369
ميزان الحكمه ج 10

۱۸۵۸۰.عنه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ المُنافقِ مَثَلُ جِذعِ النَّخلِ؛ أرادَ صاحِبُهُ أن يَنتَفِعَ بهِ في بَعضِ بِنائهِ فلَم يَستَقِمْ لَهُ في المَوضِعِ الّذي أرادَ ، فحَوّلَهُ في مَوضِعٍ آخَرَ فلَم يَستَقِمْ لَهُ ، فكانَ آخِرُ ذلكَ أنْ أحرَقَهُ بالنّارِ . ۱

۱۸۵۸۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام :مَثَلُ المُنافقِ كالحَنْظَلَةِ ، الخَضِرَةِ أوراقُها ، المُرِّ مَذاقُها . ۲

التّفسير:

قوله تعالى : «مَثَلُهُم كَمَثَلِ الّذي اسْتَوْقَدَ نَارا ......... » إلخ، مَثَل يُمثّل به حالهم أنّهم كالذي وقع في ظلمةٍ عمياء لا يتميّز فيها خيرٌ من شرٍّ و لا نافعٌ من ضارٍّ ، فتسبّب لرفعها بسببٍ من أسباب الاستضاءة كنار يوقدها فيبصر بها ما حولها ، فلمّا توقّدت و أضاءت ما حولها أخمدها اللّه بسببٍ من الأسباب كريحٍ أو مطرٍ أو نحوهما ، فبقي فيما كان عليه من الظلمة و تَورّطَ بين ظلمتين : ظُلمة كان فيها، و ظلمة الحَيرة و بطلان السبب .
و هذه حال المنافق ، يُظهر الإيمان فيستفيد بعض فوائد الدِّين، باشتراكه مع المؤمنين في مواريثهم و مناكحهم و غيرهما، حتّى إذا حان حين الموت ـ و هو الحين الذي فيه تمام الاستفادة من الإيمان ـ ذهب اللّه بنوره و أبطل ما عمله و تركه في ظلمةٍ لا يدرك فيها شيئا ، و يقع بين الظّلمة الأصليّة و ما أوجده من الظُّلمة بفِعاله .
و قوله تعالى : «أو كَصَيِّبٍ من السّماءِ ......... » إلخ، الصَّيِّب: هو المطر الغزير ، و البرق معروفٌ ، و الرعد: هو الصوت الحادث من السحاب عند الإبراق ، و الصاعقة: هي النّازلة من البروق .
و هذا مَثَلٌ ثانٍ يُمثّل به حال المنافقين في إظهارهم الإيمان ، أنّهم كالذي أخذه صيّب السماء و معه ظُلمة تسلب عنه الإبصار و التمييز، فالصيّب يضطرّه إلَى الفرار و التخلّص ، و الظلمة تمنعه ذلك ، و المَهولات من الرعد و الصاعقة محيطةٌ به ، فلا يجد مناصا من أن يستفيد بالبرق و ضوئه، و هو غير دائمٍ و لا باقٍ متّصل، كلّما أضاء له مشى و إذا أظلم عليه قام . و هذه حال المنافق ، فهو لا يحبّ الإيمان و لا يجد بدّا من إظهاره ، و لعدم المواطأة بين قلبه و لسانه لا يستضيء له طريقه تمام الاستضاءة، فلا يزال يخبط خبطا بعد خبطٍ و يعثر عثرةً بعد عثرةٍ فيمشي قليلاً و يقف قليلاً و يفضحه اللّه بذلك ، و لو شاء اللّه لذهب بسمعه و بصره فيفتضح من أوّل يومٍ . ۳
قوله تعالى : «ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسونَ و رَجُلاً سَلَما لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَويانِ مثلاً ......... » إلخ، قال الراغب:الشَّكِس ـ بالفتح فالكسر ـ سيّء الخلق ، و قوله : «شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ» أي متشاجرون لشكاسة خلقهم ، انتهى . و فسّروا السَّلَم بالخالص الذي لا يشترك فيه كثيرون .
مَثَل ضربه اللّه للمشرك الذي يعبد أربابا و آلهةً مختلفين ، فيشتركون فيه وهم متنازعون فيأمره هذا بما ينهاه عنه الآخر، و كلّ يريد أن يتفرّد فيه و يخصّه بخدمة نفسه ، و للموحّد الذي هو خالصٌ لمخدومٍ واحدٍ لا يشاركه فيه غيره فيخدمه فيما يريد منه من غير تنازعٍ يؤدّي إلى الحَيرة ، فالمشرك هو الرَّجل الذي فيه شركاء متشاكسون ، و الموحّد هو الرجل الذي هو سَلَم لرجلٍ . لا يستويان بل الذي هو سلم لرجل أحسن حالاً من صاحبه .
و هذا مَثَل ساذجٌ ممكن الفهم لعامّة النّاس، لكنّه عند المداقة يرجِع إلى قوله تعالى : «لَو كانَ فيهِما آلهَةٌ إلاّ اللّهُ لَفَسدَتا»۴ ، و عاد برهانا على نفي تعدّد الأرباب و الآلهة .
و قوله : «الحَمْدُ للّهِ» ثناءٌ للّه بما أنّ عبوديّته خيرٌ من عبوديّة من سواه .
و قوله : «بَلْ أكْثَرُهُم لا يَعْلَمونَ» مزيّة عبادته على عبادة غيره على ما له من الظهور التامّ لمن له أدنى بصيرةٍ . ۵
قوله تعالى : «ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدا مَمْلوكا لا يَقْدِرُ على شَيءٍ ......... » إلى آخر الآية ، ما في الآية من المثل المضروب يفرض عبدا مملوكا لا يقدر على شيءٍ ، و آخرَ رُزِق من اللّه رزقا حسنا ينفق منه سرّا و جهرا ، ثمّ يسأل: هل يستويان ؟! و اعتبار التقابل بين المفروضين يعطي أنّ كلاًّ من الطرفين مقيّدٌ بخلاف ما في الآخر من الوصف، مع تبيين الأوصاف بعضها لبعضٍ .
فالعبد المفروض مملوكٌ غير مالكٍ لا لنفسِه و لا لشيءٍ من متاع الحياة، و هو غير قادرٍ علَى التصرّف في شيءٍ من المال ، و الذي فرض قباله حرّ يملك نفسه و قد رزقه اللّه رزقا حسنا ، و هو ينفق منه سرّا و جهرا على قدرة منه علَى التصرّف بجميع أقسامه .
