529
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

232

الأصْلُ:

۰.وَقِيلَ لَهُ عليه السلام : صِفْ لَنَا العَاقِلَ ، فَقَالَ عليه السلام : هُوَ الِّذِي يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَهُ .
فَقِيل : فَصِف لَنَا اَلجاهِلَ ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ .

قال الرضي رحمه الله : يعني أن الجاهل هو الذي لا يضع الشيء مواضعه ، فكأنّ تَرْكَ صفته صفةٌ له ، إذ كان بخلاف وصف العاقل .

233

الأصْلُ:

۰.وَاللّهِ لَدُنْيَاكُمْ هذِهِ أَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عُرَاقِ خِنْزِيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ .

الشّرْحُ:

العُراق : جمع عَرْق ، وهو العَظْم عليه شيءٌ من اللَّحْم ، وهذا من الجُموع النادرة ، نحو رَخْل ورُخال وتَوْأم وتُؤام ولا يكون شيء أحقر ولا أبغَضُ إلى الإنسان من عُراق خنزير في يدِ


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
528

الشّرْحُ:

قد ذكَر عليه السلام الحِكْمة ، ثم ذكر العِلّة ، وما سَمِعْنا أنه عليه السلام دعا إلى مُبارَزةٍ قَطّ ، وإنما كان يدعَى هو بعينه ، أو يدعو من يبارز ، فيَخْرُج إليه فيقتله ، دعا بنو ربيعة بن عبد شمس بني هاشم إلى البراز يوم بَدْر ، فخرج عليه السلام فقتل الوليد ، واشترك هو وحمزة عليه السلام في قَتْل عُتْبة ، ودعا طَلْحة بن أبي طَلْحة إلى البراز يوم أحد ، فخرج إليه فقتله ، ودعا مَرْحبٌ إلى البراز يوم خَيْبَر فخرج إليه فقتله .
فأما الخَرْجة التي خرَجَها يوم الخَنْدق إلى عمرو بن عبد وُدّ فإنّها أجلّ من أن يقال جليلة ، وأعظم من أن يقال عظيمة ، وما هي إلاّ كما قال شيخنا أبو الهذيل وقد سأله سائلٌ : أيّما أعظم منزلة عند اللّه ، عليٌّ أم أبو بكر ؟ فقال : يابن أخي ، واللّه لمبارزة عليٍّ عَمْراً يوم الخندق تَعْدِل أعمالها المهاجرين والأنصار وطاعتهم كلها وتُرْبِي عليها فضلاً عن أبي بكروحدَه .
( ثم إنّ ابن أبي الحديد نقل قصة الخندق ومبارزة الإمام علي عليه السلام لابن ودّ عن مغازيالواقدي وسيرة ابن إسحاق ، مفصّلة ) .

231

الأصْلُ:

۰.خِيَارُ خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ : الزَّهْوُ وَالْجُبْنُ وَالْبُخْلُ ؛ فَإِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا ، وَإِذَا كَانَتْ بِخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا وَمَالَ بَعْلِهَا ، وَإِذَا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَتْ مِنْ كُلِّ شِيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا .

الشّرْحُ:

أخَذ هذا المعنَى الطُّغرائيُّ شاعرُ العَجَم فقال :

الجودُ والإقْدامُ في فِْتيانِهمْوالبُخلُ في الفَتَيَات والإشفاقُ
والطّعنُ في الأحداقِ دأبُ رُماتِهمْوالراميات سِهامَها الأحداقُ
وتقول : زُهيَ الرجلُ علينا فهو مَزْهُوٌّ ، إذا افتخَر ، وكذلك نُخِيَ فهو مَنْخُوّ ، من النَّخْوة ، ولا يجوز زَهَا إلاّ في لغةٍ ضعيفة ۱ .
وفَرِقتْ : خافتْ . والفَرَق : الخوف .

1.والمرأة المزهوّة : المتكبّرة بنفسها المفتخرة على غيرها .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212769
صفحه از 800
پرینت  ارسال به