247
المحبّة في الكتاب و السنّة

على بساط قربه ، لذا نقرأ في زيارة الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام :
«مَن أرادَ اللّهُ بَدَأ بِكُم ومَن وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنكُم وَمَن قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُم» .۱
من هنا جاءَ عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ استيعاب حقيقة الصلاة والاستفادة التامّة من الدين ، أفضل وسيلة للسلوك إلى اللّه ، حيث قال في هذا المعنى :
«إذا قُمتَ إلَى الصَّلاةِ فَقُل : «اللّهُمَّ! إنّي اُقَدِّمُ إلَيكَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بَينَ يَدَي حاجَتي وأتَوَجَّهُ بِهِ إلَيكَ ، فَاجْعَلني بِهِ وَجيها عِندَكَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ ، إجعَل صَلاَتِي بِهِ مَقبُولَة ، وَذَنبي بِهِ مَغفُورا ، وَدُعَائي بِهِ مُستَجابا إنَّكَ أنتَ الغَفُورُ الرَّحيم» .۲

ب ـ الإحسان إلى الخلق

إنّ أحد الشروط المهمّة لقبول الصلاة والانتفاع من آثارها وأنوارها وبركاتها ، هو الزكاة ، وقد أكّدتها النصوص الإسلاميّة كثيرا ، فقد دعا القرآن الكريم الناس إلى دفع الزكاة إلى جانب أداء الصلاة ، وأزاح الإمام الرّضا عليه السلام الستار عن سرّ هذا التقارن قائلاً :
«إنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَ بِثَلاثَةٍ مَقرُونٌ بِها ثَلاثَةٌ اُخرى : أمَرَ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ، فَمَن صَلّى ولَم يُزَكِّ لَم تُقبَل صَلاتُهُ» .۳
وبلغ دور إيتاء الزكاة للاستفادة من بركات الصلاة حدّا جعل الإمام الصادق عليه السلام يقول :
«لا صَلاةَ لِمَن لا زَكاةَ لَهُ» .۴

1.الفقيه : ۲ / ۶۱۵ الزيارة الجامعة الكبيرة .

2.الكافي : ۳ / ۳۰۹ / ۳ .

3.بحار الأنوار : ۹۶ / ۱۲ / ۱۷ نقلاً عن الخصال .

4.مشكاة الأنوار : ۹۶ / ۲۱۲ .


المحبّة في الكتاب و السنّة
246

من أجل اجتثاث هذه الجذور الخبيثة جهادا أكبَر ، ووصف الانتصار في هذا الجهاد بأنّه مدعاة لإصلاح كلّ شيء وكلّ شخص ، قد أكّد أنّ الصّلاة ـ من بعد الاستعانة باللّه سبحانه ـ هي سبيل تحقيق هذا الانتصار . وكان نصّ وصيّة السيّد الإمام إلى نجله كالآتي :
«عليك أن تسعى يابنيّ لبلوغ هذا الانتصار ، أو بلوغ بعض مراحله ، شمّر لهذه المهمّة عن ذراعيك ، وقلّل من الأهواء النفسيّة التي لا تحصى ولا تعدّ ، واستعن باللّه تعالى ؛ لأنّ المرء لا يحقّق بدون معونته أيّ إنجاز . والصلاة ـ باعتبارها معراج العارفين ، وسفر العاشقين ـ تقود إلى هذه الغاية . وإذا وُفّقتَ ووُفّقنا لأداء ركعة واحدة منها ومُشاهدة الأنوار المكنونة فيها والأسرار الخفيّة المودعة فيها ولو على قدر طاقتنا ، نكون قد أدركنا نفحة واحدة من مقصد أولياء اللّه ومقصودهم ، وشاهدنا لوحةً لصلاة معراج سيّد الأنبياء العارفين ـ عليه وعليهم وعلى آله الصلاة والسلام ـ مَنّ اللّه علينا وعليكم بفضله الكريم» ۱ .
وممّا يسترعي الاهتمام في هذا المجال هو أنّ الاستفادة الكاملة من آثار الصلاة وبركاتها في السير والسلوك إلى اللّه ، تستلزم توفّر شرطين :

أ ـ التمسّك والتوسّل بأهل البيت عليهم السلام

إنّ طريق التوحيد ومعرفة اللّه ومحبّته طريق شائك عسير لا يتيسّر سلوكه بدون الاستنارة بمصباحٍ والاهتداء بدليلٍ ، وبدون التمسّك بولاية وشفاعة أي الوسيلة التي عيّنها اللّه للتقرّب ۲ إليه ، وبدون الدخول من الباب ۳ الّذي حدّده اللّه من أجل السير

1.صحيفة النور : ۲۲ / ۳۷۲ .

2.« يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَـهِدُواْ فِى سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » المائدة: ۳۵ .

3.راجع كتاب أهل البيت في الكتاب والسنّة ، خصائص أهل البيت (۱ / ۱۲) أبواب اللّه .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    التقدیری، محمد
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    سوّم
تعداد بازدید : 65371
صفحه از 456
پرینت  ارسال به