العمى الشديد ، وقيل : هو أن يولد أعمى . والأشْجان : الأحْزان . والرّقَصُ بفتح القاف : الاضطراب والغلَيَان والحَرَكة . والكظَم بفتح الظاء : مجرى النَّفَس . والأبْهران : عِرْقان متّصلان بالقلب ؛ ويقال للميّت : قد انقطَع أبهرَاه .
قوله : «وإنما ينظُر المؤمن» ، إخْبارٌ في الصورة ، وأمْرٌ في المعنى ، أي لينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار ، ولْيأكُل منها ببطن الاضطرار ، أي قَدْر الضرورة ، لا احتكار أو استكثار ، ولْيَسْمع حديثَها بأُذُن المَقْت والبُغْض ، أي ليتّخذها عدُوّاً قد صاحَبَه في طريق ، فلْيأخذ حِذْرَه منه جُهْده وطاقته ، ولْيَسْمَع كلامه وحديثه لا استماع مُصْغ ومحِبّ وامِق ، بل استماع مُبغِض محترز مِن غائِلتهِ . ثم عاد إلى وصفِ الدنيا وطالبها فقال : إنْ قيل أثْرَى قيل : أكْدَى ، وفاعِلُ « أثْرَى» هو الضّمير العائد إلى مَن استشعر الشَّغَف بها . يقول : بينا يقال : أَثرَى ، قيل : افتقر ، لأنّ هذه صِفة الدنيا في تقلبها بأهلها ، وإن فرح له بالحياة ودوامِها ، قيل : مات وعَدِم ، هذا ولم يأتهم يومَ القيامة يومٌ هم فيه مُبْلِسون ، أبلس الرجلُ يُبلِسُ إبْلاساً أي قَنِط ويئس ، واللّفظ من لَفظات الكتاب العزيز .
374
الأصْلُ:
۰.إِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَالْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ، ذِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ ، وَحِيَاشَةً لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ .
الشّرْحُ:
ذِيادة ، أي دَفْعاً ذُدْتُه عن كذا ، أي دَفعته ورددته . وحياشةً مصدر حُشْتُ الصّيد بضم الحاء ، أَحوشُه ، إذا جئته من حوالَيه لتَصرِفه إلى الحِبالة ، وكذلك أحشْتُ الصيد وأحْوَشْتُه ، وقد احتوش القومُ الصيد إذا نفّره بعضهم إلى بعض .
وهذا هو مذهب أصحابنا ، إن اللّه تعالى لما كلّف العباد التكاليف الشاقّة ، وقد كان يمكنه