43
حکم لقمان

۲۲.الدر المنثور عن عكرمة :سَكِرَ مَولاهُ فَخاطَرَ قَوماً عَلى أن يَشرَبَ ماءَ بُحَيرَةَ ، فَلَمّا أفاقَ عَرَفَ ما وَقَعَ مِنهُ ، فَدَعا لُقمانَ فَقالَ : لِمِثلِ هذا كُنتُ أخبَؤُكَ .
فَقالَ : اِجمَعهُم ، فَلَمَّا اجتَمَعوا قالَ : عَلى أيِّ شَيءٍ خاطَرتُموهُ ؟ قالوا : عَلى أن يَشرَبَ ماءَ هذِهِ البُحَيرَةِ . قالَ : فَإِنَّ لَها مَوادَّ ، فَاحبِسوا مَوادَّها عَنها . قالوا : كَيفَ نَستَطيعُ أن نَحبِسَ مَوادَّها ؟ قالَ : وكَيفَ يَستَطيعُ أن يَشرَبَها ولَها مَوادُّ! ۱

3 / 3

حِكمَةُ لُقمانَ في عَدَمِ السُّؤالِ

۲۳.المستدرك على الصحيحين :قالَ أنَسٌ : إنَّ لُقمانَ عليه السلام كانَ عِندَ داوودَ وهُوَ يَسرُدُ ۲ الدِّرعَ ، فَجَعَلَ يَفتِلُهُ هكَذا بِيَدِهِ ، فَجَعَلَ لُقمانُ عليه السلام يَتَعَجَّبُ ويُريدُ أن يَسأَلَهُ ، ويَمنَعُهُ حِكمَتُهُ أن يَسأَلَهُ ، فَلَمّا فَرَغَ مِنها صَبَّها عَلى نَفسِهِ فَقالَ : نِعمَ دِرعُ الحَربِ هذِهِ .
فَقالَ لُقمانُ : الصَّمتُ مِنَ الحِكمَةِ وقَليلٌ فاعِلُهُ، كُنتُ أرَدتُ أن أسأَلَكَ فَسَكَتُّ حَتّى كَفَيتَني . ۳

۲۴.إرشاد القلوب :رُوِيَ : أنَّ لُقمانَ رَأى داوودَ يَعمَلُ الزَّرَدَ فَأَرادَ أن يَسأَلَهُ ثُمَّ سَكَتَ ، فَلَمّا لَبِسَها داوودُ عَرَفَ لُقمانُ حالَها بِغَيرِ سُؤالٍ . ۴

1.الدر المنثور : ج ۶ ص ۵۱۰ .

2.السَّردُ : نَسجُ حَلَقِ الدِّرعِ ، ومنه قيل لصانع الدرع : سَرّاد (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۳۵ «سرد»).

3.المستدرك على الصحيحين:ج۲ ص۴۵۸ ح۳۵۸۲؛ مجمع البيان:ج۸ ص۴۹۶.

4.إرشاد القلوب : ص ۱۰۴ .


حکم لقمان
42

ويُعانُ وبِالحَرِيِّ أن يَنجُوَ ، وإن أخطَأَ أخطَأَ طَريقَ الجَنَّةِ ، ومَن يَكُن فِي الدُّنيا ذَليلاً خَيرٌ مِن أن يَكونَ شَريفاً ، ومَن يَختَرِ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ تَفتِنهُ الدُّنيا ولا يُصيبُ مُلكَ الآخِرَةِ .
فَعَجِبَتِ المَلائِكَةُ مِن حُسنِ مَنطِقِهِ ، فَنامَ نَومَةً فَغُطَّ بِالحِكمَةِ غَطّا فَانتَبَهَ فَتَكَلَّمَ بِها ، ثُمَّ نودِيَ داوودُ بَعدَهُ فَقَبِلَها ولَم يَشتَرِط شَرطَ لُقمانَ . . . وكانَ لُقمان يُؤازِرُهُ بِحِكمَتِهِ ۱ وعِلمِهِ ، فَقالَ لَهُ داوودُ : طوبى لَكَ يا لُقمانُ ، اُوتيتَ الحِكمَةَ وصُرِفَت عَنكَ البَلِيَّةُ ، واُوتِيَ داوودُ الخِلافَةَ وَابتُلِيَ بِالرَّزِيَّةِ أوِ الفِتنَةِ . ۲

3 / 2

أوَّلُ ما ظَهَرَ مِن حِكَمِ لُقمانَ

۲۱.بحار الأنوار :أوَّلُ ما ظَهَرَ مِن حِكَمِ لُقمانَ أنَّ تاجِراً سَكِرَ وخاطَرَ نَديمَهُ أن يَشرَبَ ماءَ البَحرِ كُلَّهُ وإلاّ سَلَّمَ إلَيهِ مالَهُ وأهلَهُ ، فَلَمّا أصبَحَ وصَحا نَدِمَ وجَعَلَ صاحِبُهُ يُطالِبُهُ بِذلِكَ .
فَقالَ لُقمانُ : أنَا اُخَلِّصُكَ بِشَرطِ أن لا تَعودَ إلى مِثلِهِ . قُل : أ أَشرَبُ الماءَ الَّذي كان فيهِ وَقتَئِذٍ فَأتِني بِهِ ، أو أشرَبُ ماءَهُ الآنَ فَسُدَّ أفواهَهُ لِأَشرَبَهُ ، أو أشرَبُ الماءَ الَّذي يَأتي بِهِ فَاصبِر حَتّى يَأتِيَ ، فَأَمسَكَ صاحِبُهُ عَنهُ . ۳

1.في المصدر : «بالحكمة» ، وما أثبتناه من مجمع البيان : ج ۸ ص ۴۹۴ وتفسير القرطبي : ج ۱۴ ص ۵۹ .

2.تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۷ ص ۸۵ ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۳۴ ح ۳۷۸۶۵ ؛ مجمع البيان : ج ۸ ص ۴۹۴ نحوه وراجع : نوادر الاصول : ج ۱ ص ۲۴۷ وتفسير القمي : ج ۲ ص ۱۶۲ .

3.بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۳۳ ح ۲۶ نقلاً عن بيان التنزيل لابن شهر آشوب .

  • نام منبع :
    حکم لقمان
    سایر پدیدآورندگان :
    غلامعلی، مهدی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 55417
صفحه از 200
پرینت  ارسال به