القرآن ولا يذكر اللّه فيه تقلّ بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين.
وقال: جاء رجل إلى النبيّ، فقال: من خير أهل المسجد؟ فقال: أكثرهم ذكرا. (انتهى) ^۱ .
فإيّاك والغفلة عن مدلول هذا الحديث بل اجعله وجهة لهمّتك وقبلة لنحلتك ولا تجعل ضروريّات أشغالك، من طعامك و شرابك و سائر أعمالك التي لابدّ من الإقدام عليها في أمر معاشك، مانعة من الذكر وأمرُ أصحابك به سيّما من لا يقرء منهم حتى يصير حائز السعادات الدارين وعسى أن يختم كلامك به وفزت بدخول الجنّة ^۲ ؛ كما نطق به الخبر المستفيض : «من كان آخر كلامه لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة» ؛ أي من ختم كلامه في الحيوة الدنيا بتلك الكلمة الطيّبة ويخطر بالبال احتمال أن يكون المراد من ختم كلامه في كلّ مجلس به؛ وعلى التقديرَيْن لا ينبغي الغفلة عنها في حالٍ من الأحوال .
ثمّ من الأذكار المهمّة، التسبيحات الأربع المسمّاة بالباقيات الصالحات؛ فقد روى عن ضريس عن الباقر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّ برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه، فقال: ألا أدلّك على غرسٍ أثبت أصلاً وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا أو إنفاقا؟ قال: بلى، فداك أبي واُمّي، يا رسول اللّه ! فقال: إذا أصبحت وأمسيت، فقل: سبحانَ اللّه والحمدُ للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر؛ فإنّ لك بذلك إن قلته لكلّ تسبيحة عشر شجرات في الجنّة من أنواع الفاكهة، وهنّ من الباقيات الصالحات قال: فقال الرجل: أشهدك ـ يا رسول اللّه ! ـ أن حائطي هذا صدقة