527
ميزان الحكمه ج 11

ميزان الحكمه ج 11
526

3 ـ ما الذي قاله عيسى عليه السلام ؟ و ما الذي قيل فيه ؟

ذكر القرآن أنّ عيسى كان عبدا رسولاً ، و أنّه لم يدّع لنفسه ما نسبوه إليه ، و لا تكلّم معهم إلاّ بالرسالة ؛ كما قال تعالى : «و إذْ قالَ اللّهُ يا عيسى ابنَ مَرْيمَ أ أنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اتَّخِذوني و اُمِّي إلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يكونُ لِي أنْ أقولَ ما لَيسَ لِي بِحَقٍّ إنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما في نَفْسِي و لا أعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إنَّكَ أنْتَ عَلاّمُ الغُيوبِ * ما قُلْتُ لَهُمْ إلاّ ما أمَرْتَنِي بهِ أنِ اعْبُدوا اللّهَ رَبِّي و رَبَّكُم و كُنْتُ علَيهِم شَهيدا ما دُمْتُ فيهِم فلَمّا تَوَفَّيْتَني كُنْتَ أنْتَ الرَّقيبَ علَيْهِم و أنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهيدٌ * إنْ تُعَذِّبْهُم فإنَّهُمْ عِبادُكَ و إنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فإنّكَ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ * قالَ اللّهُ هذا يَومُ يَنْفَعُ الصّادِقينَ صِدْقُهُم» . ۱
و هذا الكلام العجيب الذي يشتمل من العبوديّة على عصارتها ، و يتضمّن من بارع الأدب على مجامعه ، يُفصح عمّا كان يراه عيسَى المسيح عليه السلام من موقفه نفسه تلقاء ربوبيّة ربّه ، و تجاه الناس و أعمالهم ؛ فذكر أنّه كان يرى نفسه بالنسبة إلى ربّه عبدا لا شأن له إلاّ الامتثال ، لا يرد إلاّ عن أمر ، و لا يصدر إلاّ عن أمر ، و لم يؤمر إلاّ بالدعوة إلى عبادة اللّه وحده ، و لم يقل لهم إلاّ ما اُمر به : أنِ اعبدوا اللّه ربّي و ربّكم .
و لم يكن له من الناس إلاّ تحمّل الشهادة على أعمالهم فحسب ، و أ مّا ما يفعله اللّه فيهم و بهم يوم يرجعون إليه فلا شأن له في ذلك ؛ غفر أو عذّب .
فإن قلت : فما معنى ما تقدّم في الكلام علَى الشفاعة : أنّ عيسى عليه السلام من الشفعاء يوم القيامة يشفع فيشفّع ؟
قلت : القرآن صريح أو كالصريح في ذلك ، قال تعالى : «و لا يَمْلِكُ الّذينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفاعَةَ إلاّ مَنْ شَهِدَ بالحَقِّ و هُمْ يَعْلَمونَ»۲ ، و قد قال تعالى فيه : «و يَوْمَ القِيامَةِ يَكونُ علَيْهِم شَهيدا»۳ ، و قال تعالى : «و إذْ عَلَّمْتُكَ الكِتابَ و الحِكْمَةَ و التَّوراةَ و الإنْجيلَ» . ۴ و قد تقدّم إشباع الكلام في معنَى الشفاعة ، و هذا غير التّفدية التي يقول بها النّصارى ، و هي إبطال الجزاء بالفدية و العوض ؛ فإنّها تبطل السلطنة المطلقة الإلهيّة على ما سيجيء من بيانه ، و الآية إنّما تنفي ذلك . و أمّا الشفاعة فالآية غير متعرّضة لأمرها لا إثباتا و لا نفيا ؛ فإنّها لو كانت بصدد إثباتها ـ على منافاته للمقام ۵ ـ لكان حقّ الكلام أن يقال : و إن تغفر لهم فإنّك أنت الغفور الرحيم ، و لو كانت بصدد نفيها لم يكن لذكر الشهادة علَى الناس وجه ، و هذا إجمال ما سيأتي في تفسير الآيات تفصيله إن شاء اللّه تعالى .
و أمّا ما قاله الناس في عيسى عليه السلام ، فإنّهم و إن تشتّتوا في مذاهبهم بعده و اختلفوا في مسالكهم بما ربّما جاوز السبعين من حيث كلّيّات ما اختلفوا فيه ، و جزئيّات المذاهب و الآراء كثيرة جدّا ، لكنّ القرآن إنّما يهتمّ بما قالوا به في أمر عيسى نفسه و اُمّه ؛ لمساسه بأساس التوحيد الذي هو الغرض الوحيد فيما يدعو إليه القرآن الكريم و الدين الفطريّ القويم ، و أمّا بعض الجزئيّات ـ كمسألة التحريف ، و مسألة التفدية ـ فلم يهتمّ به ذاك الاهتمام .
