بحث اجتماعيّ:
المتأمِّل في شؤون الاجتماع الإنسانيّ و الناظر في الخواصّ و الآثار ـ التي يتعقّبها هذا الأمر المسمّى بالاجتماع من جهة أنّه اجتماع ـ لا يشكّ في أنّ هذا الاجتماع إنّما كوّنته ثمّ شعّبته و بَسَطته إلى شُعَبه و أطرافه الطبيعة الإنسانية ، لِما استشعرت بإلهام من اللّه سبحانه بجهات حاجتها في البقاء و الاستكمال إلى أفعال اجتماعيّة ، فتلتجئ إلى الاجتماع و تلزمها لتوفّق إلى أفعالها و حركاتها و سكناتها في مهد تربية الاجتماع و بمعونته . ثمّ استشعرت و ألهمت بعلوم (صور ذهنيّة) و إدراكات توقعها على المادّة ، و على حوائجها فيها و على أفعالها ، و جهات أفعالها تكون هي الوصلة و الرابطة بينها و بين أفعالها و حوائجها كاعتقاد الحُسن و القُبح ، و ما يجب ، و ما ينبغي، و سائر الاُصول الاجتماعيّة ، من الرئاسة و المرئوسيّة و الملك و الاختصاص، و المعاملات المشتركة و المختصّة ، و سائر القواعد و النواميس العموميّة و الآداب و الرسوم القوميّة التي لا تخلو عن التحوّل و الاختلاف باختلاف الأقوام و المناطق و الأعصار. فجميع هذه المعاني و القواعد المستقرّة عليها من صُنع الطبيعة الإنسانيّة بإلهام من اللّه سبحانه ، تلطّفت بها طبيعة الإنسان لتمثّل بها ما تعتقدها و تريدها من المعاني في الخارج ، ثمّ تتحرّك إليها بالعمل و الفعل و الترك و الاستكمال .
و التوجّه العباديّ إلى اللّه سبحانه ، و هو المنزَّه عن شؤون المادّة ، و المقدَّس عن تعلّق الحسّ الماديّ إذا اُريد أن يتجاوز حدَّ القلب و الضمير، و تنزل على موطن الأفعال ـ و هي لا تدور إلاّ بين المادّيات ـ لم يكن في ذلك بدّ و مَخلَص من أن يكون على سبيل التمثيل بأن يلاحظ التوجّهات القلبيّة على اختلاف خصوصيّاتها ، ثمّ تمثّل في الفعل بما يناسبها من هيئات الأفعال و أشكالها ، كالسجدة يراد بها التذلّل ، و الركوع يراد به التعظيم ، و الطواف يراد به تفدية النفس ، و القيام يراد به التكبير ، و الوضوء و الغسل يراد بهما الطهارة للحضور ، و نحو ذلك . و لا شكّ أنّ التوجّه إلى المعبود ، و استقباله من العبد في عبوديّته روح عبادته ، التي لولاها لم يكن لها حياة و لا كينونة ، و إلى تمثيله تحتاج العبادة في كمالها و ثباتها و استقرار تحقّقها .
و قد كانت الوثنيّون و عَبدَة الكواكب و سائر الأجسام من الإنسان و غيره يستقبلون معبوداتهم و آلهتهم ، و يتوجّهون إليهم بالأبدان في أمكنة متقاربة .
لكن دين الأنبياء و نخصّ بالذكر من بينها دين الإسلام الذي يصدّقها جميعا وضعَ الكعبة قِبلةً ، و أمر باستقبالها في الصلاة ، التي لا يُعذَر فيها مسلم ، أينما كان من أقطار الأرض و آفاقها ، و نهى عن استقبالها و استدبارها في حالات ، و نَدَب إلى ذلك في اُخرى ، فاحتفظ على قلب الإنسان بالتوجّه إلى بيت اللّه ، و أن لا ينسى ربّه في خلوته و جلوته ، و قيامه و قعوده ، و منامه و يقظته ، و نُسكه و عبادته حتّى في أخسّ حالاته و أردأها ، فهذا بالنظر إلى الفرد .
