343
المحبّة في الكتاب و السنّة

7 / 2

لِقاءُ اللّهِ

۱۳۷۷.إرشاد القلوبـ في حديث المعراج ـ: [قالَ اللّهُ تعالى :] يا أحمَدُ ، هَل تَدري أيُّ عَيشٍ أهنى ، وأيُّ حَياةٍ أبقى؟
قالَ : اللّهُمَّ لا .
قالَ : أمَّا العَيشُ الهَنيءُ فَهُوَ الَّذي لا يَفتُرُ صاحِبُهُ عَن ذِكري ، ولا يَنسى نِعمَتي ، ولا يَجهَلُ حَقّي ، يَطلُبُ رِضايَ لَيلَهُ ونَهارَهُ .
وأمَّا الحَياةُ الباقِيَةُ فَهِيَ الَّتي يَعمَلُ لِنَفسِهِ حَتّى تَهونَ عَلَيهِ الدُّنيا وتَصغُرَ في عَينَيهِ ، وتَعظُمَ الآخِرَةُ عِندَهُ ، ويُؤثِرَ هَوايَ عَلى هَواهُ ، ويَبتَغيَ مَرضاتي ، ويُعَظِّمَ حَقَّ عَظَمَتي ، ويَذكُرَ عِلمي بِهِ ، ويُراقِبَني بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عِندَ كُلِّ سَيِّئَةٍ ومَعصِيَةٍ ، ويَنفيَ قَلبَهُ عَن كُلِّ ما أكرَهُ ، ويُبغِضَ الشَّيطانَ ووَساوِسَهُ ، لا يَجعَلَ لاِءِبليسَ عَلى قَلبِهِ سُلطانا وسَبيلاً .
فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ أسكَنتُ في قَلبِهِ حُبّا حَتّى أجعَلَ قَلبَهُ لي ، وفَراغَهُ وَاشتِغالَهُ وهَمَّهُ وحَديثَهُ مِنَ النِّعمَةِ الَّتي أنعَمتُ بِها عَلى أهلِ مَحَبَّتي مِن خَلقي ، وأفتَحَ عَينَ قَلبِهِ وسَمعِهِ حَتّى يَسمَعَ بِقَلبِهِ ويَنظُرَ بِقَلبِهِ إلى جَلالي وعَظَمَتي ، واُضَيِّقَ عَلَيهِ الدُّنيا ، واُبَغِّضَ إلَيهِ ما فيها مِنَ اللَّذّاتِ ، واُحَذِّرَهُ مِنَ


المحبّة في الكتاب و السنّة
342

يُبصِرُ بِهِ ، ويَدَهُ الَّتي يَبطِشُ بِها، ورِجلَهُ الَّتي يَمشي بِها، وإن سَأَلَني لاَُعطِيَنَّهُ، ولَئِنِ استَعاذَني لاَُعيذَنَّهُ . ۱

۱۳۷۵.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : ... ما يَزالُ عَبدي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوافِلِ حَتّى اُحِبَّهُ ؛ فَأَكونَ أنَا سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ ، ولِسانَهُ الَّذي يَنطِقُ بِهِ ، وقَلبَهُ الَّذي يَعقِلُ بِهِ ، فَإِذا دَعا أجَبتُهُ ، وإذا سَأَلَني أعطَيتُهُ . ۲

۱۳۷۶.المناقب لابن شهرآشوب :رُوِيَ أ نَّهُ استَسقى عُبّادُ البَصرَةِ ـ مِثلُ أيّوبَ السِّجِستانِيِّ ، وصالِحٍ المَزيّ ، وعُتبَةَ العلامِ ، وحَبيبٍ القادِسِيِّ ، ومالِكِ بنِ دينارٍ ، وأبي صالِحٍ الأَعمى ، وجَعفَرِ بنِ سُلَيمانَ ، وثابِتٍ البَنانِيِّ ، ورابِعَةَ ، وسُعدانَةَ ـ وَانصَرَفوا خائِبينَ ، فَإِذا هُم بِفَتىً قَد أقبَلَ وقَد أكرَبَتهُ أحزانُهُ وأقلَقَتهُ أشجانُهُ ، فَطافَ بِالكَعبَةِ أشواطا ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَينا وسَمّانا واحِدا واحِدا ، فَقُلنا : لَبَّيكَ يا شابُّ .
فَقالَ : أما فيكُم أحَدٌ يُجيبُهُ الرَّحمنُ ؟!
فَقُلنا : يا فَتى ، عَلَينَا الدُّعاءُ وعَلَيهِ الإِجابَةُ .
قالَ : اُبعُدوا عَنِ الكَعبَةِ ؛ فَلَو كانَ فيكُم أحَدٌ يُجيبُهُ الرَّحمنُ لَأَجابَهُ .
ثُمَّ أتَى الكَعبَةَ فَخَرَّ ساجِدا ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ في سُجودِهِ : «سَيِّدي ، بِحُبِّكَ لي إلاّ أسقَيتَهُمُ الغَيثَ» ، فَمَا استَتَمَّ الكَلامَ حَتّى أتاهُمُ الغَيثُ كَأَفواهِ القِرَبِ . ثُمَّ وَلّى عَنّا قائِلاً :


مَن عَرَفَ الرَّبَّ فَلَم تُغنِهِمَعرِفَةُ الرَّبِّ فَهذا شَقِي
ما ضَرَّ فِيالطّاعَةِ مانالَهُفي طاعَةِ اللّهِ وماذا لَقِي
ما يَصنَعُ العَبدُ بِعِزِّ الغِنىوَالعِزُّ كُلُ العِزِّ لِلمُتَّقي
فَسُئِلَ عَنهُ ، فَقالوا : هذا زَينُ العابِدينَ عليه السلام . ۳

1.صحيح البخاري : ۵ / ۲۳۸۵ / ۶۱۳۷ ، السنن الكبرى : ۱۰ / ۳۷۰ / ۲۰۹۸۰ كلاهما عن أبي هريرة ، مسند ابن حنبل : ۱۰ / ۱۱۲ / ۲۶۲۵۳ عن عائشة ، كنز العمّال : ۱ / ۲۲۹ / ۱۱۵۶ .

2.المعجم الكبير: ۸/۲۰۶/۷۸۳۳ وص۲۲۲/۷۸۸۰ نحوه وكلاهما عن أبيأُمامة، كنز العمّال: ۱/۲۲۹/۱۱۵۵ .

3.المناقب لابن شهر آشوب: ۴/۱۴۰ ، الاحتجاج : ۲ / ۱۴۹ / ۱۸۶ ، بحار الأنوار: ۴۶/۵۰ .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    التقدیری، محمد
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    سوّم
تعداد بازدید : 51035
صفحه از 456
پرینت  ارسال به