إلى ما عِندَ غَيرِهِ،قَد ذاقوا حَلاوَةَ مَعرِفَتِهِ، وشَرِبوا بِالكَأسِ الرَّوِيَّةِ مِن مَحَبَّتِهِ» . 1
ووصف الإمام الصادق عليه السلام لذّة الطائفة الثانية من معرفة اللّه بقوله :
«لَو يَعلَمُ النّاسُ ما في فَضلِ مَعرِفَةِ اللّهِ عز و جل ما مَدّوا أعيُنَهُم إلى ما مَتَّعَ اللّهُ بِهِ الأَعداءَ مِن زَهرَةِ الحَياةِ الدُّنيا و نَعيمِها ، و كانَت دُنياهُم أقَلَّ عِندَهُم مِمّا يَطَؤونَهُ بِأَرجُلِهِم ولَنَعِموا بِمَعرِفَةِ اللّهِ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ وتَلَذَّذوا بِها تَلَذُّذَ مَن لَم يَزَل في رَوضاتِ الجِنّانِ مَعَ أولِياءِ اللّهِ . . .» . 2
السبيل إلى بلوغ المعرفة الشهوديّة
يتلخّص السبيل إلى بلوغ المعرفة الشهوديّة بالتخلية والتجلية ، فالتخلية تعني تنظيف مرآة القلب من صدأ الرذائل وكدورتها ، فقد ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي الذي رواه عن الإمام السجّاد عليه السلام أنّه قال مخاطبا اللّه عز و جل :
«وأنَّ الرَّاحِلَ إلَيكَ قَرِيبُ المَسافَةِ وأَنَّكَ لاَ تَحجُب عَن خَلقِكَ إلاّ أن تَحجُبَهُمُ الأَعمالُ دُونَكَ» .۳
يصرّح الإمام السجّاد عليه السلام في هذا الكلام أنّ جمال اللّه غير محجوب ، وإنّما يأتي الحجاب من قبل الرذائل ، ولو أنّ حجاب صدأ المعاصي اُزيل عن مرآة القلب لوصل الإنسان آنذاك إلى المعرفة الشهوديّة .
نستنتج في ضوء ما تقدّم أعلاه :
أوّلاً : لا تعتبر تجلية القلب طريقا ثانيا للمعرفة الشهوديّة ، بل تكفي تخلية القلب وتطهيره من غبار المعاصي لبلوغ المعرفة الشهوديّة ، أمّا تحليته بالأعمال