353
ميزان الحكمه ج 10

ميزان الحكمه ج 10
352

إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَ جَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ» . ۱

التّفسير:

المَثَل هو الكلام السائر ، و المثل هو الوصف، كقوله تعالى : «انظُرْ كَيفَ ضَرَبوا لَكَ الأمْثالَ فَضَّلُوا فَلا يَستَطيعونَ سَبيلاً» . ۲ و النَّعيقُ صوت الراعي لغنمه زجرا ، يقال : نعق الراعي بالغنم ينعق نعيقا إذا صاح بها زجرا ، و النداء مصدر نادى ينادي مناداة ، و هو أخصّ من الدعاء، ففيه معنَى الجهر بالصوت و نحوه، بخلاف الدعاء .
و المعنى ـ و اللّه أعلم ـ و مَثَلك في دعاء الذين كفروا كَمَثل الذي ينعق من البهائم بما لا يسمع من نعيقه إلاّ دعاءً و نداءً ما ، فينزجر بمجرّد قرع الصوت سمعَه من غير أن يعقل شيئا ، فهم صُمٌّ لا يسمعون كلاما يفيدهم ، و بُكمٌ لا يتكلّمون بما يفيد معنىً ، و عُميٌ لا يبصرون شيئا فهم لا يعقلون شيئا ؛ لأنّ الطُرق المؤديّة إلَى التعقّل مسدودةٌ عليهم .
و من ذلك يظهر أنّ في الكلام قلبا أو عنايةً اُخرى يعود إليه ؛ فإنّ المَثَل بالذي ينعق بما لا يسمع إلاّ دعاءً و نداءً مثل الذي يدعوهم إلى الهُدى لا مثل الكافرين المدعوّين إلَى الهُدى ، إلاّ أنّ الأوصاف الثلاثة التي استنتج و استخرج من المثل و ذُكرت بعده ـ و هي قوله : «صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعقِلونَ» ـ لمّا كانت أوصافا للّذين كفروا لا لمن يدعوهم إلَى الحقّ استوجب ذلك أن يُنسب المثل إلَى الذين كفروا لا إلى رسول اللّه تعالى ، فأنتج ما أشبه القلب . ۳
قوله تعالى : «مَثَلُ الّذينَ كَفَروا بَرَبِّهِمْ أعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بهِ الرِّيحُ في يَومٍ عاصِفٍ ......... » إلى آخر الآية . يومٌ عاصفٌ: شديد الرّيح ، تمثيلٌ لأعمال الكفّار من حيث تترتّب نتائجها عليها ، و بيان أنّها حبطٌ باطلةٌ لا أثر لها من جهة السعادة ، فهو كقوله تعالى: «و قَدِمْنا إلى ما عَمِلوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثورا»۴ ، فأعمالهم كذرّاتٍ من الرماد اشتدّت به الريح في يومٍ شديد الريح فنثرته و لم يبق منه شيئا ، هذا مثلهم من جهة أعمالهم .
و من هنا يظهر أنْ لا حاجة إلى تقدير شيءٍ في الكلام و إرجاعه إلى مِثل قولنا : مَثَل أعمال الذين كفروا ......... إلخ . و الظاهر أنّ الآية ليست من تمام كلام موسى ، بل هي كالنتيجة المحصّلة من كلامه المنقول. ۵
قوله تعالى : «و الّذينَ كَفَروا أعْمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ......... » إلى آخر الآية . السّراب هو ما يلمع في المفازة كالماء و لا حقيقة له ، و القِيع و القاع هو المُستوي من الأرض ، و مفرداهما القيعة و القاعة كالتِّينة و التَّمرة ، و الظمآن هو العطشان .
