كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 282

فكان شباهته به أكثر من شباهته بأبيه الّذي كان في الزمان السابق على زمانه ، و هذا المعنى بحكم أنّ المجاورة مؤثّرة صدقٌ لاشبهة فيه و حقّ لاشكَّ يعتريه ، و يؤمئ إليه أيضا الحديث المشهور الّذي نقلتْه الخاصّة ۱ و العامّة و هو : كلّ مولودٍ يولد على الفطرة ، و أبواه يهوّدانه و ينصّرانه ۲ .
و كذلك ابن نوح باعتبار مصاحبة الأشرار أخرجه اللّه تعالى عن سلالة النبوّة و أهل بيت الرحمة بقوله تعالى في جواب نوح عليه السلام حين سأله نجاة ابنه من الغرق ، فقال : «رَبِّ إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِى وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنتَ أَحْكَمُ الْحَـكِمِينَ * قَالَ يَـنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَــلِحٍ »۳.
و لايخفى ما في هذا الكلام من الوعظ للمتّعظين و النصح للمتنصّحين ، فإيّاك و مخالطة الأشرار ، و عليك بملازمة الأبرار .
و نعم ما قال سعدي :

پسر نوح با بدان بنشستخاندان نبوّتش گم شد
سگ اصحاب كهف روزى چندپى نيكان گرفت و مردم شد
و مقصوده عليه السلام عن أداء هذا الكلام مذمّة أهل الدنيا في طريق السلوك مع الناس ، بمعنى : أنّه لاينبغي أن يحبّ أحدٌ أحدا للدنيا و أن لايحبّه لعدم الدنيا ، بل ينبغي للمؤمنين بحكم «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ »۴ أن يحبّوا أولياء اللّه للّه و إن كانوا فقراء و مساكين ، و يبغضوا أعداء اللّه و إن كانوا أغنياء ذوي مال ؛ و اللّه أعلم بالصواب .

1.مراد از خاص شيعيانند و از عام سنّيان .منه

2.بحارالأنوار ، ج۳ ، ص۲۸۱ .

3.هود ، الآية ۴۵و۴۶ .

4.الحجرات ، الآية ۱۰ .

صفحه از 356
کلیدواژه