323
المحبّة في الكتاب و السنّة

حَبيبٍ بِحَبيبِهِ نَصَبوا لي أقدامَهُم ، وافتَرَشوا لي وُجوهَهُم ، وناجَوني بِكَلامي ، وتَمَلَّقوني بِإِنعامي ؛ فَبَينَ صارِخٍ وباكٍ ومُتَأَوِّهٍ وشاكٍ ، وبَينَ قائِمٍ وقاعِدٍ ، وبَينَ راكِعٍ وساجِدٍ . بِعَيني ما يَتَحَمَّلونَ مِن أجلي ، وبِسَمعي ما يَشتَكونَ مِن حُبّي .
أوَّلُ ما اُعطيهِم ثَلاثٌ : أقذِفُ مِن نوري في قُلوبِهِم فَيُخبِرونَ عَنّي كَما اُخبِرُ عَنهُم . وَالثّانِيَةُ : لَو كانَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ وما فيهِما في مَوازينِهِم لاَستَقلَلتُها لَهُم . وَالثّالِثَةُ : اُقبِلُ بِوَجهي عَلَيهِم ؛ أفَتَرى مَن أقبَلتُ بِوَجهي عَلَيهِ يَعلَمُ أحَدٌ ما اُريدُ أن اُعطِيَهُ ؟! ۱

5 / 5

جَوامِعُ خَصائِصِ المُحِبّينَ للّه

۱۳۰۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ ـ: يا مَن إلَيهِ يَلجَأُ المُتَحَيِّرونَ ، يا مَن بِهِ يَستَأنِسُ المُريدونَ ، يا مَن بِهِ يَفتَخِرُ المُحِبّونَ . ۲

۱۳۰۳.إرشاد القلوبـ في حديث المعراج ـ: [قالَ اللّهُ تعالى :] يا أحمَدُ ، لَيسَ كُلُّ مَن قالَ : «اُحِبُّ اللّهَ» أحَبَّني ، حَتّى يَأخُذَ قوتا ، ويَلبَسَ دونا ، ويَنامَ سُجودا ، ويُطيلَ قِياما ، ويَلزَمَ صَمتا ، ويَتَوَكَّلَ عَلَيَّ ، ويَبكِيَ كَثيرا ، ويُقِلَّ ضِحكا ، ويُخالِفَ هَواهُ، ويَتَّخِذَ المَسجِدَ بَيتا، وَالعِلمَ صاحِبا، وَالزُّهدَ جَليسا، وَالعُلَماءَ أحِبّاءَ ، وَالفُقَراءَ رُفَقاءَ ، ويَطلُبَ رِضايَ ، ويَفِرَّ مِنَ العاصينَ فِرارا ، ويَشغَلَ بِذِكرِي اشتِغالاً، ويُكثِرَ التَّسبيحَ دائِما، ويَكونَ بِالعَهدِ صادِقا، وبِالوَعدِ وافِيا،

1.المحجّة البيضاء : ۸ / ۵۸ .

2.البلد الأمين : ۴۰۶ ، بحار الأنوار : ۹۴ / ۳۸۹ .


المحبّة في الكتاب و السنّة
322

5 / 4

قِيامُ اللَّيلِ

۱۳۰۰.الإمام الصادق عليه السلام :كانَ فيما ناجَى اللّهُ عز و جل بِهِ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام أن قالَ لَهُ : يَابنَ عِمرانَ ، كَذِبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني فَإِذا جَنَّهُ اللَّيلُ نامَ عَنّي ؛ ألَيسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلوَةَ حَبيبِهِ ؟! ها أنَا ذا ـ يَابنَ عِمرانَ ـ مُطَّلِعٌ عَلى أحِبّائي ، إذا جَنَّهُمُ اللَّيلُ حُوِّلَت أبصارُهُم مِن قُلوبِهِم ، ومَثُلَت عُقوبَتي بَينَ أعيُنِهِم ، يُخاطِبونّي عَنِ المُشاهَدَةِ ، ويُكَلِّمونّي عَنِ الحُضورِ .
يَابنَ عِمرانَ ، هَب لي مِن قَلبِكَ الخُشوعَ ، ومِن بَدَنِكَ الخُضوعَ ، ومِن عَينَيكَ الدُّموعَ فِي ظُلَمِ اللَّيلِ ، وَادعُني ؛ فَإِنَّكَ تَجِدُني قَريبا مُجيبا . ۱

۱۳۰۱.المحجّة البيضاء :رُوِيَ عَن بَعضِ السَّلَفِ أنَّ اللّهَ عز و جل أوحى إلى بَعضِ الصِّدّيقينَ : إنَّ لي عِبادا مِن عِبادي يُحِبّونَني واُحِبُّهُم ، ويَشتاقونَ إلَيَّ وأشتاقُ إلَيهِم ، ويَذكُرونَني وأذكُرُهُم ، ويَنظُرونَ إلَيَّ وأنظُرُ إلَيهِم ، فَإِن حَذَوتَ طَريقَهُم أحبَبتُكَ ، وإن عَدَلتَ عَنهُم مَقَتُّكَ .
قالَ : يا رَبِّ ، وما عَلامَتُهُم ؟
قالَ عز و جل : يُراعونَ الظِّلالَ بِالنَّهارِ كَما يُراعِي الرّاعِي الشَّفيقُ غَنَمَهُ ، ويَحِنّونَ إلى غُروبِ الشَّمسِ كَما يَحِنُّ الطَّيرُ إلى أوكارِها عِندَ الغُروبِ ، فَإِذا جَنَّهُمُ اللَّيلُ وَاختَلَطَ الظَّلامُ وفُرِشَتِ الفُرُشُ ونُصِبَتِ الأَستِرَةُ وخَلا كُلُّ

1.الأمالي للصدوق : ۴۳۸ / ۵۷۷ عن المفضّل بن عمر ، روضة الواعظين : ۳۶۱ ، بحار الأنوار : ۱۳ / ۳۲۹ / ۷ وراجع أعلام الدين: ۲۶۳، إرشادالقلوب: ۹۳؛ وراجع ربيع الأبرار: ۲/۹۵ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ۲/۳۰۰ .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    التقدیری، محمد
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    سوّم
تعداد بازدید : 50986
صفحه از 456
پرینت  ارسال به