كاشف النكات في شرح الكلمات - صفحه 330

إلى الموصوف ، و «الخُلق» عبارة عمّا عوّدت لسانك عليه ، و عمّا أنت عليه من الحدّة و العجلة و السكينة و الوقار ، و من نهاية اهتمامه تعالى بهذه الصفة و كمال حسن خلق النبيّ صلى الله عليه و آله خاطبه ب «إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ »۱ .
و المستفاد من هذا الكلام : أنّ حسن الخلق دليل علوّ النسب و ارتفاعه ، و كلّ من كان أحسن خلقا فهو أعلى نسبا ، فهو مقول بالشدّة و الضعف ، و سيدخل الجنّة قوم بسبب الأخلاق الحسنة و الأطوار المرضيّة ، كالصبر على الأذى الواقع عليهم من الناس و غير ذلك ؛ تأمّل .

الكلمة الثالثة و الستّون ، قوله عليه السلام : أَكرَمُ الأَدَبِ حُسنُ الخُلُقِ

لمّا بيّن عليه السلام أنّ أكرم النسب حسن الأخلاق ، أراد أن يبيّن أنّ الأدب الّذي هو صورة العقل ـ كما مرّ ـ له مراتب و درجات ، و حسن الخلق من أكرم مراتبه و أعلى درجاته ، ففيه بشارة و إرشاد ، أمّا البشارة فبالنسبة إلى من كان حَسَن الخلق ، بأنّه ثبت له أكرم الأدب فعليه يُثاب ، و أمّا الإرشاد فبالنسبة إلى من لم يكن فيه ، بأن يجعل خلقه حسنا ليبلغ تلك الدرجة الرفيعة و المرتبة العليّة ؛ رزقنا اللّه الوصول إليها و الوقوف عليها بمنّه و كرمه .

الكلمة الرابعة و الستّون ، قوله عليه السلام : أَفقَرُ الفَقرِ الحُمْقُ

«الفقر» الاحتياج الشديد ، و في الفرق بينه و بين المَسكنة قولان ، فبعضهم يقول : إنّ المسكين أسوأ حالاً من الفقيرِ ؛ بدليل قوله تعالى : «أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ » 2 و بعضهم يقول : الفقير أسوأ حالاً ؛ لأنّه سبحانه أثبت للمسكين مالاً بقوله عزّ من قائل : «أَمَّا

1.القلم ، الآية ۵ .

2.البلد ، الآية ۱۶ .

صفحه از 356
کلیدواژه