فَإِذا قالَ : «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» قالَ اللّهُ عز و جل : صَدَقَ عَبدي ، إيّايَ يَعبُدُ ، اُشهِدُكُم لاَُثيبَنَّهُ عَلى عِبادَتِهِ ثَوابا يَغبِطُهُ كُلُّ مَن خالَفَهُ في عِبادَتِهِ لي .
فَإِذا قالَ : «وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» قالَ اللّهُ عز و جل : بِيَ استَعانَ عَبدي وَالتَجَأَ إلَيَّ ، اُشهِدُكُم لاَُعينَنَّهُ عَلى أمرِهِ ، ولاَُغيثَنَّهُ في شَدائِدِهِ ، ولاَخُذَنَّ بِيَدِهِ يَومَ نَوائِبِهِ .
فَإِذا قالَ : «اهْدِنَا الصِّرَ طَ الْمُسْتَقِيمَ» إلى آخِرِ السّورَةِ ، قالَ اللّهُ عز و جل : هذا لِعَبدي ولِعَبدي ما سَأَلَ ، فَقَدِ استَجَبتُ لِعَبدي وأعطَيتُهُ ما أمَّلَ ، وآمَنتُهُ مِمّا مِنهُ وَجِلَ .
وقيلَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرنا عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» أهِيَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ ؟
فَقالَ : نَعَم ، كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقرَؤُها ويَعُدُّها آيَةً مِنها ، ويَقولُ : فاتِحَةُ الكِتابِ هِيَ السَّبعُ المَثاني ۱ . ۲
۲۳.عيون أخبار الرضا عن الحسن بن عليّ [العسكريّ ]عن أبيه عن جدّه عليهم السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَى الرِّضا عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» ما تَفسيرُهُ ؟
فَقالَ : لَقَد حَدَّثَني أبي عَن جَدّي ، عَنِ الباقِرِ ، عَن زَينِ العابِدينَ عَن أبيهِ عليهم السلام أنَّ رَجُلاً جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» ما تَفسيرُهُ ؟
فَقالَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ» هُوَ أن عَرَّفَ عِبادَهُ بَعضَ نِعَمِهِ جُمَلاً ، إذ لا يَقدِرونَ عَلى مَعرِفَةِ
1.سمّيت سورة الفاتحة بالسّبع المثاني ؛ لاشتمالها على سبع آيات ، وهذا يعني أنّ البسملة آية منها ، والمثاني باعتبار تكرارها في الصّلوات الخمس أو لأنّها تشتمل على الحمد والثناء الإلهي .
2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۰ ح ۵۹ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۳۹ ح ۲۵۳ ـ ۲۵۴ كلاهما عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۲۶ ح ۳ وراجع : التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۵۸ ح ۳۰ .