ندبة الإمام السجاد علیه السلام - صفحه 202

كيف أمِنْتَ هذه الحالة ، و أنت صائرٌ إليها لا محالة؟! أم كيف تتهنّأ بحياتك ، و هي مطيّتك إلى مماتك؟! أم كيف تُسيغ طعامَك و أنت تنتظر ۱ حِمامَك؟!

فلم۲تتزوّد للرحيل و قد دناو أنت على حالٍ وشيكاً مسافر
فيا ويح۳نفسي كم اُسَوِّفُ توبتيو عُمْريَ فانٍ، و الردى ليَ ناظر
و كلُّ الذي أسلفتُ في الصحف مُثْبَتٌيجازي عليه مثبّتُ الحكم۴قاهر
فكم تَرْقَعُ بدينك دنياك؟! و تركب في ذلك هواك ، إنّي لأراك ضعيف اليقين ، يا راقعَ الدنيا بالدين ، أ بهذا أمَرَك الرحمانُ؟! أم على هذا دَلّك القرآن ۵ ؟!

تُخَرِّبُ ما يبقى و تَعْمُرُ فانياًفلا ذاك موفورٌ، و لا ذاك عامر
و هل لك إن وافاك حتفك بغتةً و لم تكتسب خيراً لدى اللّهِ عاذر
أ ترضى بأن تَفنَى الحياةُ و تَنقضي و دينُك منقوصٌ، و مالك وافر
۶ . تمّت الندبة بحمد اللّه و جسيم إفضاله ، و الصلاة و السلام على محمد و آله و أصحابه ، بآوة ، على يدي صاحب الكتاب ، الحسن بن محمد بن أبي الحسن الآوي ، في ربيع الآخر سنة ثمان و سبعمئة.

1.في تاريخ دمشق : منتظر.

2.في البلد الأمين و تاريخ دمشق : و لم.

3.في تاريخ دمشق : فيا لهف.

4.في البلد الأمين و تاريخ دمشق : عادل الحكم . و في الثاني : قادر.

5.في تاريخ دمشق : ترقع بآخرتك .. . هواك أراك .. . اليقين ، يا مؤثر الدنيا على .. . نزل القرآن.

6.إلى هنا تنتهي رواية ابن عساكر . و في البلد الأمين بعده: فبك إلهنا نستجير ، يا عليم ، يا خبير! مَن نؤمّل لفكاك رقابنا غيرك؟ و مَن نرجو لغفران ذنوبنا سواك؟ و أنت المتفضّل المنّان ، القائم الديّان ، العائد علينا بالإحسان ، بعد الإساءة منّا و العصيان ، يا ذا العزة و السلطان ، و القوّة و البرهان! أَجِرنا من عذابكَ الأليم ، و اجعلنا من سكّان دار النعيم ، يا أرحم الراحمين!

صفحه از 204