و الذي حكاه القرآن الكريم عنهم أو نسبه إليهم ما في قوله تعالى : «و قالَتِ النَّصارى المَسيحُ ابْنُ اللّهِ»۶ و ما في معناه كقوله تعالى : «و قالوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ ولَدا سُبْحانَهُ»۷ ، و ما في قوله تعالى : «لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قالوا إنَّ اللّهَ هُوَ المَسيحُ ابْنُ مَرْيَمَ»۸ ، و ما في قوله تعالى : «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إنّ اللّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ»۹ ، و ما في قوله تعالى : «و لا تَقولوا ثَلاثَةٌ» . ۱۰
و هذه الآيات و إن اشتملت بظاهرها على كلمات مختلفة ذوات مضامين و معان متفاوتة ـ و لذلك ربّما حُمِلت ۱۱ على اختلاف المذاهب في ذلك كمذهب الملكانيّة القائلين بالبنوّة الحقيقية ، و النسطوريّة القائلين بأنّ النزول و البنوّة من قبيل إشراق النور على جسم شفّاف كالبلّور ، و اليعقوبيّة القائلين بأنّه من الانقلاب ، و قد انقلب الإله سبحانه لحما و دما ـ لكنّ الظاهر أنّ القرآن لا يهتمّ بخصوصيّات مذاهبهم المختلفة ، و إنّما يهتمّ بكلمة واحدة مشتركة بينهم جميعا و هو البنوّة ، و أنّ المسيح من سنخ الإله سبحانه ، و ما يتفرّع عليه من حديث التثليث و إن اختلفوا في تفسيرها اختلافا كثيرا ، و تعرّقوا في المشاجرة و النزاع ، و الدليل على ذلك وحدة الاحتجاج الوارد عليهم في القرآن لسانا .
بيان ذلك : أنّ التوراة و الأناجيل الحاضرة جميعا تصرّح بتوحيد الإله تعالى من جانب ، و الإنجيل يصرّح بالبنوّة من جانب آخر ، و صرّح بأنّ الابن هو الأب لا غير .
و لم يحملوا البنوّة الموجودة فيه علَى التشريف و التبريك ، مع ما في موارد منه من التصريح بذلك كقوله : «و أنا أقول لكم : أحِبّوا أعداءكم ، و باركوا على لاعنيكم ، و أحسنوا إلى من أبغضكم ، و صلوا على من يطردكم و يعسفكم ؛ كيما تكونوا بني أبيكم الذي في السماوات ؛ لأنّه المُشرق شمسَه علَى الأخيار و الأشرار ، و المُمطر علَى الصدّيقين و الظالمين ، و إذا أحببتم من يحبّكم فأيّ أجر لكم ؟ أ ليس العشّارون يفعلون كذلك ؟ ! و إن سلّمتم على إخوتكم فقط فأيّ فضل لكم ؟ أ ليس كذلك يفعل الوثنيّون ؟! كونوا كاملين مثل أبيكم السماويّ فهو كامل» آخر الإصحاح الخامس من إنجيل مَتّى . ۱۲
و قوله أيضا : «فليضئ نوركم قُدّام الناس ليروا أعمالكم الحسنة ، و يمجّدوا أباكم الذي في السماوات» إنجيل متّى ، الإصحاح الخامس .
و قوله أيضا : «لا تصنعوا جميع مراحمكم قدّام الناس كي يروكم ، فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات» . و قوله أيضا في الصلاة : «و هكذا تصلّون أنتم ، يا أبانا الذي في السماوات يتقدّس اسمك ......... إلخ». و قوله أيضا : «فإن غفرتم للناس خطاياهم غفر لكم أبوكم السماييّ خطاياكم» ، كلّ ذلك في الإصحاح السادس من إنجيل مَتّى .
و قوله : «و كونوا رُحَماء مثل أبيكم الرحيم» إنجيل لوقا ، الاصحاح السادس .
و قوله لمريم المَجدَليّة : «امضي إلى إخوتي و قولي لهم : إنّي صاعد إلى أبي الذي هو أبوكم ، و إلهي الذي هو إلهكم» إنجيل يوحنّا ، الإصحاح العشرون .
فهذه و أمثالها من فقرات الأناجيل تطلق لفظ الأب علَى اللّه تعالى و تقدّس ، بالنسبة إلى عيسى و غيره جميعا ، كما ترى بعناية التشريف و نحوه .
و إن كان ما في بعض الموارد منها يعطي أنّ هذه البنوّة و الاُبوّة نوع من الاستكمال المؤدّي إلَى الاتّحاد كقوله : «تكلّم اليسوع بهذا و رفع عينيه إلَى السماء ، فقال : يا أبة قد حضرت الساعة ، فمجّد ابنك ليمجّدك ابنك» . ثمّ ذكر دعاءه لرسله من تلامذته ، ثمّ قال : «و لست أسأل في هؤلاء فقط ، بل و في الذين يؤمنون بي بقولهم ليكونوا بأجمعهم واحدا ، كما أنّك يا أبتِ ثابت فيَّ و أنا أيضا فيك ليكونوا أيضا فينا واحدا ، ليؤمن العالم أنّك أرسلتني و أنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني؛ ليكونوا واحدا كما نحن واحد أنا فيهم و أنت فيَّ ، و يكونوا كاملين لواحد لكي يعلم العالم أنّك أرسلتني و أنّني أحببتهم كما أحببتني» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح السابع عشر .
