687
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

حاشَاه من ذلك! ولا تتَّهمه في أنّه مَكّن الكَذّابين من المعجزات ، فأضَلّ بهم الناس ، ولا تتهمه في أنّه كلّفك ما لا تُطِيقه ، وغير ذلك .

480

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام في دُعاءٍ اسْتَسْقَى بِهِ :اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا .

قال الرضي رحمه الله :
وهذا من الكلام العجيب الفصاحة ، وذلك أنه عليه السلام شبّه السُّحُبَ ذوات الرعود والبوارق والرياح والصواعق ، بالإبل الصعاب التي تقمص برحالها ، وتَتَوقَّص بركبانها ، وشبّه السَّحاب الخالية من تلك الزوابع بالإبل الذلل التي تُحتلب طيّعة ، وتُقتعد مُسمحة .

الشّرْحُ:

قد كَفَانا الرضيُّ رحمه الله بَشرْحه هذه الكلمةَ مَؤُونَة الخَوْض في تفسيرها .

481

الأصْلُ:

۰.وقيل له عليه السلام : لو غَيّرتَ شيبَكَ يا أميرَ المؤمنين ! فقال عليه السلام :الْخِضَـابُ زِينَـةٌ ، وَنَحْـنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَـةٍ برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
686

479

الأصْلُ:

۰.وسُئل عن التوحيد والعدل ؛ فقال : التَّوْحِيدُ أَلاَّ تَتَوَهَّمَهُ ، وَالْعَدْلُ أَلاَّ تَتَّهِمَهُ .

الشّرْحُ:

معنى قوله : «ألاّ تتوهّمه» ، أي ألاّ تتوهّمهُ جسْماً أو صورةً أو في جهةٍ مخصوصة ، أو مالئا لكلِّ الجهات كما ذَهَب إليه قومٌ ، أو نُوراً من الأنوار ، أو قوّة ساريةً في جميع العَالم ، كما قالَه قومٌ ، أو مِنْ جنس الأعْرَاض الّتي تَحُلُّ الَمحالّ أو تَحُل الَمحَلّ ، وليس بعَرَض كما قاله النّصارى وغُلاة الشِّيعة ، أو تحلّه المعاني والأعراض ، فمتى تُوُهّم على شيء مِنْ هذا فقد خُولف التوحيد .
وأمّا الركن الثاني فهو ألاّ تتّهمه ، أي لا تتّهمه في أنه أجْبَرك على القبيح ، ويعاقبك عليه ،

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212849
صفحه از 800
پرینت  ارسال به