آداب عباسي - صفحه 526

فصل

وبعد فراغك من الركعات الثمان تقوم إلى ركعتي الشفع ومفردة الوتر . وأفضل أوقاتها ما بين الفجرين كما مرّ ذكره في الباب الأوّل عند ذكر الفجر الصادق والكاذب من ورد الرواية بذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام . واعلم أنّ الشائع على ألسنة المتأخرين إطلاق الوتر على الركعة الثالثة وحدها لا على مجموع الثلاث . والشائع في الأحاديث الواردة عن أصحاب العصمة . سلام اللّه عليهم . عكس ذلك . كما رواه شيخ الطائفه في التهذيب بسندٍ صحيح عن الصادق عليه السلام ، أنّ أباه الباقر عليه السلامكان يقرأ في الوتر ب «قل هو اللّه أحد» في ثلاثتهنّ . وكما رواه فيه بسندٍ موثقٍ عنه عليه السلام أنّه قال : «كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يصلّى ثمان ركعات الزوال وأربعا الاُولى والثمان بعدها وأربعا العصر وثلاثا المغرب وأربعا بعد المغرب والعشاء الآخرة أربعا وثماني صلاة الليل وثلاثا الوتر وركعتي الفجر وصلاة الغداة ركعتين» . الحديث . وكما رواه رئيس المحدّثين بسند صحيح عن حفص بن سالم الحنّاط ، قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلاميقول : «لا بأس أن يصلّى الرجل ركعتين من الوتر ، ثمّ ينصرف فيقضي حاجته ، ثمّ يرجع فيصلّى ركعة» إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة . وأمّا اطلاق الوتر على الثالثة وحدها ، فهو في الأحاديث قليلٌ جدّا ، لكنّه كثير في عبارات متأخّري علمائنا . قدّس اللّه أرواحهم . . وأمّا القدماء فأكثر ما يُعبّرون عنها بمفردة الوتر ، كما عبّر عنها شيخ الطائفة في المصباح وغيره . ومن هذا يظهر أن من نذر صلاة الوتر الموظّفة لم يخرج عن العهدة بيقين إلاّ بالإتيان بالثلاث . إنّما ذكره الشيخ الجليل أبو عليّ الطبرسي . عطّر اللّه مرقده . في كتاب مجمع البيان من تعليل تسمية الفاتحه بالسبع المثاني بأنّها تثنّى قراءتها في كلّ صلاة فرض ، و نقل كلام مستقيم خال عن القصور وإنّما أورد عليه من انتفاض هذه الكلّية بصلاة الوتر غير وارد . واللّه أعلم . ۱
صدرالدين تبريزى ، اين متن را بدين سان به پارسى برگردانيده است :

1.مفتاح الفلاح ، ص۶۷۶ . ۶۸۸ .

صفحه از 528