كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 319

الحماقة ، لأنّ العقلاء الكمّل لايعتمدون على ما هو الحاصل من الدنيا لهم .
و علّة هذا النهي ـ عقلاً ـ واضح ؛ فإنّ المعتمِد عليها يجسر على الاقتراض من الناس ، و يشتغل بلذيذ المأكل و المشرب و الملبس ، و يفتتن ببناء الأبنية الرفيعة الثمينة تمنّيا أنّ أباه أو أخاه سيرسل له من الهند مالاً ، أو يحصِّل له موضعُ كذا و كذا شيئا ، و يتسلّط عليه الشيطان و يعده و يمنّيه ؛ و كاد أن يخطر بباله الخلود في هذه النشأة أو المكث الطويل ، فتمنعه هذه الخيالات الفاسدة من عبادة ربّه ، و ينقضي ب : «سوف أفعل» ۱ عمره إلى أن يعثر بأجله ، فيشرع في التأسّف على ما سلف منه في الباطل ، و هذا الحين هو الحين الّذي يقول له اللعين : «إِنَّ اللَّهَ وَ عَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ مَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـنٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُوا أَنفُسَكُم »۲ الآية .
فثبت التقصير كلّه عليه و ألزمه ، و هذا الرجل من أحمق الحمقى و أخسر الخاسرين ؛ فإنّه صرف أيّام دنياه في طاعة الرجيم ، و لم يكتسب شيئا كان سبب دخوله في جنّة النعيم ، فكان خسر الدنيا و الآخرة ، و «ذَ لِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ »۳.
و في بعض النسخ «لا تتّكل» باللام ، و لا تفاوت في المعنى .

الكلمة السابعة و الأربعون ، قوله عليه السلام : الراحةُ مع اليَأسِ

«اليأس» كالبأس وزنا ، و معناه قطع الرجاء عن حصول الشيء .
و تلخيصه : أنّ الراحة ـ أي : فراغ النفس ـ مصاحب قطع الرجاء عمّا في أيدي

1.سوف افعل يعنى زود باشد كه بكنم ، و خلاصه معنى آنكه مرد در وقتى كه به لهو و لعب مشغول است ، هر گاه امرى از امور آخرت يا چيزى كه باعث نجات اُخروى او باشد بخاطرش رسد مى گويد كه : «خواهم كرد» و نمى كند تا هنگامى كه به اجل خود برخورد .منه

2.إبراهيم ، الآية ۲۲ .

3.الحج ، الآية ۱۱ .

صفحه از 356
کلیدواژه