كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 299

علم من حاله الميل إلى كتمانه . فإن لم يشر إلى الخير أو أفشى سرّه فقد خانه ، و سيعاقب عقاب الخائن .

الكلمة التاسعة عشر ، قوله عليه السلام : لا مروَّة لكَذُوبٍ

«المروّة» بتشديد الواو : أصلها المروءة ، بهمزة مفتوحة متأخّرة عن واو ساكنة ، اُبدلت بالواو و اُدغمت ، و قديتكلّم على الأصل .
و معناه : ما يكون سببا لتكميل الإنسان من الإنصاف و السخاوة و المواساة مع الخلائق و سائر الصفات الكماليّة ، و قديخصّ بالأوّل .
و «الكذوب» فعول من الكذب ، و هو القول اللامطابق للواقع ، و المبالغة فيه يمكن أن تكون باعتبار صيرورته عادة له ، أو باعتبار كثرة صدوره عنه ، أو كليهما .
و المعنى : أنّ من كان عادته التقوّل بالكذب ، سلب عنه أصل جميع الصفات الكماليّة و هو المروّة ، و مِن مَضارّه أنّه إذا اشتهر بين الناس بهذه الصفة لايعتمدون على قوله و إن كان صادقا .
و في الحديث المرويّ عنهم عليهم السلام : أنّ الكذب لايجتمع مع الإيمان ، ۱ مع إمكان اجتماع غيره من الصفات الذميمة معه في ذلك الحديث ؛ فيعلم أنّه من أكبر الكبائر ، و السرّ في ذلك أنّ الكذوب حقيقةً ضالّ و مضلّ .
أمّا ضلالته لنفسه فظاهرة ، و أمّا لغيره فلأجل أنّ كلّ من سمعه اعتقد بما هو خلاف الواقع ، فكان إغراءً بالباطل ، و قدتترتّب عليه مفاسد عظيمة . و أعظم منه البهتان و هو الافتراء على الغير عمدا .
سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أثقل الأشياء ، فأجاب عليه السلام بأنّه : هو البهتان ، و قال : هو

1.بحارالأنوار ، ج۹۶ ، ص۳۸۶ ، ح۵۱ و ج۷۲ ، ص۲۴۷ ، ح۸ .

صفحه از 356
کلیدواژه