الفوائد الرجالية - صفحه 209

راوياً عن سيف بن عميرة من دون واسطة ؛ إذ الراوي مرّة يروي عن شخص من دون واسطة لملاقاته إيّاه ، واُخرى بالواسطة لعدم الملاقاة ، فيجوز أن يروي موسى بن القاسم عن سيف بن عميرة بالواسطة وعدمها ، واللّه أعلم بحقيقة الحال .

الفائدة الرابعة والأربعون

إنّه قد وقع في التهذيب رواية الحسن بن راشد عن مولانا العسكري عليه السلام ، كما في كتاب الوصيّة في باب الوصيّة المبهمة : عن محمّد بن يحيى العبيدي ، عن الحسن بن راشد قال : سألت العسكري عليه السلام عن رجل أوصى بثلثه بعد موته ، فقال : ثلثي بعد موتي بين مواليّ وموالي أبي ، ولأبيه موال . . . الحديث . ۱
والحسن بن راشد في هذا الحديث إن كان مولى بني العبّاس فهو لا يروي عن مولانا العسكري عليه السلام قطعاً ؛ لأنّه يروي عن الصادق والكاظم عليهماالسلام لا غير ، فلو كان راوياً عن العسكري عليه السلام يلزم أن يكون عمره قريباً إلى مئة واثنين سنة وهو مستبعد جدّاً .
بيانه : أنّ مولانا الصادق عليه السلام توفّي في سنة ثمان وأربعين ومئة ، وقبض مولانا الهادي عليه السلام في سنة أربع وخمسين ومئتين ، فالتفاوت ما بين التأريخين مئة وستّ سنين ، فلو فرض عمره كان حين وفاة مولانا الصادق عليه السلام ستّ عشرة سنةً لِيكون قابلاً للرواية عنه ، ثمّ بقي إلى زمان الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري عليهم السلام وروى عنه هذا الحديث في أوائل إمامته عليه السلام ، يلزم أن يكون عمره حين روايته هذا الحديث عنه عليه السلام مئة واثنين وعشرين سنة وهو مستبعد جدّاً . ولو كان كذلك لَذكره في جملة المعمّرين وبيّنوا كمّيّة عمره ، مع أنّهم ذكروا كمّيّة عمر من هو أقلّ منه كالحسن بن محبوب وعثمان بن عيسى .
وإن كان مولى آل المهلب فروايته عن مولانا العسكري عليه السلام غير مستبعد ؛ إذ هو من أصحاب الجواد والهادي عليهماالسلام كما صرّح به الفاضل الإسترآبادي في الرجال الكبير ۲ ، فيمكن بقاؤه إلى زمان العسكري عليه السلام ؛ فتدبّر حتّى يكشف لك حقيقة الحال .

1.المصدر السابق ، ج ۲۹ ، ص ۲۱۵ ، ح ۲۶ .

2.منهج المقال ، ص ۹۹ .

صفحه از 273