كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 275

صعابها ، و يكشف عن وجوه خرائد المعاني نقابها ، فجاء بحمد اللّه مهذّب المباني ، محقّق المعاني ، راجيا من اللّه أن يجعل ثواب هذا السعي استدامة الدولة الباهرة و استقامة السلطنة القاهرة ، و أن يستدرك في الحضرة العليّة نيل الوصول ، و يتشرّف بتقبيل السدة السنيّة بشرف القبول ، و سمّيته ب : كاشف النكات في شرح الكلمات ، مرتّبا على مقدمة و ذكر كلمة منها بعد كلمة .
أمّا المقدمة :
فتشتمل على اُمورٍ أربعة ، تفيد زيادة البصيرة ، و منه التوفيق في البداية و النهاية .
الأوّل : أنّ إطلاق «الكلمة» على تلك الأحاديث الشريفة ، مع كون أكثرها أكثر من الكلام ، يحتمل وجوها :
أوّلها : أنّ اللغويّين يطلقونها عليه حقيقة ، فيقولون : «لا إله إلاّ اللّه كلمة التوحيد» ، مع أنّه كلام ، و منه قوله تعالى : ۱«رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّى أَعْمَلُ صَــلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآلـءِلُهَا »۲.
و ثانيها : أنّها لمّا كانت معاني تلك الكلمات المنيفة باعتبار اشتمالها على النصيحة و المواعظ الحسنة البليغة ، مؤثّرةً في النفوس منبّهة [من] سنة الغفلة ، يناسب أن يشتقّ اسمٌ لها من الكَلْم الّتي هي بمعنى الجراحة المؤثّرة فيها لغة .
و ثالثها : أنّ اطلاقها عليها مجاز من باب تسمية الكلّ باسم الجزء ، و يحتمل الحقيقة العرفيّة ، كما أشار ابن مالك إليه بقوله :
و كلمة بها كلام قد يؤمّ .
و الثاني : أنّ الكلمات المشروحة أكثرها ـ بل كلّهاـ مذكورة في الكتاب المسمّى

1.آيه مباركه نقل است از كلام معذّبين كه در قيامت در حين عذاب مى گويند .منه

2.المؤمنون ، الآية ۹۹ و ۱۰۰ .

صفحه از 356
کلیدواژه