و قوله : «هَلْ يَسْتَوونَ» سؤالٌ عن تساويهما ، و من البديهيّ أنّ الجواب هو نفي التساوي . و يثبت به أنّ اللّه سبحانه ـ و هو المالك لكلّ شيءٍ ، المنعم بجميع النِّعم ـ لا يساوي شيئا من خلقه، وهم لا يملكون لا أنفسهم و لا غيرهم ، و لا يقدرون على شيءٍ من التصرّف ، فمن الباطل قولهم: إنّ مع اللّه آلهةً غيره وهم من خلقه .
و التعبير بقوله : «يَسْتَوونَ» دون أن يُقال : يستويان ؛ للدلالة على أنّ المراد من ذلك الجنس من غير أن يختصّ بمولىً و عبد معيّنين كما قيل .
و قوله : «الحمدُ للّهِ» أي له عزّ اسمه جنس الحمد و حقيقته ، و هو الثناء علَى الجميل الاختياريّ ؛ لأنّ جميل النعمة من عنده، و لا يُحمَد إلاّ الجميل، فله تعالى كلّ الحمد كما أنّ له جنسه ، فافهم ذلك .
و الجملة من تمام الحجّة، و محصّلها : أنّه لا يستوي المملوك الذي لا يقدر أن يتصرّف في شيءٍ و يُنعم بشيءٍ ، و المالك الذي يملك الرزق و يقدر علَى التصرّف فيه ، فيتصرّف و يُنعم كيف شاء ، و اللّه سبحانه هو المحمود بكلّ حمدٍ إذ ما من نعمةٍ إلاّ و هي من خلقه، فله كلّ صفةٍ يُحمد عليها كالخلق و الرِّزق و الرّحمة و المغفرة و الإحسان و الإنعام و غيرها ، فله كلّ ثناء جميل ، و ما يعبدون من دونه مملوك لا يقدر على شيء، فهو سبحانه الربّ وحده دون غيره . و قد قيل : إنّ الحمد في الآية شكر على نعمه تعالى ، و قيل : حمد على تمام الحجّة و قوّتها ، و قيل : تلقين للعباد ، و معناه قالوا : الحمد للّه الّذي دلّنا على توحيده و هدانا إلى شكر نعمه ، و هي وجوهٌ لا يُعبأ بها .
و قوله : «بَل أكَثَرُهُمْ لا يَعْلَمونَ» أي أكثر المشركين لا يعلمون أنّ النّعمةَ كلّها للّه لا يملك غيره شيئا و لا يقدر على شيءٍ ، بل يُثبتون لأوليائهم شيئا من الملك و القدرة على سبيل التفويض فيعبدونهم طمعا و خوفا ، هذا حال أكثرهم، و أمّا أقلّهم من الخواصّ فإنّهم على علمٍ من الحقّ لكنّهم يَحيدون عنه بغيا و عنادا .
و قد تبيّن ممّا تقدّم أنّ الآية مَثَلٌ مضروبٌ في اللّه سبحانه و في من يزعمونه شريكا له في الرّبوبيّة. و قيل : إنّها مَثَل تمثّل به حال الكافر المخذول و المؤمن الموفّق ، فإنّ الكافر لإحباط عمله و عدم الاعتداد بأعماله كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيءٍ فلا يُعدّ له إحسان و إن أنفق و بالغ ، بخلاف المؤمن الذي يوفّقه اللّه لمرضاته و يشكر مساعيه ؛ فهو ينفق ممّا عنده من الخير سرّا و جهرا.
و فيه : أنّه لا يلائم سياق الاحتجاج الذي للآيات ، و قد تقدّم أنّ الآية إحدَى الآيات الثّلاث المتوالية التي تتعرّض لغرض تعداد النعم الإلهيّة ، و هي تذكّر بالتوحيد بمَثَل يقيس حال من يُنعم بجميع النعم من حال من لا يملك شيئا و لا يقدر على شيءٍ ، فيستنتج أنّ الربّ هو المنعم لا غير .
قوله تعالى : «و ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلَينِ أحَدُهُما أبْكَمُ ......... » إلى آخر الآية . قال في المجمع : الأبكم الذي يولد أخرس لا يَفهم و لا يُفهِّم ، و قيل : الأبكم الذي لا يقدر أن يتكلّم . و الكَلّ الثِّقل ، يقال : كَلَّ عن الأمر يَكِلّ كَلاًّ إذا ثَقُل عليه فلم ينبعث فيه ، و كَلَّت السكّين كُلولاً إذا غلظت شفرتها ، و كَلّ لسانه إذا لم ينبعث في القول لغلظه و ذهاب حدّه ، فالأصل فيه الغلظ المانع من النفوذ . و التوجيه : الإرسال في وجهٍ من الطريق ، يقال : وجّهته إلى موضع كذا فتوجّه إليه . انتهى . فقوله : «وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلَينِ» مقايسة اُخرى بين رجلَين مفروضَين متقابلَين في أوصافهما المذكورة .
و قوله : «أحَدُهُما أبْكَمُ لا يَقْدِرُ على شَيْءٍ» ، أي محرومٌ من أن يَفهم الكلام و يُفهِّم غيرَه بالكلام، لكونه أبكم لا يسمع و لا ينطق فهو فاقد لجميع الفِعليّات و المزايا التي يكتسبها الإنسان من طريق السمع الذي هو أوسع الحواسّ نطاقا ، به يتمكّن الإنسان من العلم بأخبار من مضى و ما غاب عن البصر من الحوادث و ما في ضمائر النّاس و يعلم العلوم و الصناعات ، و به يتمكّن من إلقاء ما يدركه من المعاني الجليلة و الدقيقة إلى غيره ، و لا يقوَى الأبكم على دَرك شيءٍ منها إلاّ النزر اليسير ممّا يساعد عليه البصر بإعانة من الإشارة .
فقوله : «لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ» مخصّص عمومه بالأبكم ؛ أي لا يقدر على شيءٍ ممّا يقدر عليه غير الأبكم ، و هو جملة ما يحرمه الأبكم من تلقّي المعلومات و إلقائها . و قوله : «وَ هُو كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ» أي ثِقلٌ و عِيالٌ على من يلي و يدبّر أمره ، فهو لا يستطيع أن يدبّر أمر نفسه .