لكن وقع فيها أقاويل يتأبّى ظواهرها عن تأويلها إلَى التشريف و نحوه كقوله : «قال له توما : يا سيّد ، ما نعلم أين تذهب ، و كيف نقدر أن نعرف الطريق ؟ قال له يسوع : أنا هو الطريق و الحقّ و الحياة ، لا يأتي أحد إلى أبي إلاّ بي ، لو كنتم تعرفونني لعرفتم أبي أيضا ، و من الآن تعرفونه و قد رأيتموه أيضا ، قال له فيلبس : يا سيّد ، أرِنا الأب و حسبنا . قال له يسوع : أنا معكم كلّ هذا الزمان و لم تعرفني يا فيلبس ؟! من رآني فقد رأى الأب ، فكيف تقول أنت : أرنا الأب ؟ أ ما تؤمن أنّي في أبي و أبي فيَّ ؟! و هذا الكلام الذي أقوله لكم ليس هو من ذاتي وحدي ، بل أبي الحالّ فيَّ هو يفعل هذه الأفعال ، آمِنوا بي ، أنا في أبي و أبي فيَّ» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح الرابع عشر .
و قوله : «لكنّي خرجت من اللّه و جئت ، و لم آتِ من عندي بل هو أرسلني» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح الثامن . و قوله : «أنا و أبي واحد نحن» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح العاشر .
و قوله لتلامذته : «اذهبوا و تلمذوا كلّ الاُمم و عمّدوهم ۱۳ باسم الأب و الابن و روح القدس» إنجيل متّى ، الاصحاح الثامن و العشرون .
و قوله : «في البدء كان الكلمة ، و الكلمة كان عند اللّه ، و اللّه كان الكلمة منذ البدء ، كان هذا عند اللّه ، كلّ به كان ، و بغيره لم يكن شيء ممّا كان ، به كانت الحياة ، و الحياة كانت نور الناس» إنجيل يوحنّا ، الاصحاح الأوّل .
فهذه الكلمات و ما يماثلها ممّا وقع في الإنجيل هي التي دعت النصارى إلَى القول بالتثليث في الوحدة .
و المراد به حفظ «أنّ المسيح ابن اللّه » مع التحفّظ علَى التوحيد الذي نصّ عليه المسيح في تعليمه كما في قوله : «إنّ أوّل كلّ الوصايا : اسمع يا إسرائيل ! الربّ إلهك إله واحد هو» إنجيل مرقس ، الاصحاح الثاني عشر .
و محصّل ما قالوا به ـ و إن كان لا يرجع إلى محصّل معقول ـ : أنّ الذات جوهر واحد له أقانيم ثلاث ، و المراد بالاُقْنوم هو الصفة التي هي نحو ظهور الشيء و بروزه و تجلّيه لغيره ، و ليست الصفة غير الموصوف ، و الأقانيم الثلاث هي : اُقنوم الوجود ، و اُقنوم العلم و هو الكلمة ، و اُقنوم الحياة و هو الروح .
و هذه الأقانيم الثلاث هي : الأب و الابن و الروح القدس : و الأوّل اُقنوم الوجود ، و الثاني اُقنوم العلم و الكلمة ، و الثالث اُقنوم الحياة ؛ فالابن ـ و هو الكلمة و اُقنوم العلم ـ نزل من عند أبيه و هو اُقنوم الوجود بمصاحبة روح القدس و هو اُقنوم الحياة التي بها يستنير الأشياء .
ثمّ اختلفوا في تفسير هذا الإجمال اختلافا عظيما أوجب تشتّتهم و انشعابهم شعبا و مذاهب كثيرة تجاوز السبعين ، و سيأتيك نبأها على قدر ما يلائم حال هذا الكتاب . إذا تأمّلت ما قدّمناه عرفت : أنّ ما يحكيه القرآن عنهم ، أو ينسبه إليهم ـ بقوله : «و قالَتِ النَّصارى المَسيحُ ابنُ اللّهِ ......... » الآية و قوله : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إنّ اللّهَ هُوَ المَسيحُ ابنُ مَرْيَمَ ......... »و قوله : «لَقَدْ كفَر الَّذِينَ قالُوا إنَّ اللّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ ......... » و قوله : «و لا تَقُولوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا ......... » ـ كلّ ذلك يرجع إلى معنىً واحد و هو تثليث الوحدة ، هو المشترك بين جميع المذاهب المستحدثة في النصرانيّة ، و هو الذي قدّمناه في معنى تثليث الوحدة . و إنّما اقتصر فيه على هذا المعنَى المشترك ؛ لأنّ الذي يرد على أقوالهم في خصوص المسيح عليه السلام ـ على كثرتها و تشتّتها ممّا يحتجّ به القرآن ـ أمر واحد يرد على وتيرة واحدة ، كما سيتّضح . ۱۴