لمّا ذكر سبحانه المؤمنين و وصفهم بأنّهم ذاكرون له في بيوتٍ معظّمةٍ لا تلهيهم عنه تجارة و لا بيع ، و أنّ اللّه الذي هو نور السماوات و الأرض يهديهم بذلك إلى نوره فيكرمهم بنور معرفته ، قابل ذلك بذكر الذين كفروا، فوصف أعمالهم تارةً بأنّها لا حقيقة لها كسرابٍ بقيعةٍ فلا غاية لها تنتهي إليها ، و تارةً بأنّها كظلماتٍ بعضها فوق بعضٍ لا نور معها و هي حاجزةٌ عن النور . و هذه الآية هي التي تتضمّن الوصف الأوّل .
فقوله : «و الّذينَ كَفَروا أعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حتّى إذا جاءَهُ لَم يَجِدْهُ شَيئا» شبّه أعمالهم ـ و هي التي يأتون بها من قرابين و أذكارٍ و غيرهما من عباداتهم يتقرّبون بها إلى آلهتهم ـ بسرابٍ بقِيعةٍ يحسبه الإنسان ماءً، و لا حقيقة له يترتّب عليها ما يترتّب علَى الماء من رفع العطش و غير ذلك .
و إنّما قيل : «يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً» مع أنّ السراب يتراءى ماءً لكلِّ راءٍ ؛ لأنّ المطلوب بيان سيره إليه و لا يسير إليه إلاّ الظَّمآن يدفعه إليه ما به من ظماءٍ ، و لذلك رتّب عليه قوله : «حتّى إذا جاءَهُ لَم يَجِدْهُ شَيئا» كأنّه قيل : كسرابٍ بِقيعةٍ يتخيّله الظمآن ماءً فيسير إليه و يقبل نحوه ليرتوي و يرفع عطشه به ، و لا يزال يسير حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا .
و التعبير بقوله : «جاءَهُ» دون أن يقال : بَلَغه أو وصل إليه أو انتهى إليه و نحوها ؛ للإيماء إلى أنّ هناك مَن يريد مجيئه و ينتظره انتظارا و هو اللّه سبحانه ، و لذلك أردفه بقوله : «و وَجَدَ اللّهَ عِندَهُ فَوفّاهُ حِسَابَهُ» ، فأفاد أنّ هؤلاء يريدون بأعمالهم الظفر بأمرٍ تبعثهم نحوه فطرتهم و جبلّتهم، و هو السعادة التي يريدها كلّ إنسانٍ بفطرته و جبلّته، لكنّ أعمالهم لا توصلهم إليه ، و لا أنّ الآلهة التي يبتغون بأعمالهم جزاءً حسنا منهم لهم حقيقةً . بل الذي ينتهي إليه أعمالهم و يحيط هو بها و يجزيهم هو اللّه سبحانه فيوفّيهم حسابهم . و تَوفيةُ الحساب كناية عن الجزاء بما يستوجبه حساب الأعمال و إيصال ما يستحقّه صاحب الأعمال .
ففي الآية تشبيه أعمالهم بالسراب ، و تشبيههم بالظمآن الذي يريد الماء و عنده عذب الماء لكنّه يُعرض عنه و لا يصغي إلى مولاه الذي ينصحه و يدعوه إلَى شربه، بل يحسب السراب ماءً فيسير إليه و يُقبل نحوه ، و تشبيه مصيرهم إلَى اللّه سبحانه بحلول الآجال و عند ذلك تمام الأعمال بالظمآن السائر إلَى السراب إذا جاءه و عنده مولاه الذي كان ينصحه و يدعوه إلى شرب الماء .
فهولاء قومٌ اُلهوا عن ذكر ربّهم و الأعمال الصالحة الهادية إلى نوره و فيه سعادتهم، و حَسِبوا أنّ سعادتهم عند غيره من الآلهة الذين يدعونهم ، و الأعمال المقرّبة إليهم و فيها سعادتهم، فأكبّوا على تلك الأعمال السرابيّة و استوفَوا بما يُمكنهم أن يأتوا بها مدّة أعمارهم، حتّى حلّت آجالهم و شارفوا الدار الآخرة، فلم يجدوا شيئا ممّا يؤمّلونه من أعمالهم، و لا أثراً من اُلوهيّة آلهتهم، فوفّاهم اللّه حسابهم و اللّه سريع الحساب .
