9
حکم لقمان

وجاء فيه أيضا :
«قيل للقمان : مِمّن تعلّمت الأدب؟ فقال : مِمّن لا أدب لهم ، فاجتنبت كلّ ما استهجنته منهم» . ۱
وجاء فيه أيضا :
«أغار جماعة من قطّاع الطريق على قافلة كانت تسير في أرض اليونان ، فسلبوا كلّ ما تملكه من مالٍ ومتاعٍ ، فناحت القافلة وأعولت وتشفّعت باللّه ورسوله فلم يجدِها ذلك نفعا .

متى نالَ لصٌّ من سليبٍ مرادهفهيهات أن يرثى لنوح سليب
وكان في القافلة لقمانُ الحكيم ، فقال له أحد المسلوبين : ألا تُلقي يا سيدي على هؤلاء كلماتٍ من الحكمة والموعظة ، فعسى أن يتركوا بيدنا بعض ما سلبوه مِنّا ، فوا أسفا على هذه النعمة الوافرة الّتي تضيع سُدىً .
فقال له لقمان : ويا حسرة لكلمة حكيمة تُلقى على أمثال هؤلاء .

إنّ الحديدَ متى أودى به صدأُفليس بالصقل تبدو منه آثارٌ
لا يدخلُ الوعظُ قلبا مظلما أبداولا يغوصُ بقلب الصخر مسمارُ۲
وجاء في ما خطّه يراع الغزالي :
«إنّ لقمان الحكيم قال : كنت أسير في الطريق فرأيت رجلاً عليه مسوح فقلت : من أنت أيّها الرجل ؟

1.راجع : گلستان سعدي (فارسي) : ص ۱۳۳ . تجدر الإشارة إلى أنّ مثل هذا الكلام قد نُقل عن النبيّ عيسى عليه السلام ، راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۲ ص ۲۰۶ ح ۷۸۲ .

2.گلستان سعدي (فارسي) : ص ۱۱۱ .


حکم لقمان
8

انتساب الحكم الأصيلة إلى لقمان

على الرغم ممّا بُذل في هذا الكتاب من جهود لجمع كلّ ما صدر عن لقمان من حِكم، لم يتسنّ لنا التوصّل إلى مصادر عدد من الحكم المشهورة المنسوبة إليه .
نذكر فيما يلي نماذج منها على سبيل المثال :
«كان لقمان ذات يوم جالسا إلى جانب عين ماء ، فمرّ من هناك رجل فسأله : كم ساعة بقي لأصل إلى القرية التالية ؟
فقال له لقمان : سِر .
فظنّ الرجل أنّ لقمان لم يسمع كلامه ، فأعاد عليه السؤال : ألم تسمع ؟ سألتك كم ساعة بقي لأصل إلى القرية التالية ؟
فقال له لقمان : سِر .
فظنّ الرجل أنّ لقمان مجنون ، ومضى على سبيله . فلم يمشِ الرجل إلاّ بضع خطوات حتّى صاح لقمان وراءه : ستصلها بعد ساعة .
فقال له الرجل : لماذا لم تخبرني بذلك منذ البداية ؟
فقال لقمان : لأنني لم أرَ سيرك ، ولم أكن أعلم أسريع هو أم بطيء ، فلمّا رأيت سيرك علمت أنّك ستصل إلى تلك القرية بعد ساعة» . ۱
والمثال الآخر على ذلك ما ورد في كتاب گلستان (فارسي) للشاعر المشهور سعدي الشيرازي :
«قيل للقمان: مِمّن تعلّمت الحكمة؟
قال : من العِميان ؛ لأنّهم لا يضعون أقدامهم في محلٍّ حتّى يختبروه» . ۲

1.مجلّة معارف إسلامي (فارسية) الفصلية ، فروردين ، ارديبهشت و خرداد ۱۳۸۵ : ص ۹۸ .

2.راجع : گلستان سعدي (فارسي) : ديباجه ص ۷۲ .

  • نام منبع :
    حکم لقمان
    سایر پدیدآورندگان :
    غلامعلی، مهدی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 53749
صفحه از 200
پرینت  ارسال به