الفصل الأوّل : المصادر الأوّلية لحديث الشيعة
الروايات الّتي وصلت إلينا من طريق القُدَماء كانت مدوّنة في الكتب الّتي ألّفها أصحاب الأئمّة عليهم السلام ولم تصل إليهم عن طريق المشافهة والمخاطبة ـ إلاّ ما ندر ـ فكانت هذه الكتب هي المصادر الّتي اعتمدها القُدَماء في نقل الروايات ، وهي تُعَدّ المصادر الأولية لحديث الشيعة ، ولكن مع الأسف لم يبق ولم يصل إلى المتأخّرين شيء من هذه المصادر ، وإنّما ضاعت تدريجياً كلّها أو أكثرها بالحوادث الّتي مرّت عليها .
ثمّ إنّه لا بُدّ للمحدّث والفقيه من معرفة مدى اعتبار تلكم المصادر وتاريخها بقدر ما يمكن ؛ لأنّ الأساس في عِلمي الحديث والفقه غربلة الأحاديث والآثار الصحيحة وتمييزها عن الروايات المختلقة . وهذا يتوقّف على معرفة مصادر الكتب الّتي وصلت إلينا سيّما الكتب الأربعة الّتي أصبح مدار الفقه عليها اليوم .
وقد تكلَّم الشارح في ذلك بمقدار فيه الكفاية للباحث .
قصة الاُصول
قبل نقل عبارات الشارح في ذلك وبيان رأيه لا بُدّ لنا من ذكر مقدّمة :
قال ابن شهر آشوب في معالم العُلَماء : «قال الشَّيخ المُفيد أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي رضى الله عنه وقدّس روحه : صنّف الإمامية من عهد أمير المؤمنين