و قوله : «و اللّهُ سَريعُ الحِسابِ» إنّما هو لإحاطة علمه بالقليل و الكثير، و الحقير و الخطير، و الدقيق و الجليل، و المتقدّم و المتأخّر على حدٍّ سواءٍ .
و اعلم أنّ الآية و إن كان ظاهرها بيان حال الكفّار من أهل الملل و خاصّة المشركين من الوثنيّين ، لكنّ البيان جارٍ في غيرهم من منكري الصانع ؛ فإنّ الإنسان كائنا من كان يرى لنفسه سعادةً في الحياة ، و لا يرتاب أنّ الوسيلة إلى نيلها أعماله التي يأتي بها ، فإن كان ممّن يقول بالصانع و يراه المؤثّر في سعادته بوجهٍ من الوجوه توسّل بأعماله إلى تحصيل رضاه و الفوز بالسّعادة التي يُقدّرها له . و إن كان ممّن يُنكره و يُنهي التأثير إلى غيره توسّل بأعماله إلى توجيه ما يقول به من المؤثّر كالدهر و الطّبيعة و المادّة نحو سعادة حياته الدُّنيا التي لا يقول بما وراءها .
فهؤلاء يَرَون المؤثّر الذي بيده سعادة حياتهم غيره تعالى ، و لا مؤثّر غيره. و يَرَون مساعيهم الدنيويّة موصلةً لهم إلى سعادتهم و ليست إلاّ سرابا لا حقيقةَ له . و لا يزالون يسعون حتّى إذا تمّ ما قُدّر لهم من الأعمال بحلول ما سُمّي لهم من الآجال لم يجدوا عندها شيئا ، و عاينوا أنّ ما كانوا يتمنّون منها لم يكن إلاّ طائف خَيالٍ أو حلم نائمٍ ، و عند ذلك يوفّيهم اللّه حسابهم و اللّه سريع الحساب .
قوله تعالى : «أوْ كَظُلُماتٍ في بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ» تشبيهٌ ثانٍ لأعمالهم، يظهر به أنّها حُجب متراكمة على قلوبهم تحجبهم عن نور المعرفة ، و قد تكرّر في كلامه تعالى أنّهم في الظُّلمات كقوله : «و الّذينَ كَفَروا أوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِنَ النُّورِ إلَى الظُّلُماتِ»۶ و قوله : «كَمَنْ مَثَلُهُ في الظُّلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ مِنْها»۷ و قوله : «كَلاّ بَلْ رانَ على قُلوبِهِم مَا كانوا يَكْسِبونَ * كلاّ إنَّهُمْ عَن رَبِّهِمْ يَوْمَئذٍ لَمَحْجُوبُونَ» . ۸
و قوله : «أوْ كَظُلُماتٍ في بَحْرٍ لُجِّيٍّ» معطوفٌ على «سراب» في الآية السابقة . و البحر اللُّجّيُّ هو البحر المتردّد أمواجه، منسوبٌ إلى لُجّة البحر و هي تردُّد أمواجه ، و المعنى: أعمالهم كظلماتٍ كائنةٍ في بحرٍ لُجّيٍّ .
و قوله : «يَغشاهُ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ سَحابٌ» صفة البحر، جيء بها لتقرير الظلمات المفروضة فيه ، فصفته أنّه يغشاه و يحيط به موجٌ كائنٌ من فوقه موجٌ آخر كائنٌ مِن فوقه سحابٌ يحجبنه جميعا من الاستضاءة بأضواء الشمس و القمر و النجوم .
و قوله : «ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوقَ بَعْضٍ» تقريرٌ لبيان أنّ المراد بالظلمات المفروضة الظلمات المتراكمة بعضها على بعضٍ دون المتفرّقة . و قد أكّد ذلك بقوله : «إذا أخْرَجَ يَدَهُ لَم يَكَدْ يَراها» فإنّ أقرب ما يشاهده الإنسان منه هو نفسه ، و هو أقدر على رؤية يده منه على سائر أعضائه ؛ لأنّه يُقرِّبها تجاه باصرته كيفما أراد ، فإذا أخرج يده و لم يكد يراها كانت الظّلمة بالغةً .
