33
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا رَسولَ اللّهِ ، أخبِرني ما هذِهِ الأَحاديثُ ؟
فَقالَ : أن تُؤمِنَ بِاللّهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وتَعبُدَهُ ولا تَعبُدَ غَيرَهُ ، وتُقيمَ الصَّلاةَ بِوُضوءٍ سابِغٍ في مَواقيتِها ولا تُؤَخِّرَها ؛ فَإِنَّ في تَأخيرِها مِن غَيرِ عِلَّةٍ غَضَبَ اللّهِ عز و جل ، وتُؤَدِّيَ الزَّكاةَ ، وتَصومَ شَهرَ رَمَضانَ ، وتَحُجَّ البَيتَ إذا كانَ لَكَ مالٌ وكُنتَ مُستَطيعا .
وألاّ تَعُقَّ وَالِدَيكَ ، ولا تَأكُلَ مالَ اليَتيمِ ظُلما ، ولا تَأكُلَ الرِّبا ، ولا تَشرَبَ الخَمرَ ولا شَيئا مِنَ الأَشرِبَةِ المُسكِرَةِ ، ولا تَزنِيَ ، ولا تَلوطَ ، ولا تَمشِيَ بِالنَّميمَةِ ۱ ، ولا تَحلِفَ بِاللّهِ كاذِبا ، ولا تَسرِقَ ، ولا تَشهَدَ شَهادَةَ الزّورِ لِأَحَدٍ قَريبا كانَ أو بَعيدا ، وأن تَقبَلَ الحَقَّ مِمَّن جاءَ بِهِ صَغيرا كانَ أو كَبيرا ، وألاّ تَركَنَ إلى ظالِمٍ وإن كانَ حَميما قَريبا ، وألاّ تَعمَلَ بِالهَوى ، ولا تَقذِفَ المُحصَنَةَ ، ولا تُرائِيَ ؛ فَإِنَّ أيسَرَ الرِّياءِ شِركٌ بِاللّهِ عز و جل .
وألاّ تَقولَ لِقَصيرٍ : يا قَصيرُ ، ولا لِطَويلٍ : يا طَويلُ ؛ تُريدُ بِذلِكَ عَيبَهُ ، وألاّ تَسخَرَ مِن أحَدٍ مِن خَلقِ اللّهِ ، وأن تَصبِرَ عَلَى البَلاءِ وَالمُصيبَةِ ، وأن تَشكُرَ نِعَمَ اللّهِ الَّتي أنعَمَ بِها عَلَيكَ ، وألاّ تَأمَنَ عِقابَ اللّهِ عَلى ذَنبٍ تُصيبُهُ ، وألاّ تَقنَطَ ۲ مِن رَحمَةِ اللّهِ ، وأن تَتوبَ إلَى اللّهِ عز و جل مِن ذُنوبِكَ ؛ فَإِنَّ التّائِبَ مِن ذُنوبِهِ كَمَن لا ذَنبَ لَهُ ، وألاّ تُصِرَّ عَلَى الذُّنوبِ مَعَ الاِستِغفارِ فَتَكونَ كَالمُستَهزِئِ بِاللّهِ وآياتِهِ ورُسُلِهِ .
وأن تَعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لَم يَكُن لِيُخطِئَكَ ، وأنَّ ما أخطَأَكَ لَم يَكُ لِيُصيبَكَ ، وألاّ تَطلُبَ سَخَطَ الخالِقِ بِرِضَى المَخلوقِ ، وألاّ تُؤثِرَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ وَالآخِرَةَ الباقِيَةُ ، وألاّ تَبخَلَ عَلى إخوانِكَ بِما تَقدِرُ عَلَيهِ ، وأن تَكونَ سَريرَتُكَ كَعَلانِيَتِكَ ، وألاّ تَكونَ عَلانِيَتُكَ حَسَنَةً وسَريرَتُكَ قَبيحَةً ، فَإِن فَعَلتَ ذلِكَ كُنتَ مِنَ

1.النَّمِيمَةُ : هي نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والشرّ (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۰ «نمم») .

2.القُنوط : هو أشدّ اليأس من الشيء (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۳ «قنط») .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
32

ه ـ قَولُهُ : «وَ شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ»

۲۷.المعجم الأوسط عن زيد بن أسلم عن الحسين بن عليّ عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«وَ شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ»۱ـ: الشّاهِدُ : جَدّي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَالمَشهودُ : يَومُ القِيامَةِ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «إِنَّـآ أَرْسَلْنَـكَ شَـهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا»۲ ، ثُمَّ تَلا : «ذَ لِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَ ذَ لِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ»۳ . ۴

2 / 13

فَضلُ حَمَلَةِ الحَديثِ

۲۸.عيون أخبار الرضا بإسناده عن الحسين بن عليّ عن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن حَفِظَ مِن اُمَّتي أربَعينَ حَديثا يَنتَفِعونَ بِها ، بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ فَقيها عالِما . ۵

۲۹.الخصال بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوصى إلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وكانَ فيما أوصى بِهِ أن قالَ لَهُ :
يا عَلِيُّ ، مَن حَفِظَ مِن اُمَّتي أربَعينَ حَديثا يَطلُبُ بِذلِكَ وَجهَ اللّهِ عز و جلوَالدّارَ الآخِرَةَ ، حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا .

1.البروج : ۳ .

2.الأحزاب : ۴۵ .

3.هود : ۱۰۳ .

4.المعجم الأوسط : ج ۹ ص ۱۸۲ ح ۹۴۸۲ ، المعجم الصغير : ج ۲ ص ۱۳۱ ، وفي تفسير مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۷۰۸ عن الإمام الحسن عليه السلام وليس فيه ذيله من «ثمّ تلا» .

5.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۳۷ ح ۹۹ ، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۲۲۶ ح ۱۱۴ كلاهما عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۵۶ ح ۸ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    سایر پدیدآورندگان :
    الطباطبایی، روح الله؛ الطباطبایی، محمود
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 171265
صفحه از 598
پرینت  ارسال به