3 ـ عيسى عليه السلام خود چه گفته است؟ و درباره او چه گفته اند؟

قرآن يادآور مى شود كه عيسى بنده خدا و فرستاده اوست و آن حضرت آنچه را كه به او نسبت داده اند براى خود ادعا نكرده است و به مردم غير از رسالت خود چيزى نفرموده است. خداى متعال مى فرمايد : «آن گاه كه خدا گفت : اى عيسى پسر مريم! آيا تو به مردم گفتى : من و مادرم را به جاى خداوند به خدايى بگيريد؟ گفت :منزهى تو، مرا نزيبد كه چيزى را كه حق من نيست بگويم. اگر آن را گفته بودم، قطعاً آن را مى دانستى. آنچه در نفْسِ من است تو مى دانى و آنچه در ذات توست من نمى دانم. چرا كه تو داناى رازهاى نهانى. جز آنچه را به من فرمان دادى، چيزى به آنان نگفتم. [گفته ام] كه خدا، پروردگار من و پروردگار خود را عبادت كنيد و تا وقتى در ميانشان بودم بر آنان گواه بودم. پس چون روح مرا گرفتى، تو خود بر آنان نگهبان بودى و تو بر هر چيز گواهى. اگر عذابشان كنى آنان بندگان تو هستند و اگر ايشان را ببخشايى تو خود توانا و حكيمى. خدا گفت : اين روزى است كه راستگويان را راستى شان سود بخشد».
اين كلام شگفت آور كه شامل عصاره عبوديت است و در اوج ادب جاى دارد، از يك طرف موضع آن حضرت را در برابر ربوبيت پروردگارش نشان مى دهد و از طرف ديگر گوياى موضع او در برابر مردم و اعمال آنهاست؛ زيرا مى فرمايد كه او خودش را در قبال پروردگارش بنده اى مى دانست كه كارى جز امتثال امر ندارد ، و به هيچ كارى دست نيازد و از هيچ كارى دست برندارد مگر به فرمان خدا و مأموريتى جز دعوت به عبادت خداى يگانه ندارد و به مردم تنها آن مى گويد كه بدان فرمان داده شده است : خدا را كه پروردگار من و پروردگار شماست عبادت كنيد.
نسبت به مردم نيز جز گواه بودن بر اعمال و كردار ايشان وظيفه اى ندارد و امّا اينكه خداوند فرداى قيامت با مردم چه خواهد كرد، مى آمرزد يا عذاب مى كند، او هيچ دخالتى در اين زمينه ندارد. ممكن است بگوييد : اگر چنين است، پس موضوع شفاعت كه در مباحث گذشته بيان داشتيد و گفتيد : عيسى عليه السلام در روز قيامت يكى از شفاعتگران است و شفاعت مى كند و شفاعتش هم پذيرفته مى شود، چه معنا دارد؟
جواب اين است كه قرآن به اين مطلب صراحتا يا نزديك به صراحت پاسخ داده است. مى فرمايد : «و كسانى كه غير خدا را مى خوانند، اختيار شفاعت ندارند و شفاعت كردن تنها براى كسانى است كه آگاهانه به حق گواهى داده باشند». و درباره آن حضرت مى فرمايد : «روز قيامت، بر اعمال آنان گواه است». نيز مى فرمايد : «و آن گاه كه تو را كتاب و حكمت و تورات و انجيل آموختيم». ما قبلاً درباره شفاعت به طور كامل بحث كرديم و شفاعت غير از موضوع فدا كردن است كه مسيحيان بدان اعتقاد دارند و در حقيقت باطل ساختن مسأله جزا و پاداش با فديه و عوض دادن است؛ زيرا، چنان كه توضيح خواهيم داد، مسأله فدا موجب ابطال سلطنت و حاكميت مطلقه الهى است و آيه شريفه اين مطلب را نفى مى كند. امّا متعرّض مسأله شفاعت، نفياً و اثباتاً، نشده است؛ زيرا اگر در صدد اثبات آن بود ـ با آنكه با مقام موضوع منافات دارد؛ زيرا مقام، مقام تذلّل و اظهار بندگى است نه خود ستايى و گستاخى ـ مى بايست بگويد «ان تغفر لهم فانّك انت الغفور الرحيم» و اگر در صدد نفى شفاعت بود، ذكر گواه بودن آن حضرت بر مردم وجهى نداشت. اين اجمالى بود از آنچه كه تفصيلش، به خواست خداى متعال، در تفسير اين آيات خواهد آمد.