فهؤلاء ـ وهم سائرون إلَى اللّه و صائرون إليه ـ من جهة أعمالهم كراكب بحرٍ لُجّيٍّ يغشاه موجٌ من فوقهِ موجٌ من فوقه سحابٌ في ظلمات متراكمة كأشدّ ما يكون ، و لا نور هناك يستضيء به فيهتدي إلى ساحل النّجاة . ۹
قوله تعالى : «إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِم أغْلالاً فَهِيَ إلَى الأذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحونَ» الأعناق: جمع عُنُق بضمّتين و هو الجِيد ، و الأغلال: جمع غِلّ بالكسر، و هي على ما قيل: ما تُشدُّ به اليد إلَى العنق للتعذيب و التشديد . و مُقمَحون: اسم مفعولٍ من الإقماح، و هو رفع الرأس، كأنّهم قد ملأت الأغلال ما بين صدورهم إلى أذقانهم فبقيت رؤوسهم مرفوعةً إلَى السماءِ لا يتأتّى لهم أن ينكسوها فينظروا إلى ما بين أيديهم من الطريق فيعرفوها و يميّزوها من غيرها . و تنكير قوله : «أغلالاً» للتفخيم و التهويل . و الآية في مقام التعليل لقوله السابق : «فَهُمْ لا يُؤمِنونَ» .
قوله تعالى : «و جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أيْديهِم سَدّا و مِنْ خَلْفِهِم سَدّا فأغْشَيْناهُم فَهُم لا يُبْصِرونَ» ، السدّ: الحاجز بين الشيئين . و قوله : «مِن بَينِ أيْديهِم ......... و مِنْ خَلْفِهِم» كناية عن جميع الجهات ، و الغَشي و الغَشَيان: التغطية، يقال : غشيه كذا أي غطّاه ، و أغشى الأمر فلانا أي جعل الأمر يُغطّيه ، و الآية متمّمةٌ للتعليل السابق ، و قوله : «جَعَلْنا» معطوفٌ على «جَعَلْنا» المتقدّم .
و عن الرازيّ في تفسيره، في معنى التشبيه في الآيتين : أنّ المانع عن النظر في الآيات قسمان : قسمٌ يمنع عن النظر في الأنفُس، فشبّه ذلك بالغِلّ الذي يجعل صاحبه مُقمَحا لا يرى نفسه و لا يقع بصره على بدنه . و قسمٌ يمنع عن النظر في الآفاق، فشبّه ذلك بالسدّ المحيط ؛ فإنّ المحاط بالسدّ لا يقع نظره علَى الآفاق، فلا يظهر له ما فيها من الآيات ، فمن ابتُلي بهما حُرم عن النظر بالكلّيّة .
و معنَى الآيتين أنّهم لا يؤمنون؛ لأنّا جعلنا في أعناقهم أغلالاً نشدُّ بها أيديهم على أعناقهم فهي إلَى الأذقان فهم مرفوعةً رؤوسهم باقون على تلك الحال ، و جعلنا من جميع جهاتهم سدّا فجعلناه يغطّيهم فهم لا يبصرون فلا يهتدون ، ففي الآيتين تمثيلٌ لحالهم في حرمانهم من الاهتداء إلَى الإيمان، و تحريمه تعالى عليهم ذلك جزاءً لكفرهم و غوايتهم و طغيانهم في ذلك .
و قد تقدّم في قوله تعالى : «إنَّ اللّهَ لا يَسْتَحيي أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً»۱۰ في الجزء الأوّل من الكتاب، أنّ ما وقع في القرآن الكريم من هذه الأوصاف و نظائرها التي وصف بها المؤمنون و الكفّار يكشف عن حياةٍ اُخرى للإنسان في باطن هذهِ الحياة الدنيويّة، مستورةٍ عن الحسّ المادّيّ، ستظهر له إذا انكشفت الحقائق بالموت أو البعث . و عليه فالكلام في أمثال هذه الآيات جارٍ في مجرَى الحقيقة دون المجاز كما عليه القوم . ۱۱