و قوله : «أيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأتِ بِخَيرٍ» أي إلى أيّ جهةٍ أرسله مولاه لحاجةٍ من حوائج نفسه أو حوائج مولاه لم يقدر على رفعها، فهو لا يستطيع أن ينفع غيره كما لا ينفع نفسه، فهذا ـ أعني قوله : «أحَدُهُما أبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ......... » إلخ ـ مَثَل أحد الرجلَين ، و لم يذكر سبحانه مَثَلَ الآخر؛ لحصول العلم به من قوله : «هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ ......... » إلخ ، و فيه إيجاز لطيف .
و قوله : «هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَ هُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ» فيه إشارةٌ إلى وصف الرجل المفروض ، و سؤالٌ عن استوائهما إذا قويس بينهما و عدمه .
أمّا الوصف فقد ذكر له منه آخر ما يمكن أن يتلبّس به غير الأبكم من الخير و الكمال الذي يحلّي نفسه و يعدو إلى غيره، و هو العدل الذي هو التزام الحدّ الوسط في الأعمال و اجتناب الإفراط و التفريط ؛ فإنّ الأمر بالعدل إذا جرى على حقيقته كان لازمه أن يتمكّن الصلاح من نفس الإنسان ، ثمّ ينبسط على أعماله فيلتزم الاعتدال في الاُمور ، ثمّ يحبّ انبساطه على أعمال غيره من النّاس فيأمرهم بالعدل ، و هو ـ كما عرفت ـ مطلق التجنّب عن الإفراط و التفريط، أي العمل الصالح أعمّ من العدل في الرعيّة .
ثمّ وصفه بقوله: «وَ هُوَ على صِراطٍ مُسْتَقيمٍ» ، و هو السبيل الواضح الذي يهدي سالكيه إلى غايتهم من غير عِوَجٍ . و الإنسان الذي هو في مسير حياته على صراطٍ مستقيمٍ يجري في أعماله علَى الفطرة الإنسانيّة من غير أن يناقض بعض أعماله بعضا أو يتخلّف عن شيءٍ ممّا يراه حقّا . و بالجملة : لا تخلّف و لا اختلاف في أعماله .
و توصيف هذا الرجل المفروض الذي يأمر بالعدل بكونه على صراطٍ مستقيمٍ يفيد أوّلاً : أنّ أمره بالعدل ليس من أمر النّاس بالبرّ و نسيان نفسه ، بل هو مستقيم في أحواله و أعماله، يأتي بالعدل كما يأمر به . و ثانيا : أنّ أمره بالعدل ليس ببدعٍ منه من غير أصلٍ فيه يبتني عليه ، بل هو في نفسه على مستقيم الصراط ، و لازمه أن يحبّ لغيره ذلك فيأمرهم أن يلتزموا وسط الطريق و يجتنبوا حاشيتَي الإفراط و التفريط .
و أمّا السؤال ـ أعني ما في قوله : «هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ ......... » إلخ ـ فهو سؤالٌ لا جواب له إلاّ النفي لا شكّ فيه ، و به يثبت أنّ ما يعبدونه من دون اللّه من الأصنام و الأوثان ـ و هو مسلوب القدرة لا يستطيع أن يهتدي من نفسه و لا أن يهدي غيره ـ لا يساوي اللّه تعالى، و هو على صراط مستقيم في نفسه هادٍ لغيره بإرسال الرسل و تشريع الشرائع .
و منه يظهر أنّ هذا المَثَل المضروب في الآية في معنى قوله تعالى : «أ فَمَنْ يَهْدِي إلى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ أمْ مَنْ لا يَهِدِّي إلاّ أنْ يُهْدى فمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمونَ»۶ ؛ فاللّه سبحانه على صراط مستقيم في صفاته و أفعاله ، و من استقامة صراطه أن يجعل لِما خلقه من الأشياء غاياتٍ تتوجّه إليها فلا يكون الخلق باطلاً ، كما قال : «و مَا خَلَقْنا السَّماء و الأرْضَ و مَا بَيْنَهُما باطِلاً»۷
، و أن يهدي كلاًّ إلى غايته الّتي تخصّه كما خلقها و جعل لها غايةً ، كما قال : «الّذي أعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى»۸ ، فيهدي الإنسان إلى سبيل قاصد كما قال : «وَ عَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبيلِ»۹ ، و قال : «إنّا هَدَيْناهُ السَّبيلَ» . ۱۰
و هذا أصل الحجّة علَى النبوّة و التشريع . و قد مرّ تمامه في أبحاث النبوّة في الجزء الثاني، و في قصص نوحٍ في الجزء العاشر من الكتاب .
فقد تحصّل : أنّ الغرض من المثل المضروب في الآية إقامة حجّة علَى التوحيد مع إشارة إلَى النبوّة و التشريع .
و قيل : إنّه مثل مضروب فيمن يؤمّل منه الخير و من لا يؤمّل منه . و أصل الخير كلّه من اللّه تعالى، فكيف يستوي بينه و بين شيء سواه في العبادة ؟ !
و فيه : أنّ المورد أخصّ من ذلك ، فهو مثل مضروب فيمن هو على خير في نفسه و هو يأمر بالعدل و هو شأنه تعالى دون غيره، على أنّهم لا يساوون بينه و بين غيره في العبادة بل يتركونه و يعبدون غيره .
و قيل : إنّه مثل مضروب في المؤمن و الكافر ؛ فالأبكم هو الكافر و الذي يأمر بالعدل هو المؤمن .
و فيه : أنّ صحّة انطباق الآية علَى المؤمن و الكافر بل على كلّ من يأمر بالعدل و من يسكت عنه و جريها فيهما أمرٌ ، و مدلولها من جهة وقوعها في سياق تعداد النعم و الاحتجاج علَى التوحيد و ما يلحق به من الاُصول أمر آخر ، و الذي تفيده بالنظر إلى هذه الجهة أنّ مورد المثل هو اللّه سبحانه و ما يعبدون من دونه لا غير . ۱۱

