كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 298

و لدفع ضرر الحسد أمر اللّه تعالى بالاستعاذة منه بقوله: «وَ مِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ »۱ هذا.
و قد سمعت من اُستادي ما حاصله : أنّ الحاسد غير مختار فيه ، فهو مأمور بترك إظهاره و السعي في تزكية النفس منه .

الكلمة السابعة عشر ، قوله عليه السلام : لا زِيارةَ مع زَعارَةٍ

«الزيارة» كالزيادة مصدر زار يزور ، و هي الرواح إلى رؤية المؤمنين قربةً إلى اللّه تعالى و طلبا لثوابه ؛ و «الزعارة» كالشراشة لفظا و معنى ، و هي سوء الخلق .
و ما يستفاد من هذه الكلمة الشريفة هو : أنّه لاتترتّب الفائدة على الزيارة مع سوء الخلق ، فإذا رحت إلى زيارة أحد و ساء خلقك ، لم يحصل الغرض الّذي يتعلّق بها ، فلافائدة فيها ، بل يكون لغوا .

الكلمة الثامنة عشر ، قوله عليه السلام : لا صَوابَ مع تَركِ المَشورَةِ

«الصواب» بالصاد المهملة : خلاف الخطاء ، و بالثاء المثلّثة : ما يترتّب على العمل الصالح من الأجر ؛ و «المشورة» المصلحة مع الغير .
و المعنى : ينبغي لمن أراد النجاة من الخطإ و الخطل في ارتكاب الاُمور الّتي لها خطر ـ بل في جميعها ـ الاستشارة ، سيّما مع الأخيار ، فلايتّكل على عقله و استحسان رأيه و إن كان كاملاً فيهما ؛ لأنّ اللّه تعالى أمر أعقل العقلاء و أكمل ذوي الآراء بقوله عز و جل : «وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ »۲.
و مِن حقّ المستشير على المستشار أن يرشده إلى الخير و الرشاد و إن كان عدوّه ؛ و يتأمّل في الأمر المعروض عليه حالة نشاطه ، ليجد عاقبته بقدر طاقته ؛ و أن يكتمه إن

1.الفلق ، الآية ۵ .

2.آل عمران ، الآية ۱۵۹ .

صفحه از 356
کلیدواژه