موجودة الآن كما كان ، وهي بأيدي تصرّف من ورّث منه ذلك المنصب الرفيع بأصبهان من السادات الأجلّة الأعيان دون بني بنيه وأولاد والده الذكران الموجودين إلى هذا الزمان ، والعلم في وجه ذلك عند اللّه » . ۱
مكاشفاته وطريقه لرواية « الصحيفة السجادية »
لقد كان المجلسي الأوّل صاحبَ المنامات الصادقة الروحانية، بحيث لم يكن له نظير بين علمائنا، وذكر هو جملة منها في شرحه على مشيخة الفقيه وسائر مؤلّفاته ، وهنا نذكر أحدها وهو ما يرتبط بشأن الصحيفة السجادية وترويج نسخها بيده المباركة . ۲
قال نفسه في شرح مشيخة الفقيه في ذيل ترجمة المتوكل بن عمير بن المتوكل الّذي روى عن يحيى بن زيد بن علي دعاء الصحيفة ـ بعد ذكره مقدّمة في ضعف سند الصحيفة وعدم الاعتناء بهذا الضعف ـ ما لفظه : «وأمّا ما انكشف لهذا الضعيف وهو سندي وتواتر عني أنّي كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة اللّه تعالى ساعياً في طلب رضاه، ولم يكن لي قرار إلاّ بذكر اللّه تعالى إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أنّ صاحب الزمان ـ صلوات اللّه عليه ـ كان واقفاً في الجامع القديم في أصبهان قريباً من باب الطنبي الّذي الآن مَدْرَسي، فسلمت عليه ـ صلوات اللّه عليه ـ وأردت أن اُقبّل رجله عليه السلام فلم يدعني وأخذني، فقبلت يده وسألت عنه مسائل قد أشكلت عليَّ، منها : أنّي كنت اُوسوس في صلواتي ، وكنت أقول :
إنّها ليست كما طلبت منّي وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني صلاة اللّيل ، وسألت عنه شيخنا البهائي رحمه الله فقال : صلّ صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد القضاء وصلاة اللّيل وكنت أفعل هكذا .