و امّا آنچه مردم درباره عيسى عليه السلام گفته اند، آنان گر چه بعد از عيسى عليه السلام به مذاهب و فرقه هاى متعددى تقسيم شدند به طورى كه ممكن است، از نظر كليّات مورد اختلاف،از هفتاد گروه و فرقه هم متجاوز باشند و البته از حيث جزئيات مذاهب و عقايد بسيار بيشتر از اين مى باشند، ليكن قرآن در حقيقت به آنچه مسيحيان درباره خود عيسى و مادرش گفته اند اهتمام ورزيده است؛ زيرا آن سخنان با اساس توحيد، كه تنها هدفى است كه قرآن كريم و دين استوار فطرى به آن دعوت مى كنند، برخورد دارد. امّا به برخى مسائل جزئى، مانند مسأله تحريف و موضوع فديه دادن، اين اهتمام را نشان نداده است.
مطالبى را كه قرآن كريم از قول مسيحيان بازگو كرده يا به آنها نسبت داده بدين شرح است : «و نصارا گفتند : مسيح پسر خداست»، «و گفتند : خداى رحمان فرزندى اختيار كرده است»، «هر آينه كافر شدند كسانى كه گفتند : خدا همان مسيح پسر مريم است» و «هر آينه كافر شدند كسانى كه گفتند : خدا يكى از سه [شخص يا سه اقنوم] است» و «و نگوييد [خدا] سه گانه است». اين آيات گر چه به ظاهر شامل سخنان گوناگونِ داراى مضامين و معانى متفاوت است و از اين رو بعضاً حمل بر اختلاف مذاهب در اين زمينه شده اند ۱۵ ، مانند پيروان مذهب «ملكانى» كه قائل به فرزندى حقيقى عيسى براى خدا هستند و پيروان مذهب «نسطورى» كه معتقدند نزول و فرزندى [عيسى ]از قبيل تابيدن نور به جسمى شفاف، مانند بلور مى باشد و پيروان مذهب «يعقوبى» كه اعتقاد دارند مسأله فرزندى [عيسى ]نوعى انقلاب و دگرگونى است و خداى سبحان به گوشت و خون دگرگون شده و به صورت بشر[ى به نام عيسى] جلوه كرده است.
امّا ظاهر آن است كه قرآن به ويژگى هاى مذاهب گوناگون اهتمامى ندارد، بلكه تنها به يك موضوع مشترك ميان همه آنان عنايت دارد و آن، موضوع فرزندِ خدا دانستن عيسى است و اينكه او از سنخ خداوند سبحان است و آنچه كه از اين موضوع متفرع مى شود يعنى تثليث؛ گو اينكه در تفسير اين موضوع ميان مسيحيان اختلاف زيادى است و آنان بحث و مشاجرات ريشه دارى را برانگيخته اند. دليل بر اين گفته ما، زبان يكدست و يكپارچه اى است كه قرآن در احتجاج بر ضد نصارا به كاربرده است.
توضيح اينكه تورات و اناجيل كنونى، از طرفى تصريح به يگانگى خداوند مى كنند، از طرف ديگر انجيل به فرزندِ خدا بودن عيسى تصريح مى كند و از سوى ديگر صراحتا مى گويد كه «ابن» همان «اب» است نه غير او.
مسيحيان موضوع فرزندى در انجيل را حمل بر تشريف و تبرك نكرده اند، در صورتى كه در جاهايى از آن به اين امر تصريح شده است. مثلاً مى گويد : «اما من به شما مى گويم كه دشمنان خود را محبّت نماييد و براى لعن كنندگان خود بركت بطلبيد و به آنانى كه از شما نفرت دارند احسان كنيد و به هر كه به شما فحش دهد و جفا رساند دعاى خير كنيد. تا پدر خود را كه در آسمان است پسران شويد زيرا كه آفتابِ خود را بر بدان و نيكان طالع مى سازد و باران بر عادلان و ظالمان مى باراند. زيرا هر گاه آنانى را محبّت نماييد كه شما را محبت مى نمايند، چه اجر داريد؟ آيا باجگيران چنين نمى كنند؟ و هرگاه برادران خود را فقط سلام گوييد، چه فضيلت داريد؟ آيا بت پرستان (باجگيران) چنين نمى كنند؟ پس، شما كامل باشيد چنان كه پدر شما كه در آسمان است كامل است» (انجيل متّى آخر اصحاح پنجم) ۱۶ .
