جرادة . ما لعليّ ونعيم يفنى ولذّة لا تبقى! ۱
إنّ الدنيا كالغول : تُغوي من أطاعها ، وتُهلك من أجابها ؛ وإنّها لسريعة الزوال ، وشيكة الانتقال . ۲
۳۶۱.إنّ الدُّنيا دارٌ أوّلها عَناء وآخِرها فناء ، وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب ؛ من استغنى فيها فُتن ، ومن افتقر فيها حزن . ۳
۳۶۲.إنّ الدنيا تُدني الآجال ، وتباعد الآمال ، وتبيد الرجال ، وتغيّر الأحوال ؛ من غالبها غلبته ، ومن صارعها صرعته ، ومن عصاها أطاعته ، ومن تركها أتته . ۴
۳۶۳.إنّ الدنيا لاتفي لصاحب ، ولاتصفو لشارب ، نعيمها ينتقل وأحوالها تتبدّل ، ولذّاتها تَفنى وتبعاتها تبقى ، فأعِرض عنها قبل أن تُعرِض عنك ، واستبدل بها قبل أن تستبدل بك . ۵
۳۶۴.إنّ الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر ما وراها شيئاً ، والبصير ينفذها بصره ويعلم أنّ الدار وراءها ؛ فالبصير منها شاخص ، والأعمى إليها شاخص ، والبصير منها متزوّد ، والأعمى لها متزوّد . ۶
۳۶۵.إنّ [للدنيا] رجالاً لديهم كنوز مذخورة مذمومة عندكم مدحورة ، يُكشف لهم الدين ككشف أحدكم رأس قدره ، يلوذون كالجراد فيهلكون جبابرة البلاد . ۷
۳۶۶.إنّ الدهر موتر قوسه ، لا يُخطئ سهامُه ، ولا تؤسى جراحه ، يَرمي الصحيح بالسَّقَم ، والناجي بالعَطَب . ۸
۳۶۷.إنّ اللّه سبحانه يحبّ أن يكون نيّة الإنسان للناس جميلة كما يحبّ أن يكون نيّته في طاعته قويّة غير مدخولة . ۹
۳۶۸.إنّ العافية في الدين والدنيا لَنعمة جميلة وموهبة جزيلة . ۱۰