ب : الغرر و الدرر ، إمّا بعين عبارتها أو بما يرادفها ، و بعضها في كتاب نهج البلاغة . و ذِكر هذا لتحصيل الوثوق بها لمّا اشتهر أنّ جامع هذه الأحاديث الجاحظ و هو من أهل السنّة و الأهواء ۱ ، و لايبالي من الكذب و الافتراء .
و الثالث : أنّا ننقلها على الترتيب المعهود ، و نذكر شرح كلّ حديث في ذيلها ، مبتدئا بالنكات التركيبيّة و اللغويّة و البيانيّة .
و الرابع : أنّ طريقنا أن لانكرّر ما بيّناه فيما سبق ، بل نشير إليه .
و ها أنا شارع في المقصود .
الكلمة الاُولى ، قوله عليه السلام : لو كشف الغطاء ما ازددتُ يقينا
كلمة «لو» من حروف الشرط ، تستعمل في مقام الجزم بانتفاء مدخوله ؛ و «كُشِفَ» صيغة المجهول من الكشف ، و هو رفع الستر و إزالته ؛ و «الغطاء» بالمدّ كـالكساء ، يجمع على الأغطية ، و هي ساتر الشيء ، يقال : غطيته ، أي : سترته ، مرفوعٌ ليكون نائب الفاعل ل«كشف» ؛ و لفظة «ما» نافية ؛ و «ازددتُ» صيغة المتكلّم وحده ، فعل و فاعل من الازدياد ؛ و «يقينا» مفعوله إن كان متعدّيا و تميزه إن كان قاصراً ؛ و «اليقين» تصديقٌ جازمٌ مطابق ثابت لايزول بتشكيك المشكّك .
والمعنى : أنّ يقينه ـ عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيّات ـ في مراتب معرفة اللّه تعالى و غيرها ، كمعرفة الجنان و النيران و الصراط و الميزان ، باعتبار مشاهدة الآثار المفيدة للعلم عقلاً و إخبار الصادق بها شرعا ، بلغ إلى حيث لايزيده كشف الحجب ۲ و الأغطية المانعة عن رؤية البصر .
1.اهل أهواء جماعتى را گويند كه تابع هوس خود باشند ، و در اين مقام مراد جمعى اند كه مسائل شرعى به رأى و استحسان عمل مى كنند بدون آنكه سندى از نصّ و اجماع داشته باشند .منه
2.حجاب در اصل لغت به معنى پرده اى است كه مانع ديدن ظاهرى باشد ، و غطا عبارت است از كورى دل و پرده مانعه از بصيرت است يعنى ديدن دل .منه