75
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

السوق ، وبسببه لا يزالون لمتطمّين . ۱
وشيطان الصلاة يسمّى حرباً ، وشيطان الوضوء الوَلْهان . ۲
ثمّ إنّ تولّد شيطان من آخَرَ كتكوّن شرر نار كثيرة الدخان من نار اُخرى مثلها ، وتولُّدَ ملك من ملك كحصول نور من نور ، أو كحصول علم من علم .
وفي الخبر عن أبي أمامة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : « وُكِّلَ بالمؤمن مائة وستّون ملكاً يذبّون عنه ما لم يقدر عليه ؛ من ذلك للبصر سبعة أملاك يذبّون عنه ، كما يُذَبّ عن قصعة العسل الذِّبّانُ في اليوم الصائف ، وما لو بدا لكم ، لرأيتموه على كلّ سهل وجبل كلّهم باسط يده فأغرفاه ، وما لو وُكّل العبد إلى نفسه طرفة عين ، لاختطفته الشياطين» ۳ .
ولهذا المرام تفصيل لا يسعه المقام .

قال عليه السلام : فنوم العاقل أفضل . [ ص۱۲ ح۱۱ ]
أقول : من وجهين : أحدهما : أنّ قصده في النوم لمصلحة البدن وتقويته لتحصيل زاد الآخرة ودفع السآمة عنه كما يشعر به قول سيّد الساجدين عليه السلام : « فخلق الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ، ونهضات النصب [ وجعله لباساً ليلبسوا من راحته ومنامه ] ، فيكون ذلك [ لهم ] جماماً وقوّة» ۴ .
وثانيهما : أنّه قلّما يخلو نومه عن رؤيا صالحة وهي جزء من أجزاء النبوّة كما ورد عنه صلى الله عليه و آله : « إنّ رؤيا المؤمن جزء من ستّة وأربعين جزءاً من النبوّة » ۵ .
ولعلّ وجهه أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله بعث بعد أربعين سنة ، وعمره صلى الله عليه و آله ثلاث وستّون سنة ، وبعد الأربعين ثلاثة وعشرون سنة ، في ستّة أشهر منها كان يرى الأحكام في المنام ، ثم

1.كتاب المحبر ، ص۳۵۹ ، ح۱۳۸ ؛ تاج العروس ، ج۶ ، ص۴۶۸ (زلبر) .

2.سنن الترمذي ، ج۱ ، ص۴۰ ، ح۵۷ ؛ المستدرك للحاكم النيسابورى ، ج۱ ، ص۱۶۲ .

3.المعجم الكبير ، ج۸ ، ص۱۶۷ ؛ تفسير الثعلبي ، ج۱۰ ، ص۱۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۴ ، ص۳۱۴ ، ذيل ح ۹ .

4.الصحيفة السجّاديـّة ، ص۴۷ الدعاء ، ۶ ؛ مصباح المتهجّد ، ص۲۴۵ ؛ بحارالأنوار ، ج۵۸ ، ص۱۹۹، ح۳۷.

5.صحيح البخاري ، ج۸ ، ۶۹ ؛ سنن الترمذي ، ج۳ ، ص۳۶۳ ، ح۲۳۷۲ ؛ كنز الفوائد ، ج۲ ، ص۶۱ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
74

وفي الخبر : «في القلب لمّتان لَمّة من الملك وعد بالخير وتصديق بالحقّ . ولَمّة من العدوّ إيعاد بالشرّ وتكذيب بالحقّ ونهي عن الخير » ۱ .
والقلب بفطرته الأصليّة صالح لقبول آثار الملائكة ولقبول آثار الشيطان على السواء ، وإنّما يترجّح أحدهما على الآخر باتّباع الهوى والإكباب على الشهوات ، أو بالإعراض عنها ومخالفتها .
ولكلّ من الملائكة والشياطين جنود مجنّدة ، فإن اتّبع الإنسان مقتضى الشهوة والغضب والهوى والدواعي الذميمة والأخلاق السيّئة ، ظهر تسلّط العدوّ بواسطة الهوى والجهل ، [ و ] صار القلب عُشَّ الشيطان .
وإن جاهد الهوى والشهوات ، وسلك مسلك السداد من العلم والطهارة ـ وبالجملة قد استكمل بالعلم والعمل ـ صار القلب كالسماء مستقرّ الملائكة الكرام ومهبط الإلهامات ، وموطن الإشراقات . فقد بان سبب الوسوسة فاعلُها وقابلها ، وكذا سبب ما يقابلها ۲ .
ثمّ إنّ الشياطين جنود ۳ مجنّدة كالملائكة ، وإنّ لكلّ نوع من المعاصي شيطاناً يخصّه ويدعو لها .
وعن مجاهد : أنّ لإبليس خمسةً من الأولاد ، جعل كلّ واحد منهم على شيء من أمره ، فذكر أساميهم : ثبور ، والأعور ، ومسوط ، وداسم ، وزلينور ؛ فأمّا ثبور ، فهو صاحب المصائب الذي يأمر بالثبور وشقّ الجيوب ولطم الخدود . وأمّا الأعور ، فهو صاحب الرياء يأمر به ويزيّنه . وأمّا مسوط ، فهو صاحب الكذب . وأمّا داسم ، فيدخل مع الرجل إلى أهله ويريه العيب فيهم ، ويغضبه عليهم . وأمّا زلينور ، فهو صاحب

1.سنن الترمذي ، ج۴ ، ص۲۸۸ ، ح ۴۰۷۳ ؛ السنن الكبرى ، ج۶ ، ص۳۰۵ ، ح ۱۱۰۵۱ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۰ ، ص۳۹ .

2.بحار الأنوار ، ج۷۰ ، ص۴۰ .

3.في المخطوطة : «جنوده» .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوی، محمدتقی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 34086
صفحه از 476
پرینت  ارسال به