25
حکم لقمان

مرقده

ذكرت المصادر التاريخية عدّة مواضع لمدفن لقمان . وقال بعض المؤرّخين إنّه مدفون في أيلة ، وقال آخرون إنّ ضريحه يقع في مدينة الرملة ، وذكر بعض الرحّالة في كتب رحلاتهم عن زيارتهم لقبر لقمان في مدينة الاسكندرية الواقعة في شمال مصر . وجاء في كتاب معجم البلدان ما يلي :
«وفي شرقي بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه ، وله باليمن قبر ، واللّه أعلم بالصحيح منهما» . ۱

هل كان لقمان نبيّا؟

نُسب إلى عدد من العلماء أنّهم يعتبرون لقمان نبيّا ، ولكن ورد في تفسير الثعلبي ما يلي :
اتّفق العلماء على أنّه كان حكيما ولم يكن نبيّا ، إلاّ عكرمة فإنّه قال : كان لقمان نبيّا ، تفرّد بهذا القول». ۲
أمّا الطبرسي قدس سره فقد قال في مجمع البيان ما يلي :
اختُلف في لقمان ، فقيل : إنّه كان حكيما ولم يكن نبيّا ، عن ابن عبّاس ومجاهد وقتادة وأكثر المفسّرين ، وقيل : إنّه كان نبيّا ، عن عكرمة والسدي والشعبي» . ۳
والروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تنفي نبوّة لقمان صراحة ، كما نُقل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
«حقّا أقول : لم يكن لقمان نبيّا ...» . ۴

1.. ر . ك : ص ۳۸ ح ۲۳ .

2.تفسير الثعلبي : ج ۷ ص ۳۱۲ .

3.مجمع البيان : ج ۸ ص ۴۳۹ .

4.راجع : ص ۴۱ ح ۲۰ .


حکم لقمان
24

مئتي سنة ، بينما ذكرت أخبار اخرى أنّ عمره كان ألف سنة . وقد ورد في كتاب كليات سعدي :
«لم يعمّر أحد من بني آدم كعمر لقمان ، إذ أنّه عاش ثلاثة آلاف سنة ، وعندما حان أجله وجاءه ملك الموت وجده جالسا بين القصب يحوك زنبيلاً ، فقال له : يا لقمان لقد عمّرت 3000 سنة فلماذا لم تبنِ لنفسك دارا ؟
قال : مغفَّل من تكون لديه جرأة على بناء دار وأنت تطلبه» .
وجاء في خبر آخر أنّ لقمان عاش 3500 سنة . وذهب آخر إلى ما هو أبعد من ذلك حين قال : «ان لقمان وعظ ابنه عشت أربعة آلاف سنة ، وخدمة أربعة آلاف نبيّا ...» .
ولابدّ من القول بأنّه ليس ثمّة دليل قاطع يثبت صحّة أيّاً من هذه الأقوال ، كما إنّه لا دليل ينفيها . ولكن لعلّه من الممكن إثبات طول عمره من خلال مجموع هذه الأخبار مضافا للوارد في بعض الروايات . ۱

1.يبدو أنّ بعض المؤرخين خلط بين «لقمان الحكيم» و«لقمان بن عاد الكبير (صاحب كركسان)» ولم يفرّق بينهما ، مع أنّ الفترة التي عاش فيها «لقمان بن عاد الكبير» هي زمان النبي هود عليه السلام ، وأما «لقمان الحكيم» فكان في زمان النبي داوود عليه السلام ، وقد كانت نبوّة هود عليه السلام قبل زمان داوود عليه السلام بثمانمئة سنة على ما في بعض النقول ، فمع الأخذ بنظر الاعتبار سن «لقمان الحكيم» وكونه شابا يتضح عدم إمكان اتحاده مع «لقمان بن عاد الكبير» . وقد أثار طول عمر «لقمان بن عاد» أنظار الكثير من العلماء والمحققين ومنهم الشيخ الصدوق والشيخ المفيد اللذين أورداه في عِداد المعمّرين لإثبات طول عمر الإمام المهدي عليه السلام (اُنظر : كمال الدين وتمام النعمة : ص ۵۵۹ ، الفصول المهمة : ص ۹۴) . وقد بالغ الشعراء والقصاصون العرب في الثناء والمدح لهذه الشخصية حتّى جعلوها شخصية اُسطورية ، حتّى كتب الجاحظ (المتوفى ۲۵۵ ق) : «وكانت العرب تعظم شأن لقمان بن عاد الأكبر والأصغر ولقيم بن لقمان في النباهة والقدر وفي العلم والحكم وفي اللسان وفي الحلم وهذان غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن» (البيان والتبين : ج ۱ ص ۲۳ و ۱۶۱) .

  • نام منبع :
    حکم لقمان
    سایر پدیدآورندگان :
    غلامعلی، مهدی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 56221
صفحه از 200
پرینت  ارسال به