و اللام فيه أيضا تحتمل الأمرين .
و حاصل معناه : أنّ حقيقة اليأس أو كلّ فرد من أفراده ملازم حقيقة الحرص أو كلّ فرد من أفراده على اختلاف المواضع ، فينبغي للعاقل الاجتناب من الحرص و تأديب النفس على تركه ، كي يظفر بالمطلوب و يحصل له المقصود .
الكلمة الحادية و الأربعون ، قوله عليه السلام : من كَثُرَ مِزاحُه ،
لم يَخْلُ من حِقدٍ عليه أَو استِخْفافٍ
«المزاح» كالفراغ وزنا ، معناه المطايبة ، و حدّه الشرعيّ : أن لايكون الممازح كاذبا فيما يقول ، و يكون مقصوده منه إدخال السرور على المؤمنين .
و كلمة «لم» جازمة للمضارع ، تُسقِط حركته أو نونه أو حرفا من آخره ، و هنا أسقطت الواو منه ، لأنّ أصله يخلو ؛ و «الحقد» بكسر الحاء و سكون القاف : العداوة .
و تنقيح معناه : تنبيه الممازح على أنّه و إن كان مأذونا فيه شرعا ، لكنّه يليق أن لايتجاوز به عن الحدّ المذكور ، و لايبلغ من الكثرة بمرتبة يصير عادة له ؛ فإنّ من كثر مزاحه يسقط محلّه من القلوب و مكانه من العيون ، بل يصير بالتدريج مشتهرا بالسخريّة ، كما نشاهد في زماننا هذا من بعض أبنائه .
الكلمة الثانية و الأربعون ، قوله عليه السلام : عَبدُ الشَّهوَةِ أَذَلُّ من عَبدِ الرِّقِّ
أقول : من عادة العرب أن تقول لأحدٍ إذا كان حريصا على شيء : فلان عبدُ ذلك
الشيء أو ابنُه أو أبوه ، فإن كان أكولاً يسمّونه عبد البطن ، و إن كان شريرا ينسبونه بأنّه ابن الشرّ ، و إن كان خيّرا يقولون : أبوالخير ۱ ، و إضافة العبد في الأوّل لاميّة و في
1.و خيّر به تشديد «يا» هم مى تواند بود ، و در آن هنگام معنى او كسى است كه خير او به مردم رسيده ، خيريّت حال مردم را نيز خواهد .منه