«ما در گردن هاى آنها تا چانه هايشان غل ها نهاده ايم، به طورى كه سرهايشان را بالا گرفته ديده فرو هشته اند. و فرا رويشان سدّى و پشت سرشان سدّى نهاده و پرده اى بر [چشمان ]آنان فرو گسترده ايم، در نتيجه نمى توانند ببينند».

تفسير :

مَثَل، هم به معناى ضرب المثل مى آيد و هم به معناى صفت و حالت (وصف الحال)، مانند اين سخن خداوند متعال: «بنگر كه چگونه براى تو مثل ها زدند و گمراه شدند و لذا راه را نمى توانند پيدا كنند». «نعيق» [در آيه اوّل ]بانگى است كه چوپان براى هى كردن و راندن گوسفندان مى زند. گفته مى شود: نعق الراعى بالغنم ينعق نعيقا، آن گاه كه چوپان براى راندن گوسفندان هى هى مى زند، و «نداء» مصدر باب مفاعله از «نادى ينادى مناداة» است و معنايش اخصّ از دعا [خواندن و صدا زدن ]است؛ زيرا «نداء» معناى صدا زدن با آواز بلند دارد، برخلاف دعا.
و معناى آيه ـ كه البتّه خدا بهتر مى داند ـ اين است كه مَثَل تو، در صدا زدن و فرا خواندن كفّار، مانند كسى است كه بر حيوانات بانگ و هى مى زند و آنها از بانگ او جز صدا و آواز چيزى نمى شنوند و همين كه صدا به گوششان بخورد، برمى گردند بدون آن كه چيزى از آن صدا بفهمند و درك كنند. بنا بر اين، كافران كر هستند و سخنى را كه به حالشان مفيد باشد نمى شنوند و لالند و سخنى را كه مفيد معنايى باشد، نمى گويند و كورند و چيزى را نمى بينند و از اين رو، چيزى را تعقّل و ادراك نمى كنند؛ زيرا راه هاى منتهى به تعقّل و ادراك به روى آنها بسته است.
از اين جا معلوم مى شود كه اين مَثَل مشتمل بر قلب [جابجايى ]يا شِبه قلب است؛ زيرا مَثَل آوردن از كسى كه بانگ مى زند بر كسانى كه چيزى جز صدا يا فريادى نمى شنوند، مَثَل كسى است كه آنها را به هدايت فرا مى خواند، نه مَثَل از كافرانى كه به هدايت و راه راست دعوت مى شوند. منتها اوصاف سه گانه اى كه از اين مَثَل نتيجه گيرى و استخراج شده و به دنبال آن ذكر شده اند ـ يعنى «كرند، لالند، كورند، پس تعقّل نمى كنند» ـ از آن جا كه اوصاف كافران است، نه كسى كه آنان را به حق فرا مى خواند، لازم مى آيد كه مَثَل به كفّار نسبت داده شود، نه به رسولِ خداوند متعال. بنا بر اين، نتيجه اين مثل چيزى شبيه قلب است.
در آيه «مَثَل كسانى كه به پروردگار خود كافر شدند، كرده هايشان چونان خاكسترى است كه بادى تند در روزى توفانى بر آن بوزد ......... »، باد تند در يك روز توفانى، تمثيلى است براى اعمال كافران از نظر نتيجه اى كه بر آنها مترتب مى شود و بيان اين نكته كه اين اعمال بر باد رفته و باطل است و هيچ تأثيرى در سعادت آنها ندارد. اين آيه ، همانند اين سخن خداوند متعال است كه مى فرمايد: «و به هر گونه كارى كه كرده اند مى پردازيم و آن را چون گَردى پراكنده مى سازيم». پس اعمال كافران همچون ذرات خاكستر است كه در يك روز توفانى، بادى سخت بر آن مى وزد و تلّ خاكستر را پراكنده مى كند و چيزى از آن باقى نمى ماند. اين مَثَلى است براى اعمال آنها.
از اين جا معلوم مى شود كه نيازى نيست در كلام چيزى را در تقدير بگيريم و آن را بطور مثال به اين جمله برگردانيم: مَثَل اعمال كسانى كه كافر شدند ......... الى آخر. ظاهرا آيه دنباله سخن موسى نيست، بلكه همچون نتيجه اى است كه از سخن نقل شده از او گرفته مى شود.
آيه «و كسانى كه كافر شدند، اعمالشان مانند سرابى است در سرزمينى هموار، كه تشنه آن را آب مى پندارد ......... »، «سراب» چيزى است كه در بيابان مانند آب مى درخشد، ولى در واقع آب نيست. «قيع» و «قاع» به معناى زمين هموار و دشت است و مفرد اين دو كلمه «قيعه» و «قاعه» مى باشد، مانند «تينه» و «تمره» [كه مفرد تين و تمر هستند] و «ظمآن» به معناى تشنه كام است.
