397
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

لأمسكت عن الجواب ۱ ، ولكنّي الناصح ابن الناصح الأمين والذي أنا عليه أنّه من لم يؤمن بالقدر خيرِه وشرّه ، فقد كفر ، ومن حمل المعاصي على اللّه ـ عزّوجلّ ـ فقد فجر إنّ اللّه سبحانه لا يطاع بإكراه ، ولا يعصى بغلبة ، ولم يمهل ۲ العباد [ سدىً ]من المملكة ، ولكنّه ۳ ـ عزّوجلّ ـ المالك لما ملّكهم ، والقادر على ما عليه قدرهم ۴ ، فإن ائتمروا بالطاعة ، لم يكن [ اللّه ]ـ عزّوجلّ ـ لهم صادّاً ولا عنها مانعاً ، وإن ائتمروا بالمعصية ، فشاء ـ سبحانه ـ أن يمنّ عليهم فيحول بينهم وبينها فعل ، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها إجباراً ، ولا ألزمهم بها إكراهاً بل احتجاجه ـ جلّ ذكره ـ عليهم أن عرّفهم وجعل لهم السبيل إلى فعل ما دعاهم إليه ، وترك ما نهاهم [ عنه ] واللّه الحجّة البالغة ، والسلام » . انتهى ۵ .
قال بعض من عاصرناهم : إنّ ما يتضمّنه هذا الحديث وحديث النيلي في أصل هذا الكتاب محمول على التقيّة . ولعلّ نظره في قوله «وإن ائتمروا بالمعصية» أنت خبير بأنّ هذه القضيّة شرطيّة وصدقها لا يقتضي صدق طرفيها كما تبيّن في موضعه . وقوله : «لا يطاع بإكراه» ردّ على المجبّرة . وقوله : «ولا يعصى بغلبة» ردّ على المفوّضة .
قال عليه السلام : قال : الآلة . [ ص۱۶۲ ح۳ ]
أقول : لما كانت علّة للفعل مع اُمور كما تقدّم وسيأتي في ثاني الباب بقوله : «فجعل فيهم آلة الفعل» أي الأمر الذي علم أنّه مفيض إلى الفعل . وقوله : «مثل الزنى » مثال لقوله «إذا فعلوا الفعل» وليس مثالاً لتفسير الاستطاعة .
قال عليه السلام : بالحجّة البالغة . [ ص۱۶۲ ح۳ ]

1.في الأصل : «الجوار» .

2.في المخطوطة : «لا أهل ( أهمل )» .

3.في المخطوطة : «الملكة» .

4.في المصدر : «أقدرهم» .

5.كنز الفوائد ، ص ۱۷۱ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
396

استطاعة ، ثمّ أمرهم ونهاهم ، فلا يكون العبد آخذا ولا تاركاً إلاّ باستطاعة متقدّمة قبل الأمر والنهي ، وقبل الأخذ والترك ، وقبل القبض والبسط » ۱
.
و عن عوف بن عبداللّه ، عن عمّه قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الاستطاعة فقال : «وقد فعلا ؟» فقلت : نعم ، زعموا أنّها لا تكون إلاّ عند الفعل ، واردة حال ۲ الفعل لا قبله فقال : «أشرك ۳ القوم » ۴ . انتهى .
ثمّ لا يخفى أنّ صاحب كتاب الجواهر من المعتزلة قال : قيل : إنّ الحسن البصري كتب إلى الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام : من الحسن البصري إلى ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، أمّا بعد فإنّكم معاشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة ومصابيح الدجى [ و ] أعلام الهدى والأئمّة القادة الذين [ من ] تبعهم ۵ نجا ، والسفينة التي يؤول ۶ إليها المؤمنون ، وينجو فيها المتمسّكون ، قد كثر يا ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله عندنا الكلام في القدر واختلافنا في الاستطاعة لتعلمنا ۷ ما ترى ۸ عليه رأيك ورأي آبائك فإنّكم ذرّيّة بعضها من بعض ، من علم اللّه علمتم وهو الشاهد عليكم وأنتم الشهداء ۹ على النّاس والسلام .
فأجابه الحسن بن عليّ عليهماالسلام : «من الحسن بن عليّ إلى الحسن البصري : فقد انتهى إليّ كتابك عند حيرتك وحيرة من زعمت من اُمّتنا ، وكيف ترجعون إلينا وأنتم بالقول دون العمل ؟ ! واعلم أنّه لو لا ما تناهى إليّ من حيرتك وحيرة الاُمّة من قبلك ،

1.التوحيد ، ص ۳۵۲ ، ح۱۹ .

2.في المصدر : «في حال» .

3.في الأصل : «اترك» .

4.التوحيد ، ص ۳۵۰ ، ح۱۲ .

5.في المصدر : «اتبعهم» .

6.في المخطوطة : «نزول» .

7.في المصدر : «فتعلمنا» .

8.في المصدر : «نرى» .

9.في المصدر : «شهداء» ، بدون الألف واللام .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوی، محمدتقی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 36804
صفحه از 476
پرینت  ارسال به