۱۸۵۸۰.پيامبر خدا صلى الله عليه و آله :حكايت منافق،حكايت تنه درخت خرماست كه صاحبش مى خواهد از آن در قسمتى از ساختمان خانه اش استفاده كند و در جايى كه مى خواهد بگذارد، درست قرار نمى گيرد. لذا آن را در جاى ديگر ساختمان مى گذارد و براى آن جا هم مناسب نيست و بالاخره كار به آن جا مى رسد كه آن را مى سوزاند.

۱۸۵۸۱.امام على عليه السلام :حكايت منافق، مانند [گياهِ ]حنظل است كه برگ هايش سبز است و مزه اش تلخ.

تفسير:

آيه «مثلهم كمثل الذى استوقد ناراً ......... » تا آخر آن، مَثَلى است براى بيان حال منافقان و مى فرمايد كه منافقان مانند كسى هستند كه در تاريكى و ظلمتى قرار گرفته كه جايى ديده نمى شود و خوب از بد و سودمند از زيانمند تميز داده نمى شود. لذا براى برطرف كردن اين تاريكى به وسيله اى روشن كننده، مانند آتش متوسّل مى شود تا در پرتو آن اطراف خود را ببيند. اما همين كه آتش افروخته شد و اطراف او را روشن كرد، خداوند با وسيله اى چون باد يا باران و يا وسيله ديگرى، آن آتش را خاموش مى كند و دوباره تاريكى از سر گرفته مى شود و شخص در دو تاريكى فرو مى رود: تاريكى اى كه قبلاً در آن بوده و تاريكىِ حيرت و از بين رفتن وسيله روشنايى.
اين است حال و روز منافق. اظهار ايمان مى كند و بدين سبب، با شريك شدن در ارث و ازدواج و امثال اين امور با مؤمنان، از برخى منافع دين استفاده مى كند تا آن كه چون زمان مرگ، كه زمان استفاده كامل از ايمان است، فرا رسد ، خداوند نور ايمان را از او مى گيرد و اعمال او را باطل و پوچ مى سازد و در ظلمتى رهايش مى كند كه در آن كمترين چيزى درك نمى كند و ميان تاريكى اصلى و تاريكى اى كه با اعمال خود آن را به وجود آورده است قرار مى گيرد.
جمله: «او كصيّب من السماء ......... »، «صيّب» به معناى باران فراوان است. معناى «برق» هم معلوم است. «رعد» صدايى است كه هنگام برق زدن از ابرها توليد مى شود، «صاعقه» برقى است كه به زمين فرود مى آيد.
اين دومين مثل است براى وصف حال منافقان در اظهار ايمان. آنها مانند كسى هستند كه در زير باران شديدى واقع شده و تاريكى و ظلمتى او را فرا گرفته كه قدرت ديدن و تشخيص را از وى سلب كرده است. باران تند او را وا مى دارد كه براى نجات خود فرار كند، اما تاريكى مانع او مى شود. تندرها و آذرخش هاى وحشتناك نيز از هر سو او را در ميان گرفته است و لذا چاره اى نمى بيند جز اين كه از برق آسمان و نورى كه ايجاد مى كند ـ امّا هميشگى و پايدار و متّصل نيست ـ استفاده كند. لذا هر وقت برقى مى زند و اطراف را روشن مى كند، او به راه مى افتد و چون همه جا تاريك مى شود، مى ايستد. منافق نيز چنين حالتى دارد؛ زيرا از طرفى به ايمان علاقه اى ندارد و از طرف ديگر چاره اى جز اظهار آن نمى بيند و به خاطر ناهماهنگى ميان دل و زبانش، ايمان راه او را كاملاً روشن نمى كند. اين است كه پياپى اشتباه مى كند و قدم به قدم مى لغزد و اندكى مى رود و اندكى مى ايستد و بدين سان خداوند رسوايش مى كند. و اگر خدا مى خواست، از همان روز اوّل چشم و گوش او را مى گرفت و رسوايش مى ساخت.
آيه: «ضرب اللّه مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون و رجلاً سلماً لرجل، هل يستويان مثلاً ......... »، راغب مى گويد: شَكِس ـ به فتح اول و كسر دوم ـ به معناى شخص بد خوى است و جمله «شركاء متشاكسون»، يعنى شريكانى كه به خاطر بدخلقى هميشه با هم دعوا و مشاجره كنند. پايان گفتار راغب. واژه «سلم» را به چيزى تفسير كرده اند كه خاصّ يك نفر است و عدّه زيادى در آن شريك نيستند.
اين آيه مَثَلى است كه خداوند درباره مشرك زده است؛ مشركى كه خدايان و معبودان گوناگونى مى پرستد كه همگى در او شريكند و بر سر او با هم ستيزه و كشمكش دارند و يكى او را به چيزى دستور مى دهد و ديگرى از آن چيز بازش مى دارد و هر يك از خدايان مى خواهند كه آن شخص تنها بنده او باشد و فقط او را خدمت كند.
همچنين ضرب المثلى است درباره شخص موحّد كه خاصّ يك مخدوم و سرور است و كسى ديگر در او شريك نيست و لذا تنها طبق اراده و خواست او وى را خدمت مى كند، بدون آن كه كشمكش بر سر او باشد كه موجب حيرت و سرگردانى اش شود. پس، مشرك مردى است كه شريكانى بدخو و ستيزه گر دارد و موحّد مردى است كه خاصّ يك نفر است. اين دو مرد وضع يكسانى ندارند، بلكه آن كه خاصّ و تسليم يك نفر است حال و روزش بهتر از آن ديگرى است.
