يعتقد كون الكتاب للصدوق ، ثم رجع عنه و ظنَّ أنّه تأليف عبد الحميد الحسنى ثم رجع عن هذا أيضا فاستقرّ ظنه على كونه تأليف أبي حنيفة النعمان المذكور ؛ لما ظهر حقيقة ما ذكرناه له رحمه الله . وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة ، لكن لم يرو عن الأئمة بعد الصادق عليه السلام خوفا من الخلفاء الإسماعيلية ، وتحت سر التقية أظهر الحق لمن نظر فيه متعمقا ، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد . قال ابن خلكان :
هو أحد الفضلاء المشار إليهم ؛ ذكره الأمير المختار المسيحي في تاريخـه فقال : كان من العلم والفقه والدين والنبل على ما لا مزيد عليه، وله عدة تصانيف ؛ منها : كتاب اختلاف اُصول المذاهب وغيره ، انتهى . ۱
وقال ابن زولاق في ترجمة ولده علي بن النعمان :
كان أبوه النعمان بن محمّد القاضي في غاية الفضل، من أهل القرآن والعلم بمعانيه، وعالما بوجوه الفقه، وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشرع والشعر والمعرفة بأيام الناس مع عقل وإنصاف.
وألّف لأهل البيت ـ صلوات اللّه عليه ـ من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف وأملح سجع، وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا، وله ردود على المخالفين ؛ له رد على أبي حنيفة وعلى مالك والشافعي وعلي بن شريح، وكتاب اختلاف ينتصر فيه لأهل البيت صلوات اللّه عليهم. ۲
ثم ذكر كثيرا من فضائله وأحواله ، ونحوه ذكر اليافعي وغيره ، وقال ابن شهر آشوب في كتاب معالم العلماء :
القاضي النعمان بن محمّد ليس بإمامي ، وكتبه حسان، منها شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، ذكر المناقب /15 الف/ إلى الصادق عليهم السلام، الاتفاق والافتراق، المناقب والمثالب ، الإمامة ، اُصول المذاهب، الدولة ، الإيضاح . إنتهى . ۳
وكتاب المناقب والمثالب تأليف القاضي المذكور .
وكتاب الهداية في تاريخ الأئمة ومعجزاتهم عليهم السلام تأليف الشيخ الحسين بن حمدان
1.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۳۸ .
2.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۳۹ .