633
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

موضع «بعده النار» رَفْعٌ ؛ لأنّه صفة «خير» الذي بعد «ما» ، وخير يرفع لأنّه اسمُ ما ، وموضع الجار والمجرور نَصْب لأنّه خبر ما ، والباء زائدةٌ ، مِثلها في قولك : ما أنت بزيد ، كما تزاد فيخبر ليس ، والتقدير ما خيرٌ تتعقبه النار بخير ، كما تقول : ما لذّة تتلوها نغصة بلَذّة .

395

الأصْلُ:

۰.أَلاَ وإِنَّ مِنَ الْبَلاَءِ الْفَاقَةَ ، وَأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ ، وَأَشَدُّ مِنْ مَرَض الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ ، أَلاَ وَإِنَّ مِنَ النِّعَمِ سَعَةَ المالِ ، وأفْضَلُ مِنْ سَعَةِ المالِ صِحَّةُ البَدَنِ ، وَأفْضَلُ من صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ .

الشّرْحُ:

تقدّم الكلام في الفاقة والغنى . فأما المرض والعافية ففي الحديث المرفوع : «إليك انتهت الأمانيِّ يا صاحبَ العافية» . فأمّا مَرَض القَلْب وصحّته فالمراد به التّقوى وضدّها .

396

الأصْلُ:

۰.لِلْمُؤْمِنِ ثَـلاَثُ سَاعَات : فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ ، وَسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَايشَهُ ، وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيَما يَحِلُّ وَيَجْمُلُ . وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلاَّ فِي ثَـلاَثٍ : مَرَمَّةٍ لِمَعَاش ، أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
632

وفي رِوَايةٍ أُخْرَى : مَنْ فاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ ، لَمْ يَنفَعْهُ حَسَبُ آبائِهِ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم مِثلُ هذا ، وقد ذكرنا ما عندَنا فيه ، وقال الشاعر :

لئن فخرتَ بآباءٍ ذَوِي حَسَبٍلقد صدقتَ ولكنْ بئس ما وَلَدُوا
وكان يقال : أجهَل الناس من افتخر بالعظام البالية ، وتبجّح بالقرون الماضية ، واتّكل على الأيام الخالية . وكان يقال : من طريف الأُمور حَيٌّ يتّكل على ميّت .

393

الأصْلُ:

۰.مَنْ طَلَبَ شَيْئا نالَهُ أوْ بَعْضَهُ .

الشّرْحُ:

هذا مِثلُ قولهم : مَنْ طلبَ وَجَدّ وجَد .

394

الأصْلُ:

۰.مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ ، وَمَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ ، وَكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ ، وَكُلُّ بَلاَءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ ۱ .

1.كلّ ما يؤدي إلى الجنّة ورحمة اللّه فهو خير ، وكلّ ما يؤدي إلى النار وغضب الجبار فهو شرّ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212757
صفحه از 800
پرینت  ارسال به