اين يك مثل ساده و همه كس فهم است، اما دقت در آن نشان مى دهد كه بازگشتش به اين آيه است: «اگر در آسمان و زمين چند خدا مى بود هر آينه اين دو تباه مى شدند» و برهانى است بر نفى چند خدايى.
جمله: «سپاس خداى را» ثنا و ستايشى است براى خدا، بدان جهت كه بنده او بودن، بهتر از بنده غير او بودن است.
جمله: «بلكه بيشتر آنها نمى دانند»، يعنى مزيّت بندگى و پرستش او بر پرستش و بندگى غير او را نمى دانند؛ با اين كه اين مزيت براى كسى كه كمترين بصيرتى داشته باشد، كاملاً روشن است.
جمله: «خداوند بنده زرخريدى را مَثَل مى زند كه هيچ كارى از او بر نمى آيد ......... » تا آخر آيه. خداوند در ضرب المثل اين آيه، بنده زرخريدى را فرض مى كند كه هيچ اختيارى از خود ندارد، و شخص ديگرى را كه روزى خوبى عطايش كرده و در آشكار و نهان از آن انفاق مى كند. خداوند پس از بيان اين مَثَل مى پرسد: آيا اين دو نفر يكسانند؟ مقابله كردن دو مفروض بيانگر اين مطلب است كه هر يك از طرفين مقيّد به وصفى است خلاف وصف موجود در ديگرى و اين اوصاف يكديگر را تبيين و روشن مى كنند.
بنده مفروض در اين مَثَل، زرخريد است و مالك هيچ چيز نيست؛ نه مالك خودش و نه مالك چيزى از متاع دنيا و قادر به دخل و تصرّف در هيچ مالى نيست. در مقابل او، شخصى فرض شده كه آزاد و مالك خويش است و خداوند روزى خوبى عطايش فرموده و او كه قادر به دخل و تصرّف در تمام اقسام اين روزى مى باشد، در آشكار و نهان از آن انفاق مى كند.
جمله: «آيا برابرند»، پرسش از يكسان بودن اين دو شخص است و بديهى است كه جواب منفى است. با اين مَثَل ثابت مى شود كه خداوند سبحان ـ كه مالك همه چيز است و همه نعمتها را او مى دهد ـ با هيچ يك از آفريدگان خود يكسان نيست؛ آفريدگانى كه نه مالك خود هستند و نه مالك غير خود و قادر به كمترين دخل و تصرّفى نمى باشند. بنا بر اين، اين سخن مشركان باطل و نادرست است كه: در كنار خدا، خدايان و معبودان ديگرى نيز هستند كه آفريده او مى باشند.
آوردن تعبير «يستوون» و نه «يستويان»، چنان كه گفته اند، براى نشان دادن اين نكته است كه مراد از آن جنس بنده و مهتر است و اختصاص به مهتر و بنده خاص و معينى ندارد.
جمله «ستايش خداى راست»، يعنى جنس و حقيقت حمد و ستايش از آن خداوند است و حمد ثنايى است در برابر كار نيك اختيارى؛ زيرا نعمتِ نيكو، از نزد خداست و تنها نعمتِ نيكو قابل حمد و ستايش است. پس هر چه حمد و ثناست از آنِ خداوند متعال است، چنان كه جنس حمد نيز از آنِ خداست. دقّت شود.
اين جمله، مكمّل حجّت است و خلاصه حجّت و برهان اين است كه: بنده اى كه قدرت دخل و تصرّف در چيزى را ندارد و نمى تواند نعمتى دهد، با مالكى كه روزى در دست اوست و قدرت تصرّف در آن را دارد و هر گونه كه بخواهد تصرّف مى كند و نعمت مى دهد، يكسان و برابر نيست. و خداوند سبحان ستوده به هر ستايشى است؛ زيرا هيچ نعمتى نيست مگر اين كه آفريده اوست. پس، هر صفتِ ستايش آميزى، مانند آفريدن و روزى دادن و رحمت و آمرزش و احسان و انعام و جز اين ها، خاص خداست. بنا بر اين، هر مدح و ثنايى اختصاص به او دارد و آنچه كه در قبال خدا مى پرستند، مملوك است و هيچ كاره. پس، فقط خداوند سبحان ربّ و خداوندگار است نه غير او. بعضى گفته اند: حمد در اين آيه، شكر و سپاسگزارى از خداوند است در برابر نعمتهاى او. بعضى گفته اند حمد و ستايشى است بر كمال و نيرومندى برهان و دليل. به قولى هم، تلقينى است به بندگان و معنايش اين است كه گفتند: سپاس و ستايش خدا را كه ما را به توحيد رهنمون شد و به شكر نعمتهايش هدايت كرد. اين وجوه اهميت چندانى ندارند.
جمله: «بلكه بيشتر آنها نمى دانند»، يعنى بيشتر مشركان نمى دانند كه هر چه نعمت است، از آنِ خداست و ديگران مالك چيزى از آن نيستند و هيچ كاره اند. امّا مشركان براى معبودان و سرپرستان خود اندكى از مالكيت و قدرت، بر سبيل تفويض و وا گذارى، قائلند و لذا از روى طمع و ترس آنها را بندگى و پرستش مى كنند. اين وضعيّتِ بيشتر مشركان است اما اقلّيت خواصّ آنها، حقيقت را مى دانند، ليكن از روى سركشى و عناد از آن روى مى گردانند.
