الشفا في أخبار آل المصطفي(عليهم السلام) - صفحه 547

رأينا منه نسختين قديمتين، وعدّ في كتب الرجال من كتبه، لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار ، وذكر في أوّله عذرا هو أشنع من جرمه الذي أجرمه . ۱
وكتاب تفسير الإمام المنسوب إلى الإمام الهمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام من الكتب المعروفة ، واعتمد الصدوق عليه وأخذ منه ، وإن طعن فيه بعض المحدثين ، ولكن الصدوق رحمه الله أعرف وأقرب عهدا ممن طعن فيه ، وقد روى عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه .
وكتاب روضة الواعظين تأليف الشيخ محمّد بن علي بن أحمد الفارسي ، وأخطأ جماعة ونسبوه إلى الشيخ المفيد ، وقد صرّح بما ذكرناه ابن شهر آشوب في المناقب ، والشيخ منتجب الدين في الفهرست ، والعلاّمة رحمه الله في رسالة الإجازة وغيرهم . وذكر العلامة سنده إلى هذا الكتاب . ثم إنّ العلاّمة صرّح باسم مو?فه كما ذكرناه ، و كلام ابن شهر آشوب يدلّ على أنّ مصنفه محمّد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي ، و صريح في وحدة مؤلف الروضة و التفسير . و كلام الشيخ منتجب الدين في فهرست صريح في تغايرهما و تعددهما حيث قال :
محمّد بن علي الفتّال النيسابوري صاحب التفسير ثقة وأي ثقة ! وقال ـ بعد فاصلة كثيرة ـ : الشيخ الشهيد محمّد بن أحمد الفارسي مصنف كتاب روضة الواعظين. ۲
وقال ابن داوود في كتاب الرجال :
محمّد بن أحمد بن علي الفتّال النيسابوري المعروف بابن الفارسي لم، جخ : متكلم، جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع ، قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام ـ لعنه الله ـ انتهى . ۳
والظاهر من كلامه أن اسم أبيه أحمد . و لا يخفى أنه سهى فيما نسبه إلى رجال الشيخ ؛ إذ لم نجد أثرا منه مع تأخر زمان هذا الرجل بكثير عن زمان الشيخ ؛ كما هو الظاهر من فهرست الشيخ منتجب الدين ، و كما هو المفهوم من كلام ابن شهر آشوب وإجازة العلامة، و بالجملة ما نقلنا ينادي بجلالة المو?ف و بشهرة كتابه كالكتب المشهورة عند الطائفة .

1.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۲۸ .

2.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۸ .

3.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۹ .

صفحه از 575