همچنين مى گويد : «بگذاريد نور شما بر مردم بتابد تا اعمال نيكوى شما را ديده پدر شما را كه در آسمان است تمجيد نمايند» (انجيل متّى، اصحاح پنجم).
نيز مى گويد : «زنهار همه مراحم [عدالت] خود را پيش مردم به جا مياوريد تا شما را ببينند و الاّ نزد پدر خود كه در آسمان است اجرى نداريد».
همچنين درباره دعا مى گويد : «پس شما به اين طور دعا كنيد : اى پدر ما كه در آسمانى! نام تو مقدّس باد ......... ».
نيز مى گويد : «زيرا هرگاه تقصيرات مردم را بديشان بيامرزيد، پدر آسمانى شما، شما را نيز خواهد آمرزيد». (تمام اين عبارات در باب ششم از انجيل متّى آمده است).
همچنين مى گويد : «پس رحيم باشيد چنان كه پدر شما نيز رحيم است» (انجيل لوقا، اصحاح ششم).
به مريم مَجدَليّه گفت : «نزد برادران من رفته به ايشان بگو كه نزد پدر خود و پدر شما و خداى خود و خداى شما مى روم» (انجيل يوحنّا، اصحاح بيستم).
همچنان كه ملاحظه مى كنيد، اين فقرات انجيل و امثال آنها عنوان پدر را به خداوند متعال، نسبت به عيسى و ديگران، از باب تشريف و تكريم اطلاق مى كند.
گو اينكه از بعضى جاهاى اناجيل به دست مى آيد كه اين فرزندى و پدرى نوعى تكامل است كه به اتحاد و يگانگى مى انجامد. مثلاً مى گويد : «عيسى اين را گفت و چشمان خود را به طرف آسمان بلند كرده گفت : اى پدر! ساعت رسيده است. پسر خود را جلال بده تا پسرت نيز تو را جلال دهد». آن گاه براى رسولان از شاگردان خود دعا كرد و سپس گفت : «و نه براى اين ها فقط سؤال مى كنم، بلكه براى آنها نيز كه به وسيله كلام ايشان به من ايمان خواهند آورد. تا همه يك گردند چنان كه تو اى پدر در من هستى و من در تو. تا ايشان نيز در ما يك باشند تا جهان ايمان آرد كه تو مرا فرستادى. و من جلالى را كه به من دادى به ايشان دادم تا يك باشند چنان كه ما يك هستيم. من در ايشان و تو در من تا در يكى كامل گردند و تا جهان بداند كه تو مرا فرستادى و ايشان را محبت نمودى، چنان كه مرا محبت نمودى» (انجيل يوحنّا،اصحاح هفدهم).
با اين حال، در اناجيل سخنانى آمده است كه ظاهر آنها قابل تأويل و توجيه به تشريف و تكريم نيست. مانند اين سخن : «توما به او گفت : اى آقا! نمى دانيم كجا مى روى، پس چگونه راه تو را توانيم دانست؟ عيسى بدو گفت : من راه و راستى و حيات تو هستم. هيچ كس نزد پدر جز به وسيله من نمى آيد. اگر مرا مى شناختيد، پدر مرا نيز مى شناختيد و بعد از اين او را مى شناسيد و او را ديده ايد. فيليپس به وى گفت : اى آقا! پدر را به ما نشان ده كه ما را كافى است. عيسى بدو گفت : اى فيليپس! در اين مدّت كه با شما بوده ام مرا نشناخته اى؟ كسى كه مرا ديد، پدر را ديده است. پس چگونه تو مى گويى پدر را به ما نشان ده؟ آيا باور نمى كنى كه من در پدر هستم و پدر در من است؟ سخن هايى كه من به شما مى گويم از خود نمى گويم، ليكن پدرى كه در من ساكن است او اين اعمال را مى كند. مرا تصديق كنيد كه من در پدر هستم و پدر در من است» (انجيل يوحنّا، اصحاح چهاردهم).