از آنچه گفتيم، روشن شد كه اين مَثَل درباره خداوند سبحان و كسى است كه مشركان او را در ربوبيّت شريك خدا مى دانند. بعضى گفته اند كه اين مثل وصف الحال كافرِ رها شده به حال خود و مؤمن موفّق و حمايت شده از جانب خداست؛ زيرا كافر، به خاطر تباه شدن عملش و اعتنا نشدن به اعمال او از سوى خداوند، مانند بنده زرخريدى است كه هيچ اختيار و اراده اى از خود ندارد و لذا هر چه هم انفاق كند كارش احسان به شمار نمى آيد. برخلاف مؤمن كه خداوند او را در راه جلب خشنودى خود توفيق داده و از كوششهايش قدردانى مى كند. چنين مؤمنى از اموال و دارايى هاى خود آشكار و نهان انفاق مى كند.
اشكال وارد بر اين نظر آن است كه با سياق احتجاج آيات، هماهنگى و سازگارى ندارد. قبلاً گفتيم كه اين آيه يكى از سه آيه متوالى اى است كه به موضوع بر شمردن نعمتهاى الهى مى پردازند و اين آيه، با آوردن مَثَلى كه در آن وضعيت كسى را كه از هر نعمتى برخوردار است، با وضعيت كسى كه هيچ ندارد و قادر به هيچ چيز نيست، توحيد را يادآور مى شود و نتيجه مى گيرد كه سرور و خداوندگار همان نعمت دهنده است و بس.
درباره جمله «و ضرب اللّه مثلاً رجلين احدهما ابكم ......... »، در مجمع مى گويد: «اَبْكَم» كسى است كه گنگ متولّد مى شود و قادر به تفهيم و تفهّم نيست. به قولى: ابكم كسى است كه نمى تواند صحبت كند. «كَلّ» به معناى سنگينى است. گفته مى شود: كَلَّ عن الامر، يكلّ كلاًّ: يعنى كار بر او سنگين شد و به آن اقدام نكرد. كلّت السكّين كلولاً: يعنى تيغه كارد كُند شد. كلَّ لسانه: زبانش كُند شد و تند و تيز سخن نگفت. بنا بر اين، معناى اصلى «كَلّ» كُندى اى است كه مانع نفوذ مى شود. «توجيه»، به معناى فرستادن به سمتى از راه است. گفته مى شود: وجّهته الى موضع كذا فتوجّه اليه [يعنى او را به سمت فلان جا روانه كردم و او به آن سمت روانه شد]. پايان گفتار مجمع البيان.
جمله: «ضرب اللّه مثلاً رجلين» مقايسه ديگرى است ميان دو شخصيت فرضى كه اوصاف مذكور آنها در مقابل يكديگر قرار دارند.
جمله «احدهما ابكم لا يقدر على شى ء»، يعنى از فهميدن سخن و فهماندن آن به ديگرى به وسيله زبان، محروم مى باشد؛ زيرا گنگ است و قدرت شنيدن و سخن گفتن را ندارد. او فاقد كليه فعليّت ها و مزايايى است كه انسان از طريق گوش كسب مى كند. گوش از همه اعضاى حسّى ديگر دامنه اش وسيع تر است. به وسيله گوش است كه انسان مى تواند به اخبار گذشتگان و حوادث دور از دسترس چشم و آنچه در ضمير و درون مردم مى باشد و علوم و فنون، علم پيدا كند. به وسيله گوش است كه مى تواند معانى بزرگ و ظريف را به ديگران القا كند، حال آن كه شخص گنگ قادر به درك چيزى از اين امور نيست مگر مقدار بسيار اندكى كه به كمك چشم و اشاره دريافت مى كند.
جمله «لا يقدر على شى ء» عموميت آن با «ابكم ـ گنگ» تخصيص زده شده است و معنايش اين است كه شخص گنگ، برخلاف شخص غير گنگ، قادر به درك و دريافت معلومات و تفهيم آنها نمى باشد. جمله «و هو كلٌّ على مولاه»، يعنى سر بار و نانخور كسى است كه سرپرست و متولّى امور اوست؛ زيرا خودش نمى تواند كارهايش را اداره كند. جمله «اينما يوجّهه لا يأت بخير»، يعنى اگر آقا و سرپرستش او را براى انجام كارهاى خودش، يا آقايش بفرستد قادر به انجام آنها نيست و لذا همان طور كه براى خودش كارى نمى تواند انجام دهد براى ديگرى هم كارى از دستش بر نمى آيد و سودى نمى رساند. پس جمله «احدهما ابكم لا يقدر على شى ء ......... » مثل يكى از دو شخص است كه خداوند سبحان مثل ديگرى را ذكر نكرده است. چون از جمله «هل يستوى هو و من يأمر بالعدل ......... » معلوم مى شود. در اين بيان ايجاز لطيفى وجود دارد.
جمله «هل يستوى هو و من يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم»، اشاره اى است به صفت شخص فرضى دوم و سؤال از يكسان يا نا يكسان بودن اين دو، هرگاه با هم مقايسه شوند.
اما آن صفت؛ خداوند اوج خوبى و كمال را كه شخص غير گنگ مى تواند كسب كند و هم خود بدان آراسته شود و هم به ديگران سرايت دهد، يعنى عدل را درباره شخص فرضى دوم ذكر كرده است.
عدل عبارت است از رعايت حدّ وسط و اعتدال در اعمال و رفتار و دورى كردن از افراط و تفريط. امر كردن به عدل، هرگاه حقيقت آن رعايت شود، لازمه اش اين است كه صلاح و پاكى در جان انسان جاى گيرد و سپس اعمال و كردار او را تحت پوشش قرار مى دهد و لذا در كارهايش جنبه اعتدال و ميانه روى را رعايت مى كند و دوست دارد كه اين خصلت به اعمال و رفتار ديگران نيز سرايت كند و از اين رو آنها را به عدل فرا مى خواند و عدل ـ همان گونه كه گفتيم ـ به معناى مطلق اجتناب از افراط و تفريط است. به عبارت ديگر، عمل صالح و كار شايسته، اعم از عدالت و دادگرى با مردم مى باشد.
