285
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

ذاته بأن يكون أمراً موجوداً في نفسه قائماً بذاته كما يرشدك إليه قوله فيما بعد بقوله : « لطيف بلا كيف » أي مجرّد مقدّس عن الماهيّة من دون أن يقوم شيء من صفاته بذاته .
وأيضاً يمكن أن يقال : التعبير عن علمه تعالى بنفي الجهل وعن قدرته بنفي العجز إرشاد بأنّ علم ما عداه تعالى لا يخلو عن مقارنة الجهل بأمرٍ مّا ، وكذا قدرته لا تخلو عن العجز كذلك ؛ لجواز اجتماع المتقابلين في ذات واحدة من جهتين حتّى أنّ العقول المقدّسة جاهلة بكنه ذاته تعالى ، وكذلك أمرها في جهلها في مرتبة ذاتها بما عداها ؛ لزيادة علمها على ذاتها ، فما ظنّك علم ۱ ما عداه . وذلك بخلاف علمه تعالى . فإنّه بحسبه ينفي الجهل مطلقاً ، وكذلك قدرته فإنّه بحسبه ينفي عنه العجز مطلقاً . وكذا الأمر في سائر صفاته الحقّة الأحديّة ، فإنّها على وجه لا يتصوّر ما يكون أكملَ ولا يتطرّق إليها ما يقابلها بوجه من الوجوه ، فلذا عبّر عنها بنفي ما يقابلها مطلقاً .
قال عليه السلام : أفنى الصورة . [ ص۱۱۷ ح۷ ]
أقول : أي صورة الكلام اللفظي مع مدلوله التصوّري . وفي فاتح الأوصياء المعصومين ـ صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ في نهج البلاغة المكرّم في خطبة مصدّرة وحده من كتفه ۲ بقوله الشريف : « وإنّه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها...» إلى آخر الخطبة ۳
.
قال : فقال الرجل . [ ص۱۱۷ ح۷ ]
أقول : الفاء للتفريع على أنّه إذا لم يكن معه شيء في الأزل ، فلا يكون مسموع بلا سمع ، فكيف يسمّى سميعاً خلطاً من ذلك الرجل بين السميع والسامع ، فأجاب عليه السلام بأنّ المراد به علمه بجميع ما يُسمع بذاته الحقّة في الأزل ، وإن لم يكن هنالك مسموع . أزاح عليه السلام توهّمه الثاني الخلطي بقوله : «لم نَصِفْه بالسمع المعقول» أي المعروف «في الرأس» .

1.الأولى : «بعلم » .

2.كذا.

3.نهج البلاغة ، ج ۲ ، ص ۱۲۴ ، الخطبة ۱۸۶ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
284

قال عليه السلام : والمعاني . [ ص۱۱۶ ح۷ ]
أقول : الواو بمعنى «مع» أو للعطف على الأسماء .
وبالجملة ، إنّ المراد بالمعاني مدلولاتها القائمة بالنفوس المجرّدة أو بالعقول المقدّسة ، فهي ما بإزائها من الألفاظ مخلوقة له تعالى .
وقوله : «والمعنيّ بها » أي ما عبّر عنه بها «هو اللّه » أي ذاته الحقّة المقدّسة عن أن يدركه العقول المطهّرة عن أرجاس الهيولى فضلاً عن الأنفس المتعلّقة بها .
قال عليه السلام : لأنّ ما سوى . [ ص۱۱۶ ح۷ ]
أقول : استدلال على قوله : «لا يقال : اللّه مختلف» ۱ .
قال عليه السلام : متجزّى ء . [ ص۱۱۶ ح۷ ]
أقول : لعلّ المراد به أنّه زوج تركيبي ، وإن كان مركّباً من الماهيّة والوجود كالبسائط الصرفة ، أو من البطلان الذي هو مقتضى الإمكان الذي يكون للممكن في ذاته والتقرّر من صنع جاعله كما للماهيّة البسيطة المعروضة للوجود والإنّيّة .
قال عليه السلام : فقولك . [ ص۱۱۶ ح۷ ]
أقول : الفاء تفريعيّة يعني إذا ثبت أنّه ليس معه غيره وهو مستأثر بالسرمديّة ، ثبت أنّ قولك : إنّ [ اللّه قدير ، خبّرت أنّه لا يعجزه شيء ] ۲ ، وقوله : « خبّرت » التخبير والإخبار واحد ، والعائد إلى المبتدأ محذوف ، أي خبّرت به .
قال عليه السلام : أنّه لا يُعجزه . [ ص۱۱۷ ح۷ ]
أقول : من الإعجاز .
قال عليه السلام : بالكلمة . [ ص۱۱۷ ح۷ ]
أقول : أي بقوله : «عالم» نفى الجهل . وفي أمثال هذه العبارة وتلك العبارة إشارة إلى عدم زيادة صفاته تعالى على ذاته لا إثبات صفات كالعلم المقابل للجهل الزائد على

1.في الكافي المطبوع : «فلا يقال : اللّه مؤتلف».

2.زيادة أضفناها لتكميل العبارة . وانظر : شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۱۷ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوی، محمدتقی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37079
صفحه از 476
پرینت  ارسال به