615
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

دونَ الأُخرى ، إنْ كان عليه في ذلك غَضاضةٌ فعليه في رَدّ الحاجة الواحدة غَضاضةٌ أيضا .

368

الأصْلُ:

۰.مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ .

الشّرْحُ:

قد تقدَّم من القولِ في المِراء مافيه كفاية ، وحدُّ المِراءِ الجِدالُ المتّصِل لا يُقصَد به الحقّ .
وكان يقال : ما ضَلّ قومٌ بعدَ إذْ هدَاهم اللّهُ تعالى إلاّ بالمراء والإصرارِ في الجِدال على نُصْرة الباطل .

369

الأصْلُ:

۰.مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الإِمْكَانِ ، وَالْأَنَاةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم القولُ في هذين المَعْنَييْن .
ومن كلامِ ابنِ المعتزّ : إهمالُ الفُرْصة حتّى تَفوتَ عجز ، والعَجَلَة قبل التمكُّن خرْق .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
614

الشّرْحُ:

قال الشاعر :

إذا ما أتتْ من صاحِبٍ لك زَلّةٌفكنْ أنت مُحْتالاً لزَلّته عُذرَا

367

الأصْلُ:

۰.إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللّهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ ، فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الْأُخْرَى .

الشّرْحُ:

هذا الكلام على حَسَب الظّاهر الذي يَتعَارفُه الناس بينَهم ، وهو عليه السلام يسلُك هذا المسلَك كثيرا ، ويُخاطِب الناسَ على قَدْر عُقولهم ، وأمّا باطنُ الأمر فإنّ اللّه تعالى لا يُصلِّي على النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم لأجل دُعائِنا إيّاه أن يصلّيَ عليه ، لأنّ معنى قولنا : اللهمّ صلّ على محمد ، أي أكرِمْه ، وارفَعْ درجَتَه ، واللّه سبحانه قد قضَى له بالإكرام التامّ ورِفْعَةِ الدّرجة من دُون دعائِنا ، وإنّما تَعبّدنا نحن بأن نُصَلِّي عليه لأنّ لنا ثواباً في ذلك ، لا لأنّ إكرامَ اللّه تعالى له أمرٌ يَستعقبُه ويستِتبُعه دعاؤنا ۱ . وأيضا فأيُّ غَضاضةٍ على الكريم إذا سُئِل حاجَتَين فَقَضى إحداهما

1.إن ابن أبي الحديد جعل صلاة المؤمنين على النبي صلى الله عليه و آله وسلم عبثاً وبلا فائدة ، وحصر فائدتها بحصول الثواب لهم . أقول : إن صلاته تعالى عليه صلى الله عليه و آله وسلم انعطاف عليه بالرحمة انعطافاً مطلقاً ، وصلاة الملائكة انعطافاً عليه بالتزكية والاستغفار ، وهي من المؤمنين الدعاء بالرحمة (تفسير الميزان) ، وصحيح ما ذكره من اللّه سبحانه قضى للنبي صلى الله عليه و آله وسلم بالإكرام التام ورفعة الدرجة دون دعائنا . لكن فوق كل إكرام إكرامٌ وكل درجةٍ درجة . وصلاتنا سبب من أساب الإكرام التام له . يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في دعائه : « فارفعه بسلامنا إلى حيث قدّرت في سابق علمك أن تبلّغه إيّاه ، وبصلاتنا عليه ... » . وصحيح كذلك أن صلاتنا عليه تتضمن الشكر له صلى الله عليه و آله وسلم لفضله علينا بالهداية ، وكذلك لنزداد إثرة لدى اللّه عزوجل وكرامة عليه . واللّه تعالى أمر المؤمنين بالصلاة عليه في كتابه الكريم ، كما استفاضت الروايات من طرق الشيعة والسنة ، أن طريق صلاة المؤمنين هي أنْ يسألوا اللّه أن يصلّي عليه وآله ، واللّه أكرم من أن يسأل حاجتين ، فيقضي إحداهما ويمنع الأُخرى .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212907
صفحه از 800
پرینت  ارسال به