يتمّ لو كان ملاقاتهما مشكوكاً من حيث ملاحظة الطبقات ، وأمّا في صورة عدم كون الطبقة آبية عن ملاقاتهما فلا ، وفيما نحن فيه لم تكن الطبقة آبية عن ملاقاتهما ؛ إذ أحمد بن محمّد بن عيسى أورده علماء الرجال في أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام ۱ وعبد اللّه بن المغيرة أيضاً أدرك الرضا عليه السلام كما صرّح بذلك الشيخ [ حسن بن ] يوسف ۲ ـ أعلى اللّه مقامه ـ فيكون هو مع أحمد بن محمّد بن عيسى متعاصرين متشاركين في الطبقة ، فلِمَ لم يرو عنه من دون واسطة ؟ ! فتدبّر حتّى ينكشف لك حقيقة الحال .
الرابعة
قال في المشتركات :
وقد وقع في التهذيب رواية ابن أبي عمير عن عبيد اللّه بن علي الحلبي ۳ ، وفي المنتقى : إسقاط الواسطة بينهما وقع من سهو القلم ، وهو حمّاد بن عثمان ۴ ، انتهى . ۵
أقول : وفيه نظر ؛ أمّا أوّلاً : فلما عرفت من أنّه لا منافاة بين كون الرجل راوياً عن شخص بالواسطة وعدمها ؛ وأمّا ثانياً : فلأنّ محمّد بن أبي عمير كان في زمان الصادق عليه السلاموروى عنه كما عرفت سابقاً ، والمفروض أنّ عبيد اللّه بن علي أيضاً من أصحاب مولانا الصادق عليه السلام ، فيكون هو مع محمّد بن أبي عمير مشاركين في الطبقة ، فكيف لا يروي عنه من دون واسطة ؟ !
ثمّ قال رحمه الله :
وقد وقع في الكافي : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ۶ ، قال صاحب المنتقى في حاشيته عليه : ورواية ابن محبوب عن الحلبي نادرة فينبغي تتّبعها ۷ ، انتهى . ۸
1.رجال الطوسي ، ص ۳۶۶ ، (رقم ۳) ، ص ۳۹۷ ، (رقم ۶) وص ۴۰۹ (رقم ۳) .
2.خلاصة الأقوال ، ص۱۰۹ .
3.تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ ، ح ۳۹ .
4.منتقى الجمان ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ .
5.هداية المحدّثين ، ص ۱۰۹ .
6.الكافي ، ج ۴ ، ص ۹۵ ، ح ۲ .
7.مخطوطة لم أظفر عليها .
8.هداية المحدّثين ، ص ۱۰۹ و۱۱۰ .