پس از آن كه خداوند سبحان، از مؤمنان ياد كرد و در وصف آنها فرمود كه در خانه هاى بزرگ و با عظمت ذكر خدا مى كنند و هيچ تجارت و خريد و فروشى از ياد او غافلشان نمى سازد و خدا كه نور آسمان ها و زمين است آنان را، به سبب داشتن اين ويژگى، به سوى نور خود رهنمون مى شود و با نور معرفت خويش گرامى و مفتخرشان مى كند، در مقابل از كفّار ياد مى كند و اعمال آنان را يك بار به سرابى در بيابان تشبيه مى كند كه نه آن سراب واقعيت دارد و نه پايانى كه بدان رسند. و يك بار به تاريكى هايى انباشته بر روى هم كه هيچ نورى با آنها نيست و مانع عبورِ نور هم مى شوند. اين آيه همان است كه متضمّن وصف اول مى باشَد.
پس، آيه «و كسانى كه كافر شدند اعمالشان چون سرابى است در بيابانى هموار كه تشنه آن را آب پندارد و چون بدان رسد چيزى نمى يابد»، اعمال كفّار ـ يعنى همان قربانيها و اذكار و ادعيه و ديگر اعمال عبادى اى كه به وسيله آنها به خدايانشان تقرّب مى جويند ـ را به سرابى در يك بيابان تشبيه مى كند كه فرد تشنه خيال مى كند آب است در حالى كه چنين نيست و نتيجه و آثارى كه بر آب مترتّب است، يعنى رفع تشنگى و امثال آن، بر آن مترتّب نيست.
اين كه فرموده است: «تشنه آن را آب مى پندارد»، در حالى كه سراب، براى هر بيننده اى آب به نظر مى رسد، علّتش اين است كه هدف در اين آيه، بيان رفتن به سوى سراب است و تنها كسى كه به طرف آن مى رود آدم تشنه است، كه تشنگى او را به سمت سراب مى كشاند. به همين دليل در ادامه آن فرموده است: «وقتى به نزد سراب مى رود، آن را چيزى نمى يابد». انگار گفته شده است: مانند سرابى در يك بيابان كه آدم تشنه خيال مى كند آب است، لذا به طرف آن مى رود تا آب بخورد و رفع تشنگى كند و همچنان پيش مى رود و وقتى به نزد سراب مى آيد، چيزى نمى يابد.
و اين كه فرمود: «نزد سراب مى آيد» و نفرمود: به «آن مى رسد» يا «به آن منتهى مى شود» و امثال اين تعبيرات، براى اشاره به اين نكته است كه در آن جا كسى انتظار آمدن او را مى كشد و آن كس خداوند سبحان است. به همين دليل، در دنبال آن فرموده است: «و خدا را نزد آن سراب مى يابد و خدا هم حسابش را به طور كامل و تمام كف دستش مى گذارد». اين قسمت از آيه، مفيد اين معناست كه اين كافران با كارها و اعمال خود مى خواهند به چيزى برسند كه فطرت و سرشت آنها، ايشان را به سوى آن برمى انگيزد و آن چيز سعادتى است كه هر انسانى بر اساس فطرت و سرشت خويش در پى آن مى باشد، ليكن اعمال كافران آنها را به اين هدف نمى رساند و خدايانشان نيز كه كافران با اعمال خود خواهان پاداش نيك از آنها هستند، حقيقت و واقعيتى ندارند. بلكه آن موجودى كه اعمال كافران به او مى رسد و او بر كارهاى ايشان احاطه دارد و سزاى اعمالشان را مى دهد، خداوند سبحان است كه حسابشان را كامل مى دهد و كامل دادن حساب نيز كنايه از جزا دادن بر طبق حسابِ اعمال و رساندنِ صاحب عمل به آن چيزى است كه به سببِ اعمالش مستحقّ آن است.
بنا بر اين، در آيه شريفه، اعمال كافران به سراب تشبيه شده است و خود آنها به تشنه اى كه خواهان آب است و خودش آب شيرين و گوارا دارد اما از آن صرف نظر مى كند و به حرف مولايش كه او را نصيحت مى كند و به نوشيدن از آن آب دعوتش مى كند گوش نمى دهد، بلكه سراب را آب مى پندارد و به طرف آن حركت مى كند. همچنين حركت آنها به سوى خدا با فرا رسيدن مرگ و تمام شدن اعمالشان به تشنه اى تشبيه شده كه به طرف سراب مى رود و به محل سراب مى رود و مولايش را مى يابد؛ همان كه او را نصيحت مى كرد و به نوشيدن آب گوارا دعوتش مى نمود.
اينان مردمى هستند كه، از ياد پروردگارشان و كارهاى شايسته اى كه آنان را به سوى نور سعادت بخش او رهنمون مى شود، غافل گشتند و خيال كردند كه سعادتشان نزد خدايانى است كه مى خوانند و در سايه اعمالى است كه به گمانشان آنها را به آن خدايان نزديك مى گرداند. لذا سرگرم آن اعمال سراب گونه شدند و در تمام عمر نهايتِ توان خود را در انجام چنان اعمالى به كار گرفتند، تا اين كه اجل هايشان در رسيد و به سراى آخرت رفتند و نه از اميد و آرزوهايى كه از اعمالشان انتظار داشتند چيزى يافتند و نه از الوهيت معبودهايشان اثرى مشاهده كردند و خدا حساب اعمالشان را به طور كامل رسيد و خداوند زود شمار است.