و مانند اين سخن : «ليكن من از جانب خدا صادر شده و آمده ام؛ زيرا كه من از پيش خود نيامده ام بلكه او مرا فرستاده است» (انجيل يوحنّا، اصحاح هشتم). و مانند اين جمله : «من و پدر يك هستيم» (انجيل يوحنّا، اصحاح دهم).
و مانند اين سخن او به شاگردانش : «پس، رفته همه امّت ها را شاگرد سازيد و ايشان را به اسم اب و ابن و روح القدس تعميد ۱۷ دهيد» (انجيل متّى، باب بيست و هشتم).
و مانند اين گفته انجيل : «در ابتدا كلمه بود و كلمه نزد خدا بود و كلمه خدا بود. همان در ابتدا نزد خدا بود. همه چيز به واسطه او آفريده شد و به غير از او چيزى از موجودات وجود نيافت. در او حيات بود و حيات نور انسان بود» (انجيل يوحنّا، اصحاح اول).
بارى، اين جملات و امثال اين ها كه در انجيل آمده، مسيحيان را وا داشته است كه به عقيده تثليث در وحدت روى آورند.
مراد از اين اعتقاد، حفظ عقيده «پسرِ خدا بودن عيسى» در عين حفظ توحيد است كه مسيح عليه السلام خود در تعليماتش به آن تصريح كرده است؛ مثلاً مى گويد : «اوّل همه احكام اين است كه : بشنو اى اسرائيل! خداوند خداى تو خداوند واحد است» (انجيل مرقس، اصحاح دوازدهم).
بارى، حاصل آنچه مسيحيان در اين باره گفته اند ـ گو اينكه حاصل و نتيجه معقولى ندارد ـ اين است كه ذات حق جوهر واحد و يگانه اى است كه داراى سه اُقنوم مى باشد و مراد از اُقنوم صفتى است كه همان نحوه ظهور و بروز و تجلّى شيئ براى غير خود مى باشد و صفت با موصوف مغاير نيست. اقانيم سه گانه عبارتند از : اُقنوم وجود، اُقنوم علم ، يعنى همان كلمه، و اُقنوم حيات يا همان روح.
اين اقنوم هاى سه گانه همان : پدر و پسر و روح القدس مى باشند كه پدر، اقنومِ وجود است و پسر، اقنومِ علم و كلمه و روح القدس، اقنومِ حيات. پسر كه همان كلمه و اقنوم علم باشد، از نزد پدرش، اقنوم وجود، به همراه روح القدس يعنى همان اقنوم حيات كه روشنى بخش اشياء است، فرود آمد.
مسيحيان درباره اين مطلب مختصر، اختلاف نظر زيادى پيدا كردند به طورى كه باعث شد به گروه ها و فرقه ها و مذاهب فراوانى كه از هفتاد فرقه هم تجاوز مى كند،پراكنده و تقسيم شوند و ما به زودى درباره اين فرقه ها و مذاهب، تا آنجا كه متناسب با اين كتاب باشد، توضيحاتى خواهيم داد.
اگر در مطالبى كه گفتيم تأمل كنيد، درمى يابيد كه آنچه قرآن از نصارا حكايت كرده يا به آنان نسبت مى دهد ـ مانند «و نصارا گفتند : مسيح پسر خداست ......... » و «هر آينه كافر شدند كسانى كه گفتند : خداوند همان مسيح پسر مريم است ......... » و «بى گمان كافر شدند كسانى كه گفتند : خداوند يكى از سه [شخص يا اقنوم ]است ......... » و «و نگوييد : [خدا] سه گانه است. دست برداريد ......... » ـ آرى همه اين ها به يك معنا، كه همان تثليثِ وحدت (سه گانه دانستن يگانه) است، بر مى گردد و اين معنا ميان همه مذاهب پديد آمده در مسيحيت مشترك مى باشد و اين همان چيزى است كه در معناى تثليتِ وحدت گفتيم. علّت اينكه قرآن به اين معناى مشترك اكتفا كرده اين است كه آنچه قرآن در ردّ عقايد نصارا در خصوص مسيح عليه السلام مى گويد و احتجاج مى كند، على رغم فراوانى و تشتّت آنها، يك چيز است.