خداوند، سپس به بيان صفت ديگر اين شخص مى پردازد و مى فرمايد: «و هو على صراط مستقيم». صراط مستقيم به معناى راه راست و روشنى است كه پويندگان خود را بدون انحراف و كجروى به هدفشان مى رساند. انسانى كه در مسير زندگى خود راه راست را مى پيمايد اعمال و كردارش بر اساس فطرت انسانى سر مى زند و دچار تناقض اعمال نمى شود و يا از آنچه كه آن را حق مى داند تخلّف نمى ورزد. به طور كلى در اعمال و رفتارش تخلّف [از حق] و تناقض و اختلاف وجود ندارد.
توصيفِ اين مردِ فرضى فرا خواننده به عدل و اعتدال، با صفتِ بودن در راه راست، مفيد دو نكته است، اول: اين كه امر كردن او به عدل، از آن نوع امر كردن هايى نيست كه بعضى از مردم به نيكى دستور مى دهند، اما خودشان عمل نمى كنند، بلكه او در احوال و اعمالِ خود مستقيم (درست) است و همان طور كه به عدل دستور مى دهد خودش هم به آن عمل مى كند. دوم: اين كه امر كردن او به عدل بى پايه و اساس نيست، بلكه او در درون خود بر صراط مستقيم است و لازمه اش اين است كه عدل را براى ديگران هم دوست دارد. لذا به مردم دستور مى دهد كه وسط راه را بگيرند و از دو جانب افراط و تفريط دورى كنند.
و امّا سؤالى كه در آيه «هل يستوى هو و من يأمر بالعدل ......... »، هست سؤالى است كه پاسخ آن بدون شك منفى مى باشد. و بدين سان ثابت مى شود كه بت ها و صنم هايى كه مشركان به جاى خدا مى پرستند و فاقد هر گونه قدرتى مى باشند و نه مى توانند خودشان را هدايت كنند و نه ديگرى را، با خداوند متعال كه هم خود بر صراط مستقيم است و هم با ارسال رسولان و آوردن اديان و قوانين آسمانى ديگرى را به راه راست هدايت مى كند، يكسان نيستند.
از اين جا معلوم مى شود كه مَثَلِ آورده شده در اين آيه، متناظر با معناى اين آيه است: «آيا كسى كه به سوى حق رهبرى مى كند سزاوارتر است مورد پيروى قرار گيرد يا كسى كه راه نمى نمايد مگر آن كه [خود ]هدايت شود؟ شما را چه شده، چگونه داورى مى كنيد؟» پس، خداوند سبحان در صفات و افعالش بر صراط مستقيم است و از مستقيم بودن راه اوست كه براى آفريدگان خود اهدافى قرار داده كه به سوى آنها حركت مى كنند. بنا بر اين، آفرينش باطل و بيهوده نيست؛ چنان كه خود فرموده است: «و ما آسمان ها و زمين و آنچه را كه ميان آنهاست باطل نيافريده ايم». همچنين از مستقيم بودن راه اوست كه همه موجودات را به سوى غايت و هدفى كه براى آن، آنها را آفريده رهبرى مى كند؛ چنان كه فرموده است: «كسى كه هر چيزى را خلقتى را كه در خور اوست داده، سپس آن را هدايت فرموده است». لذا انسان را به سوى راهى راست رهبرى مى كند؛ چنان كه مى فرمايد: «و نمودن راه راست بر عهده خداست» و نيز مى فرمايد: «ما راه را به او نشان مى دهيم».
اين، اصلِ دليل بر نبوّت و تشريع است كه بحث كامل آن در مباحث نبوّت در جلد دوم و در داستان نوح، در جلد دهم اين كتاب، گذشت.
نتيجه اين كه غرض از مَثَلِ آورده شده در اين آيه، اقامه برهان و دليل بر توحيد است با اشاره اى به نبوّت و تشريع.
بعضى گفته اند: اين مَثَل درباره كسى زده شده است كه اميد خير از او مى رود و كسى كه اميدى به خيرش نيست. در صورتى كه ريشه هر گونه خير و خوبى، خداوند متعال است چگونه مى تواند عبادت او و غير او يكسان باشد؟
اشكال وارد بر اين گفته آن است كه اين مورد، اخصّ از چيزى است كه گفته شده است؛ زيرا اين مَثَل درباره كسى آورده شده كه خودش خوب و صالح است و به عدل هم فرمان مى دهد و چنين چيزى شأن خداوند متعال است نه غير او. با اين حال، مشركان نه تنها خدا و غير او را يكسان عبادت نمى كنند، بلكه خدا را رها مى كنند و غير او را مى پرستند.
بعضى هم گفته اند: اين مَثَل درباره مؤمن و كافر زده شده است. شخص گنگ همان كافر است و آن كه به عدل فرمان مى دهد همان مؤمن.
اما بايد گفت كه: صحّت انطباق آيه بر مؤمن و كافر و بلكه بر هر كسى كه به عدل فرمان مى دهد و كسى كه از اين كار خوددارى مى ورزد، چيزى است و مدلول آيه از جهت قرار گرفتن آن در سياقِ برشمردن نعمت ها و دليل آوردن براى توحيد و ديگر اصول مبتنى بر آن، چيز ديگر . با توجه به اين جهت، آنچه آيه مفيد آن مى باشد اين است كه مورد مَثَل، خداوند سبحان است و آنچه به جاى او مى پرستند، همين و بس.