و أمّا بالنظر إلى الاجتماع فالأمر أعجب و الأثر أجلى و أوقع ؛ فقد جَمعَ الناسَ على اختلاف أزمنتهم و أمكنتهم على التوجّه إلى نقطة واحدة ، يمثّل بذلك وحدتهم الفكريّة و ارتباط جامعتهم ، و التئام قلوبهم . و هذا ألطف روح يمكن أن تنفذ في جميع شؤون الأفراد في حيويّتها المادّيّة و المعنويّة ، تعطي من الاجتماع أرقاه ، و من الوحدة أوفاها و أقواها ، خصّ اللّه تعالى بها عباده المسلمين ، و حفظ به وحدة دينهم ، و شوكة جمعهم ، حتّى بعد أن تحزّبوا أحزابا ، و افترقوا مذاهب و طرائق قِددا ، لا يجتمع منهم اثنان على رأي ، نشكر اللّه تعالى على آلائه . ۱
بحثى اجتماعى
كسى كه در شئون اجتماع انسانى تأمّل مى كند و درباره ويژگيها و آثارى كه اين پديده موسوم به جامعه از آن جهت كه اجتماع است در پى مى آورد مى انديشد، شكّى برايش باقى نمى ماند كه آنچه اين اجتماع را پديد آورده و سپس آن را به شاخه هاى گوناگون تقسيم كرده، طبيعت انسانى است؛ زيرا طبيعت انسانى، با الهام از جانب خداوند سبحان، اين نكته را دريافته كه براى بقا و كمال خود به كارها و فعاليتهاى اجتماعى نياز دارد. از اين رو به اجتماع پناه مى برد و افعال و رفتار خود را بر وضع اجتماعى منطبق مى سازد. او به كمك علوم و ادراكات (صورتهاى ذهنى) ، احتياجات مادى خود و طرز رسيدن به آنها را از طريق رفتارهاى بدنى تشخيص داده است. چيزى كه اين ادراكات و صورتهاى ذهنى را با افعال خارجى مرتبط مى سازد، همان جهات و علل فعل است. مانند عقيده داشتن به خوب و بد بودن كارها و لزوم يا شايسته بودن فلان كار و ديگر اصول اجتماعى؛ مانند رياست و مرئوسيّت و مالكيت و اختصاص و معاملات عمومى و خصوصى و ساير قواعد و قوانين عمومى و آداب و رسوم قومى و ملّى كه، با تغيير و تحوّل اقوام و مناطق و اعصار، تغيير و تحوّل پيدا مى كنند. همه اين مفاهيم و قوانين مبتنى بر آنها ساخته طبيعت انسانى است كه با نوعى الهام الهى صورت گرفته است. طبيعت انسان با اين مفاهيم و قوانين باورها و خواستهاى ذهنى ، خود را در خارج مجسّم مى سازد و سپس با كار و كردن و نكردن و پيمودن راه كمال به سوى آنها حركت مى كند.
رويكرد عبادى به خداوند سبحان، كه از تمام شئون ماده منزّه و از اين كه متعلّق حسّ مادى واقع شود پاك و مبرّاست، هر گاه بخواهد از مرز دل و باطن بگذرد و به منطقه افعال ، كه فقط در ميان ماديات دور مى زنند، وارد شود هيچ چاره و گريزى نيست، مگر اين كه اين توجّه قلبى عبادى ، تجسّم خارجى پيدا كند. به اين ترتيب كه توجّهات قلبى، با ملاحظه ويژگيها و خصوصيات آنها، در قالب افعال و حركات مناسبى ريخته شوند. مثلاً هدف از سجده، اظهار خوارى و ذلّت است و هدف از ركوع، تعظيم و بزرگداشت و هدف از طواف، فداكارى و جانبازى و هدف از قيام، احترام و هدف از وضو و غسل، پاكيزه شدن براى ايستادن در حضور خدا. شكى نيست كه توجّه به معبود و روى كردن بنده به او در عبوديّتش، روح عبادت اوست و بدون آن عبادت، حيات و موجوديتى ندارد. عبادت براى آن كه به كمال و ثبات و تحقق خويش برسد، نياز به تجسّم يافتن در افعال و اعمال دارد.
بت پرستان و پرستندگان ستارگان و ديگر اجسام انسانى و غير انسانى، در مقام عبادت معبودهايشان، از فاصله هاى نزديك رو به روى آنها مى ايستادند و عبادت مى كردند.
اما اديان آسمانى، از جمله اسلام كه تصديق كننده همه اديان آسمانى است، كعبه را قبله قرار داد و دستور داد تا در نماز، كه هر مسلمانى موظّف به انجام آن مى باشد، در هر نقطه اى از جهان رو به قبله بايستند و در برخى حالات ، از رو به قبله يا پشت به قبله بودن نهى فرموده است و در حالات و مواردى هم رو به قبله بودن را مستحب دانسته است. بدين سان، توجّه قلبى دائمى را به خانه خدا جلب كرده و اين كه انسان در هيچ حالتى ، از خلوت و جلوت، ايستادن و نشستن، خواب و بيدارى، عبادت و طاعت و حتى در پست ترين حالات [حالت تخلّى ]خدايش را فراموش نكند. اين بود آثار توجه قبله از نظر فردى.
و اما از نظر اجتماعى، موضوع شگفت انگيزتر و تأثيرات توجّه به قبله روشن تر و مؤثرتر است؛ زيرا توجّه عموم مردم در تمام زمانها و مكانها به يك نقطه و كانون، وحدت فكرى و ارتباط اجتماعى و پيوستگى قلبى آنها را مجسّم مى سازد. و اين لطيف ترين روحى است كه ممكن است در كليه شئون حيات مادى و معنوى افراد جامعه دميده شود و جامعه را به عاليترين پيشرفت برساند و كاملترين و نيرومندترين وحدت را در آن ايجاد كند. اين نعمت را خداوند به بندگانِ مسلمان خود ارزانى داشته و به وسيله آن يكپارچگى دينى و شُكوه و عظمت اجتماعى آنها را حفظ كرده است، حتى با اين همه دسته بنديها و اختلافات مذهبى و فرقه اى كه در ميان آنها پديد آمده، به طورى كه دو نفر آنها در يك رأى اتفاق ندارند [باز اين يك عامل قوى براى حفظ وحدت آنهاست]. خداوند متعال را براى نعمتهايش سپاس مى گوييم.