301
الأصْلُ:
۰.أَصْدِقَاؤُكَ ثَـلاَثَةٌ ، وَأَعْداؤُكَ ثَـلاَثَةٌ ؛ فأَصْدِقَاؤُكَ : صَدِيقُكَ ، وَصَدِيقُ صَدِيقِكَ ، وَعَدُوُّ عَدُوِّكَ . وَأَعْدَاؤُكَ : عَدُوُّكَ ، وَعَدُوُّ صَدِيقِكَ ، وَصَدِيقُ عَدُوِّكَ .
الشّرْحُ:
قد تقدّم القولُ في هذا المعنى . والأصل في هذا أنّ صديقَك جارٍ مجرَى نفسك ، فاحكم عليه بما تحكُم به على نفسك ، وعدوّك ضدّك ، فاحكُمْ عليه بما تحكُم به على الضّدّ ، فكما أنّ من عاداك عدوّ لك ، وكذلك مَنْ عادى صديقَك عدُوّ لك ، وكذلك من صَادَق صديقَك فكأنّما صادَق نفسَك ، فكان صديقا لك أيضا ، وأمّا عدوُّ عدوِّك فضدّ ضدّك ؛ وضِدُّ ضِدِّك ملائمٌ لك ، لأنّك أنتَ ضِدُّ لذلك الضدّ ، فقد اشتركتُما في ضِدّيّة ذلك الشخص ، فكنتما متناسِبَين ، وأمّا مَنْ صَادقَ عدوَّك فقد ماثلَ ضِدَّك ، فكان ضِدّا لك أيضا .
302
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام لرجل رآه يسعى على عدوٍّ له ، بما فيه إِضرار بنفسه : إِنَّمَا أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَهُ لِيَقْتُلَ رِدْفَهُ .
الشّرْحُ:
هذا يختلف باختلاف حالِ السّاعي ، فإنّه إن كان يضرّ نفسَه أوّلاً ثمّ يضرّ عدوَّه تَبَعا لإضرارِه بنفسِه ، كان ـ كما قال أمير المؤمنين عليه السلام ـ كالطاعنِ نفسَه لِيقتلَ رِدْفه ؛ والرِّدفْ : الرجلُ الذي تَرْتدِفه خَلْفَك على فرَس أو ناقةٍ أو غيرهما ، وفاعل ذلك يكون أسْفه الخلق وأقلَّهم عقلاً ،