السوق ، وبسببه لا يزالون لمتطمّين . ۱
وشيطان الصلاة يسمّى حرباً ، وشيطان الوضوء الوَلْهان . ۲
ثمّ إنّ تولّد شيطان من آخَرَ كتكوّن شرر نار كثيرة الدخان من نار اُخرى مثلها ، وتولُّدَ ملك من ملك كحصول نور من نور ، أو كحصول علم من علم .
وفي الخبر عن أبي أمامة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : « وُكِّلَ بالمؤمن مائة وستّون ملكاً يذبّون عنه ما لم يقدر عليه ؛ من ذلك للبصر سبعة أملاك يذبّون عنه ، كما يُذَبّ عن قصعة العسل الذِّبّانُ في اليوم الصائف ، وما لو بدا لكم ، لرأيتموه على كلّ سهل وجبل كلّهم باسط يده فأغرفاه ، وما لو وُكّل العبد إلى نفسه طرفة عين ، لاختطفته الشياطين» ۳ .
ولهذا المرام تفصيل لا يسعه المقام .
قال عليه السلام : فنوم العاقل أفضل . [ ص۱۲ ح۱۱ ]
أقول : من وجهين : أحدهما : أنّ قصده في النوم لمصلحة البدن وتقويته لتحصيل زاد الآخرة ودفع السآمة عنه كما يشعر به قول سيّد الساجدين عليه السلام : « فخلق الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ، ونهضات النصب [ وجعله لباساً ليلبسوا من راحته ومنامه ] ، فيكون ذلك [ لهم ] جماماً وقوّة» ۴ .
وثانيهما : أنّه قلّما يخلو نومه عن رؤيا صالحة وهي جزء من أجزاء النبوّة كما ورد عنه صلى الله عليه و آله : « إنّ رؤيا المؤمن جزء من ستّة وأربعين جزءاً من النبوّة » ۵ .
ولعلّ وجهه أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله بعث بعد أربعين سنة ، وعمره صلى الله عليه و آله ثلاث وستّون سنة ، وبعد الأربعين ثلاثة وعشرون سنة ، في ستّة أشهر منها كان يرى الأحكام في المنام ، ثم
1.كتاب المحبر ، ص۳۵۹ ، ح۱۳۸ ؛ تاج العروس ، ج۶ ، ص۴۶۸ (زلبر) .
2.سنن الترمذي ، ج۱ ، ص۴۰ ، ح۵۷ ؛ المستدرك للحاكم النيسابورى ، ج۱ ، ص۱۶۲ .
3.المعجم الكبير ، ج۸ ، ص۱۶۷ ؛ تفسير الثعلبي ، ج۱۰ ، ص۱۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۴ ، ص۳۱۴ ، ذيل ح ۹ .
4.الصحيفة السجّاديـّة ، ص۴۷ الدعاء ، ۶ ؛ مصباح المتهجّد ، ص۲۴۵ ؛ بحارالأنوار ، ج۵۸ ، ص۱۹۹، ح۳۷.
5.صحيح البخاري ، ج۸ ، ۶۹ ؛ سنن الترمذي ، ج۳ ، ص۳۶۳ ، ح۲۳۷۲ ؛ كنز الفوائد ، ج۲ ، ص۶۱ .