مناقب الفضلاء - صفحه 506

و ينبغي أيضا أن يكون دائما طاهر الثياب و البدن و المكان مخالطا، إن كان لابدّ له من الاختلاط، للفضلاء و العقلاء و الصلحاء، صامتا إلاّ عن الحكمة والذكر، غير متشغل قلبه إلاّ بالممدوح من الفكر و يختار لقرائته الأوقات الصالحة والأماكن المشرّفة .
والمختار من الوقت ما بين صلوة الظهر و العصر ؛ ومن المكان المباح الطاهر الخالي من الأصوات و الأشخاص و إن كان خاليا من جميع الآلات الدنيويّه، فهو أحسن؛ وإن كان معطّرا ببعض الطّيوب، فهو نورٌ على نور .
فإذا أقدم على هذه الشرائط فليبدء على اسم اللّه ـ تعالى ـ بعد الفراغ من صلوة الظهر في أوّل وقته، وهو على طهر مستقبل القبلة فيقرء الفاتحة و المعوذّتين والتوحيد ثلاث مرّات، و آية الكرسي إلى خالدون؛ ثمّ يقرء التسعة والتسعين اسما من أسماء اللّه ـ تعالى ـ المشهور بالأسماء الحسنى ؛ ثمّ الإعتصام المذكور في أوّل الدعاء ؛ ثمّ يشرع بعد ذلك بقرائة الدعاء بتأنّ وخشوع وتدبّر للمعاني و عدم تغيير و تصحيف في الألفاظ والمباني ليحصل له المطلب الأسنى و يفوز بالكرامة الكبرى .
و ما ذكرنا من طريق قرائته إحدى الطرق؛ وله طرق أخر أعرضنا عن ذكرها .
وأما الآداب و الشرائط المذكورة فهي وإن لم يرد في خبر بخصوصه لكن بعضها مفهوم من الروايات العامّة و بعضها مأخوذ من المشايخ العظام و الفضلاء الفخام؛ و التجربة شاهد على الإنتفاع بقرائتها مع مراعات تلك الآداب و عدم الانتفاع بل التضرّر مع الاختلال بها كلاًّ أو بعضا .
هذا و لنكتف بهذا القدر في هذه الرسالة وأبحت له ـ كثّر اللّه تعالى في العلماء مثله ـ أن يروي عنّي كلّما علم أنّه داخل في مقرواتى أو مسموعاتي أو مجازاتي من مؤلّفات القدماء والمتأخّرين من علمائنا؛ بل كلّما ألفّه العلماء المخالفون في

صفحه از 462