347
المحبّة في الكتاب و السنّة

وحُبَّ مَن يُحِبُّكَ ، وحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يوصِلُني إلى قُربِكَ ، وأن تَجعَلَكَ أحَبَّ إلَيَّ مِمّا سِواكَ ، وأن تَجعَلَ حُبّي إيّاكَ قائِدا إلى رِضوانِكَ ، وشَوقي إلَيكَ ذائِدا عَن عِصيانِكَ ، وَامنُن بِالنَّظَرِ إلَيكَ عَلَيَّ ، وَانظُر بِعَينِ الوُدِّ وَالعَطفِ إلَيَّ ، ولا تَصرِف عَنّي وَجهَكَ ، وَاجعَلني مِن أهلِ الإِسعادِ وَالحُظوَةِ عِندَكَ ، يا مُجيبُ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۱

۱۳۸۵.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّما اُولُو الأَلبابِ الَّذينَ عَمِلوا بِالفِكرَةِ حَتّى وَرِثوا مِنهُ حُبَّ اللّهِ ؛ فَإِنَّ حُبَّ اللّهِ إذا وَرِثَهُ القَلبُ استَضاءَ ، وأسرَعَ إلَيهِ اللُّطفُ ، فَإِذا نَزَلَ مَنزِلَةَ اللُّطفِ صارَ مِن أهلِ الفَوائِدِ ؛ تَكَلَّمَ بِالحِكمَةِ ، فَإِذا تَكَلَّمَ بِالحِكمَةِ صارَ صاحِبَ فِطنَةٍ ، فَإِذا نَزَلَ مَنزِلَةَ الفِطنَةِ عَمِلَ بِها فِي القُدرَةِ ، فَإِذا عَمِلَ بِها فِي القُدرَةِ عَرَفَ الأَطباقَ السَّبعَةَ ، فَإِذا بَلَغَ إلى هذِهِ المَنزِلَةِ صارَ يَتَقَلَّبُ فِكرُهُ بِلُطفٍ وحِكمَةٍ وبَيانٍ ، فَإِذا بَلَغَ هذِهِ المَنزِلَةَ جَعَلَ شَهوَتَهُ ومَحَبَّته ۲ في خالِقِهِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ نَزَلَ المَنزِلَةَ الكُبرى ؛ فَعايَنَ رَبَّهُ في قَلبِهِ ، ووَرِثَ الحِكمَةَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ الحُكَماءُ ، ووَرِثَ العِلمَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ العُلَماءُ ، ووَرِثَ الصِّدقَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ الصِّدّيقونَ . ۳

7 / 3

خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَة

الكتاب

«مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ» . ۴

1.بحار الأنوار : ۹۴ / ۱۴۸ .

2.في المصدر مَحَبَّة والصحيح ما أثبتناه .

3.مختصر بصائر الدرجات : ۱۲۲ ، كفاية الأثر : ۲۵۷ نحوه وليس فيه «فإذا بلغ إلى هذه المنزلة صار يتقلّب فكره بلطف وحكمة وبيان» وكلاهما عن يونس بن ظبيان ، بحار الأنوار : ۷۰ / ۲۵ / ۲۶ .

4.النساء : ۱۳۴ .


المحبّة في الكتاب و السنّة
346

ضَرَّكُم إذَا احتَجَبتُم عَن خَلقي ؛ إذ رَفَعتُ الحِجابَ فيما بَيني وبَينَكُم حَتّى تَنظُروا إلَيَّ بِعُيونِ قُلوبِكُم ؟! ما ضَرَّكُم ما زَوَيتُ عَنكُم مِنَ الدُّنيا ؛ إذ بَسَطتُ ديني لَكُم ؟! وما ضَرَّكُم مَسخَطَةُ الخَلقِ إذَا التَمَستُم رِضايَ ؟! ۱

۱۳۸۳.الإمام زين العابدين عليه السلامـ في مُناجاةِ العارِفين ـ: إلهي ، فَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ تَوَشَّحَت أشجارُ الشَّوقِ إلَيكَ في حَدائِقِ صُدورِهِم ، وأخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم . . . وقَرَّت بِالنَّظَرِ إلى مَحبوبِهِم أعيُنُهُم . ۲

۱۳۸۴.عنه عليه السلامـ فِي مُناجاةِ المُحبّينَ ـ: إلهي ، مَن ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنكَ بَدَلاً ! ومَن ذَا الَّذي أنِسَ بِقُربِكَ فَابتَغى عَنكَ حِوَلاً ! إلهي ، فَاجعَلنا مِمَّنِ اصطَفَيتَهُ لِقُربِكَ ووِلايَتِكَ ، وأخلَصتَهُ لِوُدِّكَ ومَحَبَّتِكَ ، وشَوَّقتَهُ إلى لِقائِكَ ، ورَضَّيتَهُ بِقَضائِكَ ، ومَنَحتَهُ بِالنَّظَرِ إلى وَجهِكَ ، وحَبَوتَهُ بِرِضاكَ ، وأعَذتَهُ مِن هَجرِكَ وقَلاكَ ، وبَوَّأتَهُ مَقعَدَ الصِّدقِ في جِوارِكَ ، وخَصَصتَهُ بِمَعرِفَتِكَ ، وأهَّلتَهُ لِعِبادَتِكَ ، وهَيَّمتَهُ لاِءِرادَتِكَ ، وَاجتَبَيتَهُ لِمُشاهَدَتِكَ ، وأخلَيتَ وَجهَهُ لَكَ ، وفَرَّغتَ فُؤادَهُ لِحُبِّكَ ، ورَغَّبتَهُ فيما عِندَكَ ، وألهَمتَهُ ذِكرَكَ ، وأوزَعتَهُ شُكرَكَ ، وشَغَلتَهُ بِطاعَتِكَ ، وصَيَّرتَهُ مِن صالِحي بَرِيَّتِكَ ، وَاختَرتَهُ لِمُناجاتِكَ ، وقَطَعتَ عَنهُ كُلَّ شَيءٍ يَقطَعُهُ عَنكَ .
اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن دَأبُهُمُ الاِرتِياحُ إلَيكَ وَالحَنينُ ، ودَهرُهُمُ الزَّفرَةُ وَالأَنينُ ، جِباهُهُم ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ ، وعُيونُهُم ساهِرَةٌ في خِدمَتِكَ ، ودُموعُهُم سائِلَةٌ مِن خَشيَتِكَ ، وقُلوبُهُم مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِكَ ، وأفئِدَتُهُم مُنخَلِعَةٌ مِن مَهابَتِكَ .
يا مَن أنوارُ قُدسِهِ لِأَبصارِ مُحِبّيهِ رائِقَةٌ ، وسُبُحاتُ وَجهِهِ لِقُلوبِ عارِفيهِ شائِقَةٌ ، يا مُنى قُلوبِ المُشتاقينَ ، ويا غايَةَ آمالِ المُحِبّينَ ، أسأَلُكَ حُبَّكَ ،

1.المحجّة البيضاء : ۸ / ۶۱ .

2.بحار الأنوار : ۹۴ / ۱۵۰ .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    التقدیری، محمد
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    سوّم
تعداد بازدید : 50968
صفحه از 456
پرینت  ارسال به