537
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

لا رَيْب أنّ الثّواب على قدر المَشقّة ، لأنّه كالعِوَض عنها ، كما أنّ العِوَض الحقيقيّ عِوضٌ عن الألم ، ولهذا قال صلى الله عليه و آله وسلم : «أفضل العبادة أحمَزُها» ، أي أشَقّها .

247

الأصْلُ:

۰.عَرَفْتُ اللّهَ سُبْحَانَهُ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ ، وَحَلِّ الْعُقُودِ ، وَنَقْض الْهِمَمِ ۱ .

الشّرْحُ:

هذا أحدُ الطُّرُق إلى معرفة الباري سبحانه ، وهو أن يَعزِم الإنسانُ على أمرٍ ، ويصمِّمَ رَأيه عليه، ثمّ لا يَلبَثَ أن يُخطِر اللّهُ تعالى بباله خاطرا صارِفا له عن ذلك الفعل ، ولم يكنْ في حِسابه ، أي لولا أن في الوجود ذاتا مدبّرة لهذا العالم لما خَطَرت الخواطرُ الّتي لم تكن محتَسبة ، وهذا فصلٌ يتضمّن كلاما دقيقا يذكره المتكلّمون في الخاطر الّذي يَخطِر عن غيرِ مُوجب لخطُوره ؛ فإنه لا يجوز أن يكون الإنسان أخطَرَه بباله ؛ وإلاّ لكان ترجيحا من غير مرجّح لجانب الوجود على جانب العدم ، فلابدّ أن يكون المخطر له بالبال شيئا خارجا عن ذات الإنسان ، وذاك هو الشيء المسمَّى بصانِع العالم .
وليس هذا الموضع ممّا يحتمِل استقصاءَ القولِ في هذا المبحَث .

248

الأصْلُ:

۰.مَرَارَةُ الدُّنْيَا حَلاَوَةُ الآخِرَةِ ، وَحَلاَوَةُ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الآخِرَةِ .

1.العزائم : جمع عزيمة ، وهي ما يصمّم الإنسان على فعله . فسخها : نقضها ، وحلّها . والعقود : جمع عقد بمعنى النيّة .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
536

الشّرْحُ:

مِثلُ هذا المعنى قولُ أبي تمام لابن الجَهْمِ :

إلاّ يَكُنْ نسبٌ يؤلِّفُ بينناأدبٌ أقمناه مقامَ الوَالدِ
أو يَختلِفْ ماءُ الوصالِ فماؤُناعَذْب تَحدَّرَ من غمامٍ واحدِ

245

الأصْلُ:

۰.مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ ۱ .

الشّرْحُ:

هذا قد تقدّم في وصيّته عليه السلام لولَدِه الحسن .
ومن كلام بعضهم : إنّي لأستحيي أن يأتيَني الرجُلُ يحمَرُّ وجهُه تارةً من الخَجَل أو يصفرّ أُخرى من خوف الرّدّ قد ظَنّ بي الخيرَ وباتَ عليه وغَدَا عليَّ أن أردَّه خائباً .

246

الأصْلُ:

۰.أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ .

1.أي حقّق ما ظنّه فيك من الخير .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212996
صفحه از 800
پرینت  ارسال به