُوٌّ ، إذا افتخَر ، وكذلك نُخِيَ فهو مَنْخُوّ ، من النَّخْوة ، ولا يجوز زَهَا إلاّ في لغةٍ ضعيفة ۱ .
وفَرِقتْ : خافتْ . والفَرَق : الخوف .