رسالة في تحقيق حال كتاب فقه الرضا (ع) - صفحه 466

ثمّ تبعه على ذلك الفاضلان المجلسيّان واعتمدا عليه ، وأخذا منه نسخته وأصرّا في ترويجه وتشهيره واستنساخه ، وأودعا مضامينه في شرحي الفقيه والبحار ۱ .
وبذاك الاعتبار التبس أمره على جملة من معاصريهما والمتأخّرين عنهما ، فظنّوا أنّه من تأليف الإمام عليه السلام ، وأنّه ممّا ينبغي الاعتماد عليه والركون إليه ، وهو الّذي قوّاه السيّدان المحقّقان . سيّدنا صاحب الرياض والسيّد المؤيّد صاحب الدرّة . على ما يستفاد من مواضع من كتبهما ۲ .
وثانيها : القول بعدم كونه منه عليه السلام ، وهو لجماعة من محقّقي المتأخّرين والمعاصرين ، منهم سيّدنا أفقه ۳ فقهاء الزمان وأعلمهم بحقائق أحكام الإيمان

1.قال العلاّمة المجلسي رحمه الله في البحار : وكتاب فقه الرضا عليه السلام أخبرني به السيّد الفاضل المحدّث القاضي أمير حسين . طاب ثراه . بعد ما ورد اصفهان ، قال : قد اتّفق في بعض سني مجاورتي بيت اللّه الحرام ، أن أتاني جماعة من أهل قم حاجّين ، وكان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا . صلوات اللّه عليه . وسمعت الوالد رحمه الله أنّه قال : سمعت السيّد يقول : كان عليه خطّه . صلوات اللّه عليه . وكان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء ، وقال السيّد : حصل لي العلم بتلك القرائن أنّه تأليف الإمام عليه السلام ، فأخذت الكتاب وكتبته وصحّحته ، فأخذ والدي . قدّس اللّه روحه . هذا الكتاب من السيّد واستنسخه وصحّحه ، وأكثر عباراته موافق لما ذكره الصدوق أبو جعفر بن بابويه في كتاب «من لا يحضره الفقيه» من غير سند ، وما يذكره والده في رسالته إليه ، وكثير من الأحكام الّتي ذكرها أصحابنا ولا يعلم مستندها مذكورة فيه . بحار الأنوار ، ج۱ ، ص۱۱ .

2.الفوائد الرجالية لبحر العلوم ، ص۱۴۷ . ۱۴۸ .

3.كتب المصنف في هامش الرسالة هاهنا : من عجائب ما اتّفق لي في هذه المسألة بعد وقوفي على كلام هذا السيّد الإمام الأفقه الأوحد في المطالع ، أنّي أردت أن أعلم معتقده في أمر هذا الكتاب في الأزمنة المتأخّرة عن تصنيف المطالع فاستفتيت منه . قدّس اللّه روحه . في ورقة وأرسلت الورقة إلى حضرته فوعدني بالجواب ولوفور مشاغله رحمه الله لم يتيسّر له الجواب عنه ، إلى أن قضى نحبه وأدركه الأمر المحتوم وبعد مضيّ زمان قليل من وفاته كتبتُ هذه الرسالة فلمّا وصلت ليلة من الليالي إلى هذا المقام وكتبت أمر الكتاب وشيّدت أركان القول بعدم الاعتبار حصلت لي خفقة فرأيت حضرته في المنام وجرى بيني وبينه أمر هذه المسئلة وقلت : يا سيّدي لم يصل إليّ جواب الاستفتاء ، فقال رحمه الله : قد كتبنا الجواب مفصّلاً وأعطاني ورقة وأشار إليّ بأنّ معتقده القول بعدم الاعتبار فاستيقظت وشكرت اللّه تعالى وهذا من كراماته . قدّس اللّه لطيفه . وألطاف اللّه تعالى بهذا العبد وفيه تأييد لعدم الاعتبار كما لا يخفى . منه [ المصنّف ] أدام اللّه أيام إفاضاته وإفاداته .

صفحه از 514