629
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

مثلُ هذا قولُ الشاعر :

يا راقدَ الليل مسرورا بأوَّلهإنَّ الحوادث قد يَطرُقن أسحارا
ومِثلُه :

لا يَغُرّنك عِشاءُ ساكنٌقد يُوافي بالمَنيَّات السَّحَرْ

387

الأصْلُ:

۰.الْكَـلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ ؛ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ ؛ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً ۱ .

الشّرْحُ:

قد تقدم القولُ في مدح الصّمت وذمِّ الكلام الكثير . وكان يقال : لا خير في الحياة إلاّ لصَمُوت واعٍ ، أو ناطق مُحسِن . وقيل لحذيفة : قد أطلتَ سجن لسانِك ! فقال : لأنّه غيرُ مأمون إذا أُطلِق .

388

الأصْلُ:

۰.لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ ، بَلْ لاَتَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ ، فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَه قد فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ

1.الوَثاق : ما يشدّ به ويربط . الوَرِق : الفضّة . والمعنى : أنك تملك كلامك قبل أن يصدر منك ، وليس لأحد حق عليك ؛ فإذا تكلّمتَ به صرتَ في وثاقه ومملوكاً له . وربما صدَرتْ منكَ كلمةً سلبتْ منك نعمتكَ ورزقكَ ، وربما جرّت عليك المصائب .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
628

الشّرْحُ:

قد تقدّم القول في البخل والشّحّ . ونحن نذكر هاهنا زيادات أُخرى . قال عليه السلام : « لا يجتمع شحّ وإيمانٌ في قلب أبداً » ، فأمّا الجود فإنّه محمود على جميع ألسنة العالم ، ولهذا قيل : كفى بالجود مدحا أنّ اسمَه مطلَقا لا يقع إلاّ في حَمْد ، وكَفَى بالبخل ذَمّا أن اسمه مطلقا لا يقع [إلاّ] في ذم .

385

الأصْلُ:

۰.يَابْنَ آدَم ، الرِّزْقُ رِزْقَانِ : رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ . فَـلاَ تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ ، كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ مَا فِيهِ ؛ فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَإِنَّ اللّهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيَما لَيْسَ لَكَ ؟ وَلَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ ، وَلَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ ، وَلَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ .

قال [الرضيّ] : وقدْ مَضَى هذا الكلامُ فيما تقدَّمَ مِنْ هذا البابِ ، إلاّ أنّه ها هنا أوضحُ وأشرحُ ، فلذلكَ كرّرنَاه على القاعدةِ المقرّرةِ في أوّلِ هذَا الْكتابِ .

386

الأصْلُ:

۰.رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ ، وَمَغْبُوطٍ فِي أَوَّلِ لَيْلِهِ ، قَامَتْ بَوَاكِيهِ فِي آخِرِهِ ۱ .

1.المغبوط : المنظور إلى نعمته ، فقد يكون المرء كذلك في أوّل اللّيل فيموت في آخره فتقوم بواكيه ، جمع باكية .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212875
صفحه از 800
پرینت  ارسال به