فرموده خداوند متعال : «و خدا زود شمار است»، علّتش اين است كه علم خداوند به كم و زياد، كوچك و بزرگ، ريز و درشت و پس و پيش، به طور يكسان احاطه دارد.
بايد دانست كه اين آيه شريفه، هر چند ظاهرش وصف الحال همه كافران و به ويژه مشركان بت پرست است اما اين وصف درباره ديگر منكران سازنده هستى نيز صادق است؛ زيرا هر انسانى در زندگى خود دنبال سعادت و خوشبختى است و شكى ندارد كه وسيله رسيدن به اين سعادت اعمال و كردارى است كه انجام مى دهد. حال اگر معتقد به سازنده هستى باشد و او را به نحوى از انحاء مؤثّر در خوشبختى خود بداند، سعى مى كند با اعمال و كردارهاى خود رضايت او را تحصيل كند و سعادتى را كه صانع برايش مقدر كرده است به دست آورد و اگر منكرِ صانع باشد و غيرِ او را مؤثّر در سعادت خويش بدانَد، مى كوشد تا از طريق اعمال خود، نظر آن موجودى را كه برايش تأثير قائل است ـ مثلاً روزگار يا طبيعت و يا ماده ـ به طرف سعادت زندگى دنياىِ خود كه به ماوراى آن هم اعتقادى ندارد، جلب كند.
اين دسته، معتقدند كه سعادت زندگى آنها به دست موجودى غير از خداوند متعال است و مؤثرى جز آن وجود ندارد. به عقيده اينان كوشش هاى دنيويشان، آنها را به سعادت مورد نظرشان مى رساند، حال آن كه اين پندار و سعادت چيزى جز يك سراب خالى از حقيقت نيست. اينان پيوسته به تلاش و كوشش خود ادامه مى دهند، تا اين كه با فرا رسيدن اجل مقدّرشان اعمال آنها به پايان مى رسد و مى بينند از آن همه كار و عمل، هيچ ثمر و خبرى نيست و اميد و آرزوهايى كه از اين اعمال انتظار داشتند، جز مشتى خيال يا رؤيايى بيش نبوده است. در اين هنگام است كه خداوند حسابشان را به طور كامل كف دستشان مى گذارد و خدا سريع الحساب است.
آيه «يا همچون تاريكى هايى در دريايى ژرف است كه موجى آن را مى پوشاند و روى آن موجى ديگر است و بالاى آن ابرى است»، تشبيه ديگرى است از اعمال كافران كه نشان مى دهد اعمال آنها پرده هايى است كه بر دل هاى آنها روى هم زده شده و نمى گذارد نور معرفت به دل هايشان برسد. در قرآن كريم مسأله قرار داشتن كفّار در ظلمات و تاريكى ها بارها مطرح شده است؛ مانند آيه «و كسانى كه كافر شدند، سرپرست آنها طاغوت است كه از نور به سوى تاريكى ها مى كشاندشان» و آيه «چون كسى است كه گرفتار در تاريكى هاست و از آن بيرون آمدنى نيست» و مانند: «نه چنين است، بلكه آنچه مرتكب مى شدند زنگار بر دل هايشان بسته است. زهى پندار، كه آنان در آن روز از پروردگارشان سخت محجوبند».
فرموده خداوند متعال : «او كظلمات فى بحر لجّى» عطف بر «سراب» در آيه قبل است. «بحر لجّى» به معناى دريايى است كه امواج آن پشت سر هم مى آيند. منسوب است به لجّه دريا كه همان رفت و برگشت امواج آن مى باشد. معناى جمله اين است كه اعمال كافران، مانند تاريكى هايى است كه در دريايى موّاج قرار دارد.
فرموده خداوند متعال : «آن را موجى فرا مى گيرد كه روى آن موجى است و روى آن موجْ ابرى است»، صفت براى درياست و براى بيان تاريكى هاى فرضى آن آورده شده است. پس، اين دريا ، وصفش چنين است كه موجى سراسر آن را فرا مى گيرد و بر فراز آن موج، موجى ديگر و بالاى آن ابرى قرار دارد كه مجموع آنها مانع رسيدن نور خورشيد و ماه و ستارگان به دريا مى شوند.
فرموده خداوند متعال : «ظلمات بعضها فوق بعض» تقرير و توضيحى است براى اين كه مراد از تاريكى هاى مفروض تاريكى هايى است كه روى هم انباشته شده اند نه تاريكى هايى پراكنده و جدا از هم و براى تأكيد اين مطلب فرموده است: «هرگاه دستش را بيرون آورد، به زحمت آن را مى بيند»؛ زيرا نزديكترين چيزى كه انسان مى بيند خودش است و انسان دست خويش را بهتر و راحت تر از ديگر اعضاى بدنش مى تواند ببيند. چون هر گونه كه بخواهد دست خود را جلو چشمش قرار مى دهد. با اين وصف، اگر كسى دستش را بيرون آورد و آن را به زحمت ببيند، معلوم مى شود كه تاريكى خيلى شديد است.
