431
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

حَسرَتُهُ عِندَ فِراقِها ، ومَن كانَ غَدُهُ شَرَّ يَومَيهِ فَهُوَ مَحرومٌ ، ومَن لَم يُبالِ بِما رُزِئَ ۱ مِن آخِرَتِهِ إذا سَلِمَت لَهُ دُنياهُ فَهُوَ هالِكٌ ، ومَن لَم يَتَعاهَدِ النَّقصَ مِن نَفسِهِ غَلَبَ عَلَيهِ الهَوى ، ومَن كانَ في نَقصٍ فَالمَوتُ خَيرٌ لَهُ .
يا شَيخُ ، ارضَ لِلنّاسِ ما تَرضى لِنَفسِكَ ، وَائتِ إلَى النّاسِ ما تُحِبُّ أن يُؤتى إلَيكَ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلى أصحابِهِ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ !
أما تَرَونَ إلى أهلِ الدُّنيا يُمسونَ ويُصبِحونَ عَلى أحوالٍ شَتّى ؛ فَبَينَ صَريعٍ يَتَلَوّى ، وبَينَ عائِدٍ ومَعودٍ ، وآخَرَ بِنَفسِهِ يَجودُ ، وآخَرَ لا يُرجى ، وآخَرَ مُسَجّىً ، وطالِبِ الدُّنيا وَالمَوتُ يَطلُبُهُ ، وغافِلٍ ولَيسَ بِمَغفولٍ عَنهُ ، وعَلى أثَرِ الماضي يَصيرُ الباقي .
فَقالَ لَهُ زَيدُ بنُ صوحانَ العَبدِيُّ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أيُّ سُلطانٍ أغلَبُ وأقوى ؟
قالَ : الهَوى .
قالَ : فَأَيُّ ذُلٍّ أذَلُّ ؟
قالَ : الحِرصُ عَلَى الدُّنيا .
قالَ : فَأَيُّ فَقرٍ أشَدُّ ؟
قالَ : الكُفرُ بَعدَ الإِيمانِ .
قالَ : فَأَيُّ دَعوَةٍ أضَلُّ ؟
قالَ : الدّاعي بِما لا يَكونُ .
قالَ : فَأَيُّ عَمَلٍ أفضَلُ ؟

1.الرُّزءُ : المصيبة ، رزَأَتْهُ رزيئة : أي أصابته مصيبة (الصحاح : ج ۱ ص ۵۳ «رزأ») .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
430

أهلُها يَختَلِفونَ ۱ إلَيهِ . ۲

7 / 15

الاِستِدراجُ

۷۰۶.نزهة الناظر عن الإمام الحسين عليه السلام :اللّهُمَّ لا تَستَدرِجني بِالإِحسانِ ، ولا تُؤَدِّبني بِالبَلاءِ . ۳

۷۰۷.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :الاِستِدراجُ مِنَ اللّهِ سُبحانَهُ لِعَبدِهِ : أن يُسبِغَ عَلَيهِ النِّعَمَ ويَسلُبَهُ الشُّكرَ . ۴

7 / 16

السَّعيدُ حَقّا

۷۰۸.كتاب من لا يحضره الفقيه بإسناده عن عليّ بن الحسين عن أبيه عليهماالسلام :بَينا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ذاتَ يَومٍ جالِسٌ مَعَ أصحابِهِ يُعَبِّئُهُم لِلحَربِ ، إذا أتاهُ شَيخٌ عَلَيهِ شَحبَةُ ۵ السَّفَرِ ، فَقالَ : أينَ أميرُ المُؤمِنينَ ؟ فَقيلَ : هُوَ ذا ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي أتَيتُكَ مِن ناحِيَةِ الشّامِ ، وأنَا شَيخٌ كَبيرٌ قَد سَمِعتُ فيكَ مِنَ الفَضلِ ما لا اُحصي ، وانّي أظُنُّكَ سَتُغتالُ ، فَعَلِّمني مِمّا عَلَّمَكَ اللّهُ .
قالَ : نَعَم يا شَيخُ : مَنِ اعتَدَلَ يَوماهُ فَهُوَ مَغبونٌ ، ومَن كانَتِ الدُّنيا هِمَّتَهُ اشتَدَّت

1.هو يختلفُ إلى فلان : يتردّد (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۲۰۱ «خلف») .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۳۵ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۵ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۲ .

3.نزهة الناظر : ص ۸۳ ح ۱۰ ، الدرّة الباهرة : ص ۲۴ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۷ ح ۹ .

4.تحف العقول : ص ۲۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۱۷ ح ۷ .

5.الشَّاحِبُ : المتغيّر اللّون والجسم من سفرٍ أو مرضٍ (النهاية : ج ۲ ص ۴۴۸ «شحب») .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    سایر پدیدآورندگان :
    الطباطبایی، روح الله؛ الطباطبایی، محمود
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 171295
صفحه از 598
پرینت  ارسال به