عَدُوِّنا وعَدُوِّكُم ، فَأَصبَحتُم أولِياءَ لِأَعدائِكُم عَلى أولِيائِكُم ؛ بِغَيرِ عَدلٍ أفشَوهُ فيكُم ، ولا أمَلٍ أصبَحَ لَكُم فيهِم ، فَهَلاّ ـ لَكُمُ الوَيلاتُ ـ تَرَكتُمونا وَالسَّيفُ مَشيمٌ ۱ ، وَالجَأشُ ۲ ضامِرٌ ، وَالرَّأيُ لَمّا يَستَحصِف ۳ ، ولكِن أسرَعتُم إلَيها كَطَيرِ الدَّبا ۴ ، وتَداعَيتُم إلَيها كَتَهافُتِ ۵ الفَراشِ ! فَسُحقا لَكُم يا عَبيدَ الاُمَّةِ ، وشِرارَ الأَحزابِ ، ونَبَذَةَ الكِتابِ ، ومُحَرِّفِي الكَلِمِ ، وعُصبَةَ الآثامِ ، ونَفَثَةَ الشَّيطانِ ، ومُطفِئِي السُّنَنِ ، أهؤُلاءِ تَعضُدونَ ۶ وعَنّا تَتَخاذَلونَ ؟ ! أجَل وَاللّهِ ، غَدرٌ فيكُم قَديمٌ ، وَشَجَت ۷ عَلَيهِ اُصولُكُم ، وتَأَزَّرَت عَلَيهِ فُروعُكُم ، فَكُنتُم أخبَثَ شَجا لِلنّاظِرِ ، واُكلَةً ۸ لِلغاصِبِ . ۹
۲۸۰.الأمالي عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد عليه السلام :حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ قالَ : . . . ثُمَّ وَثَبَ الحُسَينُ عليه السلام مُتَوَكِّئا عَلى سَيفِهِ ، فَنادى بِأَعلى صَوتِهِ فَقالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ ، هَل تَعرِفُونّي ؟
قالوا : نَعَم ، أنتَ ابنُ رَسولِ اللّهِ وسِبطُهُ .
1.شِمْتُ السيف : أغمدته وشمته : سَلَلْتُه وهو من الأضداد (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۳ «شيم») .
2.الجأش : رواع القلب عند الفزع ، وقد لا يُهمَز . وجاشَ البحرُ والقِدرُ وغيرهما : غَلى (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۲۶۴ «جأش» و ص ۲۶۶ «جاش») .
3.إحصافُ الأمر : إحكامه . واستَحصَفَ الشيءُ : أي استحكم (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۴۴ «حصف») .
4.الدَّبا : الجراد قبل أن يطير ، وقيل : هو نوع يشبه الجراد ، واحدته دَبَاة (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۰ «دبا») .
5.هفَتَ الشيء : خَفَّ وتطايَرَ ، وتهافَتَ الفَراشُ في النار من ذلك ؛ إذا تطايَرَ إليها (المصباح المنير : ص ۶۳۸ «هفت») .
6.عَضَدتُه اعضُدُهُ : أعنته (الصحاح : ج ۲ ص ۵۰۹ «عضد») .
7.في المصدر : «وشحَّت» ، والتصويب من بعض المصادر الاُخرى . ووَشجت العروقُ والأغصان ، إذا اشتبكت ، ووشجَ بينها أي : خلط وألَّف (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۷ «وَشَجَ») .
8.الاُكلةُ ـ بالضمّ ـ : اللُّقمة (النهاية : ج ۱ ص ۵۷ «أكَلَ») .
9.الملهوف : ص ۱۵۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۹۷ ، تحف العقول : ص ۲۴۰ ، مثير الأحزان : ص ۵۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸ ؛ تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۸ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۲ ص ۶ كلاهما نحوه .