پس، اين كافران كه به سوى خدا در حركتند و بازگشتشان به سوى اوست، از نظر اعمال و كردار همچون كسى هستند كه به دريايى موّاج قدم گذاشته كه موج روى موج است و بر فراز آن ابرى است و هر چه هست تاريكى است روى تاريكى و از نور كمترين نشانى نيست تا در پرتو آن به ساحل نجات راه برد.
آيه «انا جعلنا فى اعناقهم اغلالاً فهى الى الاذقان فهم مقمحون»، «اعناق» جمع «عُنُق» است به معناى گردن و «اغلال» جمع «غُلّ» است و غُلّ، آن طور كه گفته شده، به معناى وسيله اى كه براى شكنجه و آزار دادن است. با آن دست را به گردن مى بندند. «مقمحون» اسم مفعول است از «اِقماح» به معناى بالا بردن سر، يعنى گويى اين غل ها از سينه تا چانه هاى آنها را پوشانده به طورى كه سرهايشان به طرف بالا نگه داشته مى شود و نمى توانند آن را خم كنند و راه جلو خود را ببينند و آن را از بيراهه تشخيص دهند. نكره آوردن كلمه «اغلالاً»، براى نشان دادن اهميت و ترسناك بودن موضوع است. اين آيه تعليلى است براى جمله قبل، يعنى «فَهُم لا يؤمنون».
آيه: «و جعلنا من بين ايديهم سدّا و من خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون»، «سدّ» به معناى مانع ميان دو چيز است. جمله «من بين ايديهم و من خلفهم»، كنايه از همه جهات است. كلمه «غشى» و «غشيان»، به معناى پوشاندن است. گفته مى شود: غَشِيَه كذا؛ يعنى آن را پوشاند. «اَغشَى الامر فلانا» يعنى: آن كار فلانى را فرو پوشاند. اين آيه نيز تتمّه اى است، بر تعليل پيشين. جمله «جعلنا» عطف بر «جعلنا» در آيه قبل است.
در تفسير رازى درباره معناى تشبيه در اين دو آيه، آمده است: آنچه كه مانع از نگريستن و تفكّر در آيات خدا مى شود، دو گونه است: يك قسم، مانع نظر و تفكّر در آيات انفسى مى شود، كه خداوند اين مانع را به يك غُلّ تشبيه كرده كه موجب مى شود فرد بسته در غل، سرش به طرف بالا باشد و خودش را نبيند و چشمش به بدنش نيفتد. قسم دوم، مانعِ نظر و تفكّر در آيات آفاقى مى شود كه خداوند اين مانع را به سدّى تشبيه كرده كه [از همه سو ]پيرامون انسان زده شده است. كسى كه در احاطه سدّ است آفاق را نمى بيند و از اين رو آيات و نشانه هاى آن برايش نمودار نمى شود. پس، كسى كه گرفتار اين دو مانع باشد، از ديدن خود و محيط اطرافش به كلّى محروم مى شود.
معناى دو آيه اين است كه: كفّار ايمان نمى آورند؛ چون اوّلاً: به گردن هايشان غل هايى زده ايم كه با آنها دست هايشان را به گردنشان مى بنديم و اين غل ها تا چانه هايشان آمده و لذا سرهايشان به طرف بالاست و همچنان بر اين حال باقى هستند. ثانياً: در هر طرف آنها سدّ و مانعى قرار داده ايم كه اين سد آنها را فرو مى پوشاند و لذا جايى را نمى بينند و راه راست را پيدا نمى كنند. در اين دو آيه، تمثيلى است براى محروميت آنها از راه بردن به ايمان و اين كه خداوند به سزاى كفر و گمراهى و طغيانشان در كفر و گمراهى، ايمان را بر آنان حرام و قدغن كرده است.
در جلد اول اين كتاب (الميزان)، ذيل آيه «خداوند شرم نمى كند كه مثلى بزند»، گفتيم كه اين اوصاف و نظاير آنها در قرآن كريم كه در وصف مؤمنان و كافران آمده، نشان مى دهد كه در دل اين زندگى دنيوى، زندگى و حيات ديگرى براى انسان وجود دارد كه از دسترس حسّ مادى به دور است و با مردن يا در روز رستاخيز، آن گاه كه حقايق آشكار شود، اين زندگى براى آدمى نمودار مى شود. بنا بر اين، سخنانى كه در اين گونه آيات آمده جنبه حقيقت دارد، نه آن گونه كه مفسران معتقدند، جنبه مجاز داشته باشد.

1.يس : ۸ ، ۹.

2.الفرقان : ۹.

3.الميزان في تفسير القرآن : ۱/۴۲۰.

4.الفرقان : ۲۳.

5.الميزان في تفسير القرآن : ۱۲/۳۶.

6.البقرة : ۲۵۷.

7.الأنعام : ۱۲۲.

8.المطفّفين : ۱۴ و ۱۵.

9.الميزان في تفسير القرآن : ۱۵/۱۳۰ .

10.البقرة : ۲۶.

11.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷/۶۴.

  • نام منبع :
    ميزان الحكمه ج 10
    سایر پدیدآورندگان :
    شیخی، حمید رضا
    تعداد جلد :
    14
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    هفتم
تعداد بازدید : 283650
صفحه از 572
پرینت  ارسال به