1.المائدة : ۱۱۶ ـ ۱۱۹ .

2.الزخرف : ۸۶ .

3.النساء : ۱۵۹ .

4.المائدة : ۱۱۰ .

5.فإنّ المقام مقام التذلّل دون الاسترسال. (كما في هامش المصدر).

6.التوبة : ۳۰ .

7.الأنبياء : ۲۶ .

8.المائدة : ۷۲ .

9.المائدة : ۷۳ .

10.النساء : ۱۷۱ .

11.كما فعله الشهرستانيّ في الملل و النحل. (كما في هامش المصدر).

12.النسخة العربيّة المطبوعة سنة ۱۸۱۱ ميلاديّة ، و عنها ننقل جميع ما ننقله في هذا البحث عن كتب العهد العربيّة (كما في هامش المصدر).

13.المَعْمُوديّةُ : عند النصارى أن يَغْمِسَ القَسُّ الطفل في ماءِ يتلو عليه بعض فِقر من الإنجيل ، و هو آية التنصير عندهم (المعجم الوسيط : ۲ / ۶۲۶).

14.الميزان في تفسير القرآن : ۳/۲۷۹ ، انظر تمام الكلام .

15.چنان كه شهرستانى در ملل و نحل اين كار را كرده است.

16.نسخه عربى چاپ سال ۱۸۱۱ ميلادى. تمام مطالبى را كه در اين بحث نقل مى كنيم از كتاب عهدين عربى مى آوريم.

17.تعميد، نوعى غسل در ميان مسيحيان است كه به وسيله آن شخص غسل كننده از گناهان پاك مى شود. غسل تعميد دادن از وظايف كليساست.

  • نام منبع :
    ميزان الحكمه ج 11
    سایر پدیدآورندگان :
    شیخی، حمید رضا
    تعداد جلد :
    14
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    هفتم
تعداد بازدید : 128645
صفحه از 572
پرینت  ارسال به