1.الكافي : ۲/۳۹۶/۵.

2.غرر الحكم : ۹۸۷۸.

3.الميزان في تفسير القرآن : ۱/۵۵.

4.الأنبياء : ۲۲.

5.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷/۲۵۸.

6.يونس : ۳۵.

7.ص : ۲۷ .

8.طه : ۵۰.

9.النحل : ۹.

10.الدهر : ۳.

11.الميزان في تفسير القرآن : ۱۲/۲۹۹.


ميزان الحكمه ج 10
368

أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَ رَعْدٌ وَ بَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَ اللّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ» . ۱

مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلَى هؤُلاَءِ وَ لا إِلَى هؤُلاَءِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاًَ» . ۲

الحديث :

۱۸۵۷۸.رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله :مَثَلُ المؤمنِ و المُنافِقِ و الكافِرِ كمَثَلِ رَهطٍ ثَلاثةٍ وَقَعوا إلى نَهرٍ ، فوَقَعَ المؤمنُ فقَطعَ ، ثُمّ وَقَعَ المُنافِقُ حتّى إذا كادَ أن يَصِلَ إلَى المؤمنِ ناداهُ الكافِرُ أنْ هَلُمَّ إلَيَّ فإنِّي أخشى علَيكَ ، و ناداهُ المؤمنُ أنْ هَلُمَّ إلَيّ فإنّ عِندي و عِندي يحظى لَهُ ما عِندَهُ . فما زالَ المُنافقُ يَتَردّدُ بَينَهُما حتّى أتى عَليهِ أذىً فغَرّقَهُ ، و إنّ المُنافقَ لَم يَزَلْ في شَكٍّ و شُبهَةٍ حتّى أتى علَيهِ المَوتُ و هُو كَذلكَ . ۳

۱۸۵۷۹.عنه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ المُنافقِ كمَثَلِ الشّاةِ العائرَةِ بَينَ الغَنَمَينِ ، تَعِيرُ إلى هذهِ مَرّةً و إلى هذهِ مَرّةً لا تَدري أَيُّهما تَتبَعُ . ۴

«يا چون [كسانى كه در معرض] رگبارى از آسمان ـ كه در آن تاريكى ها و رعد و برقى است ـ [قرار گرفته اند]، از [نهيب ]آذرخش [و] بيم مرگ، سرانگشتان خود را در گوشهايشان نهند، ولى خدا بر كافران احاطه دارد».

«ميان آن [دو گروه] دو دلند؛ نه با اينانند و نه با آنان. و هر كه را خدا گمراه كند، هرگز راهى براى نجات او نخواهى يافت».

حديث:

۱۸۵۷۸.پيامبر خدا صلى الله عليه و آله :حكايت مؤمن و منافق و كافر، حكايت يك گروه سه نفرى است كه به سوى رودخانه اى مى روند. ابتدا مؤمن وارد رودخانه مى شود و از آن مى گذرد. سپس منافق وارد مى شود و چيزى نمانده كه خودش را به مؤمن برساند امّا كافر صدايش مى زند: به سوى من بيا؛ زيرا براى تو نگرانم و مؤمن صدا مى زند كه: به سوى من بيا؛ زيرا نزد من بهره مند خواهى بود. منافق پيوسته ميان آن دو تردّد مى كند تا آن كه بالاخره گزندى به او مى رسد و غرقش مى كند. آرى منافق پيوسته در شك و شبهه به سر مى برد تا آن كه مرگش فرا مى رسد. او چنين حالتى دارد.

۱۸۵۷۹.پيامبر خدا صلى الله عليه و آله :حكايت منافق، حكايت گوسفندى است كه ميان دو رمه گوسفند سرگردان است؛ گاه به طرف اين رمه مى رود و گاه به طرف آن رمه و نمى داند دنبال كدام يك برود.

1.البقرة : ۱۹.

2.النساء : ۱۴۳.

3.كنز العمّال : ۸۶۹.

4.كنز العمّال : ۸۵۲.

  • نام منبع :
    ميزان الحكمه ج 10
    سایر پدیدآورندگان :
    شیخی، حمید رضا
    تعداد جلد :
    14
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    هفتم
تعداد بازدید : 283531
صفحه از 572
پرینت  ارسال به