ندبة الإمام السجاد علیه السلام - صفحه 200

يئسوا من بُرء العليل ، و غمّضوا ۱ بأيديهم عينيه ، و مدوا عند خروج نفسه رجليه.

فكم موجَعٍ يبكي عليه تفجّعاً۲و مستنجدٍ صبراً و ما هو صابر
و مسترجعٍ داعٍ له اللّه مخلصٍ۳يعدّد منه خير ما هو ذاكر
و كم شامتٍ مستبشرٍ بوفاتهو عمّا قليلٍ كالذي صار صائر
[ف]شق جيوبَها نساؤه ، و لطم خدودَها إماؤه ، و أعْوَل لفقده جيرانه ، و توجّع لرزئه ۴ إخوانه ، ثم أقبلوا على جَهازه ، و تشمَّروا ۵ لإبرازه.

فظلّ أحبّ القوم كان لقربهيحث على تجهيزه و يبادر
و شَمَّر من قد أحضروه لِغَسْلِهِو وُجِّه لمّا فاض۶للقبر حافر
و كُفِّنَ في ثوبين و اجتمعت۷لهمشيِّعةً إخوانه و العشائر
فوَلّوا عليه مُعْوِلين و كلّهملمثل الذي لاقى أخوه محاذر
كشاءٍ رتاعٍ۸آمناتٍ بدا لهابمُدْيَتِهِ بادي الذِّراعين۹حاسر
فريعت و لم ترتع قليلاً و أجفلتفلمّا انتحى منها الذي هو جازر۱۰
عادت إلى مَرعاها ، و نسيت ما في اُختِها دهاها ، أفبأفْعالِ البهائم اقتدينا ، و

1.في البلد الأمين : غضوا . والمثبَت أنسب.

2.في تاريخ دمشق : و مفجعٍ.

3.في رواية ابن عساكر : مخلصاً.

4.في البلد الأمين : لرزيته.

5.في تاريخ دمشق : و شمرّوا لإبرازه و ظلّ.

6.في تاريخ دمشق : قام.

7.في البلد الأمين : فاجتمعت.

8.رتعت الماشية ترتع رتعاً و رتوعاً : أكلت ما شاءت ، و جاءت و ذهبت في المرعى نهاراً (لسان العرب : رتع).

9.في البلد الأمين : بمدية بادٍ للذراعين.

10.في البلد الأمين : فراعت .. . حاذر . و في تاريخ دمشق : فلمّا نأى عنها.

صفحه از 204