كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 303

الكلمة الرابعة و العشرون ، قوله عليه السلام : لا مَعقَل أَحسنُ من الوَرَع

«المعقل» الملجأ وزنا و معنى ، و هو ما يُتحصّن [به] ـ كالحصون و القلاع و الجبال وغير ذلك ـ من شرّ الأشرار ؛ و «الورع» بفتح الراء : الاجتناب عمّا نُهيَ عنه تحريما وتنزيها ، و بكسره صفة مشبّهة معناه بالفارسيّة : پرهيزگار .
و بالجملة ، عمّا لايستحسنه العقل الكامل ، فمن تورّع عنه فقد أمن من الآفات و شرور الأعداء و كيدهم ؛ لالتجائه إلى أشدّ الحصون و أحسنها حفظا ، و هو الورع .
و لايخفى أنّ صفة الورع و التقوى لايحصلان إلاّ بالعلم ؛ لتوقّفهما على معرفة المناهي و الأوامر و المحرّمات و المحلّلات .

الكلمة الخامسة و العشرون ، قوله عليه السلام : لا شَفيعَ أَنجحُ من التوبَةِ

«الشفيع» فعيل بمعنى الفاعل ، و إنجاح المطالب : الحكم بقضائها ؛ و «التوبة» فياللغة : الرجوع ، و في الاصطلاح : الندم على ما مضى من الذنوب ، و العزم على تركها فيما سيأتي ، على ما قيل ؛ و لها تعريفات اُخر و أقسام :
كالتوبة النصوح ، أي : الخالصة ؛ و المبعّضة ، أي : التوبة من بعض الذنوب ؛ و المؤقّتة ، أي : تركها إلى حين أو شهر ، مثلاً .
و أكمل الأقسام المقيّد بالدوام ، بل الثاني و الثالث ليس من أنواعها على التعريف الّذي ذكرناه ؛ و من أراد استقصاء أقسامها فليرجع إلى الحديث الّذي نقله الشيخ البهائي ـ طاب ثراه ـ في كتابه المسمّى بالأربعين في التوبة ۱ .
و مقصوده عليه السلام إرشاد المذنبين إلى الاستشفاع بالتوبة قبل إدراك الحوبة ؛ لأنّ التوبة أبلغ في الخلاص من العقاب المترتّب على الذنوب . و فيها فائدة اُخرى هي : أنّه

1.الأربعين ، ص۲۲۱ ـ ۲۳۲ .

صفحه از 356
کلیدواژه